أعتى السجون الهولندية بإدارة لاجئين سوريين!

أعتى السجون الهولندية بإدارة لاجئين سوريين!
يعدّ سجن "بلمربايس" الهولندي، أحد السجون الشهيرة في العاصمة الهولندية أمستردام، وبفضل مبادرة من إحدى الجمعيات الإنسانية، تم تحويله إلى فندق بإدارة مجموعة من طالبي اللجوء في هولندا معظمهم سوريون.

أغلق سجن "بلمربايس" أبوابه في يونيو/ حزيران عام 2016، ليفتتح فندق "موفمنت" أبوابه في آب/ أغسطس الماضي، بعد أن قامت الجمعية الهولندية الإنسانية "الحركة في الميدان" بتأمين التمويل الكافي لتحويل هذا المكان ذي السمعة السيئة إلى أحد المواقع التي تجذب السياح.

يتيح هذا المشروع المتميز للاجئين، بحسب موقع مهاجر نيوز، العمل في مجال الفنادق والخدمات، إلى جانب أشخاص خبراء في هذا المجال، الأمر الذي يتيح للاجئين فرصة اكتساب المهارات الضرورية للانخراط في النوع من الأعمال في هولندا.

فكرة المشروع تعتمد على الاستفادة من سمعة المكان السابقة، كونه كان سجناً، من أجل الإضاءة على الجهود الرامية لتعزيز عملية اندماج المهاجرين واللاجئين في هولندا من خلال العمل.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1510138673.jpg'>

فرصة ذهبية

جميع العاملين بالفندق هم من طالبي اللجوء، وتم اختيارهم من بين مجموعة من 600 طالب لجوء، أغلبهم من سوريا، استضافتهم الحكومة الهولندية بشكل مؤقت في جزء آخر من المجمع، بعد أن تم إغلاق السجن وتحويله إلى مركز استقبال.

يعلم طالبو اللجوء العاملون في الفندق أن حصولهم على إقامة دائمة في هولندا غير مؤكد، لكنهم من خلال عملهم هناك، يسعون إلى اكتساب خبرة تساعدهم على تحسين ظروف حياتهم في المستقبل، سواء في هولندا أو في أي بلد آخر.

روب هوغرورف، أحد المسؤولين على المشروع، يقول إن "العاملين يسعون للحصول على شهادات خبرة تمكنهم من العمل في القطاع الفندقي في هولندا أو حيثما ينتهي بهم الحال"، ويضيف "نحن نساعدهم، أو على الأقل نريد أن نساعدهم على شق طريقهم".

العمل طريق الاندماج

تم تمويل مشروع الفندق من خلال إطلاق حملة تمويل مجتمعية جمعت 50 ألف يورو، تم تخصيصها لأعمال تجهيز السجن وتحويله إلى فندق، إضافة إلى الإيرادات التي يجنيها الفندق من تأجير الغرف. وفتح هذا الفندق المميز أبوابه في آب/أغسطس الماضي وسيبقى متاحاً لاستقبال الزبائن حتى نهاية العام على أقل تقدير.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1510138663.jpg'>

تتراوح أسعار الغرف هناك بين 99 و140 يورو في الليلة. وكل غرفة مزينة بكلمة واحدة على أحد جدرانها تهدف إلى الإضاءة على التناقضات التي يمثلها المكان، مثل "حرية" أو "مستقبل".

وبالنسبة لزوار الفندق، خلال إقامتهم هناك سيتعرفون على تجربة فريدة تتعلق بتاريخ السجون في أمستردام، وسيجدون كاميرات مثبتة في المصاعد وأسلاكاً شائكة على الجدران الخارجية. إلا أنهم سيحظون بكافة المعاملات التي يتوقعونها في أي من الفنادق السياحية في المدينة.

يتألف الفندق من 16 غرفة مزدوجة وقاعة كبيرة مخصصة لتقديم وجبات الطعام التي يحضرها اللاجئون. كما يمكن حجز قاعات أخرى فيه للاجتماعات أو لإحياء المناسبات المختلفة. وسيتم استغلال باقي المساحات من أجل إقامة أنشطة متنوعة كصفوف موسيقى أو رقص أو رياضة.

وسجن "بلمربايس" ليس السجن الأول أو الوحيد الذي مر بعملية تحول كبيرة من هذا النوع. فقبل ذلك، قامت إحدى الجمعيات الإنسانية بشراء أحد السجون العائمة في أمستردام، تم إغلاقه عام 2012، وقامت بتحويله إلى فندق عائم.

وكان سجن "بلمربايس" يضم في الماضي أعتى المجرمين، ومنهم مجموعة اختطفت قطب صناعة البيرة "فريدي هاينيكين" عام 1983، للحصول على فدية تقدر قيمتها اليوم بـ 17 مليون يورو.

واشتق السجن اسمه من حي "بلمر" بالجنوب الشرقي للمدينة، أما "بايس" تعني سجناً باللغة اليديشية.

وأعلنت سلطات المدينة في تموز/ يونيو الماضي، عن نيتها إعادة تطوير المنطقة التي يقع السجن في نطاقها برمتها، لتصبح ضاحية "بايس"، ما قد يعرض الفندق للهدم، لكن القيمين على المشروع يأملون أن يجدوا طريقة ما تخولهم الحفاظ عليه وتمديد فترة تشغيله.

q7dXU--8A2s

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات