الديلي تليغراف: خطاب الأسد يعيد صدى مسيرات القذافي اليائسة

الديلي تليغراف: خطاب الأسد يعيد صدى مسيرات القذافي اليائسة
إنها المرة الأولى خلال الثورة التي امتدت لعامين التي نرى فيها دعم الجمهور للرئيس السوري مصمماً ومعداً بشكل مسبق كاستعراض, مترافقاً بهتافات تنبثق بقوة من قبضات الأيدي. حتى الشعارات كانت نفس شعارات الدكتاتور الليبي المقتول: "الله سوريا بشار وبس!"

كان أسلوبه في التجول أيضاً حافلاً بالذكريات, قافزاً بشكل متفكك إلى الخلف والأمام بين عروض السلام الغامضة واللعنات المتواصلة للمعارضة :" قاعدة, مجرمين مسلحين, إرهابيين أجانب" كلها مفردات كانت بارزة في قاموس العقيد معمر القذافي. ثم كانت هناك فترات تجسدت فيها عاطفية غريبة عندما أعلن: "أنظر إلى عيون أطفال سوريا فلا أرى أية سعادة.", وهذا شيء ليس من شأنه أن يفاجئ أي شخص قد شاهد الأخبار على مدى العامين المنصرمين.

الأسد بالطبع ليس القذافي, لكن شخصيته الأكثر ثقافة وعقلانية والتي تفتقر إلى غريزة الحماقة الموجودة لدى القذافي, تجعله بطرق أخرى حتى أكثر من مجرد لغز. كان هناك دائماً إحساس بأن العقيد القذافي كان سعيداً بالانحدار إلى القتال مفضلاً الميلودراما في الموت على واقع التسوية أو الاستسلام المملين, بينما يقدم الأسد نفسه كشخص له سيطرة كاملة حقاً على الأحداث؛لكن التناقض بين خطابه وبين واقع الأحداث يجعل الأمر أكثر إثارة للحيرة.

وإذا كان الثوار على هذا الطريق, فإن تلخيصه للخطوات التي سيتبعونها لتسليم أنفسهم إلى رحمته قد يراه البعض قضائياً. وإذا كان على وشك الانتصار, فإن عرضه لأعدائه بإلقاء السلاح وانسحاب داعميهم الأجانب مقابل تعهد سخي "بالحوار الوطني" قد يبدو بعد ذلك مقنعاً. لكن الوضع ليس كذلك في سوريا اليوم. لقد صمد الأسد أمام تنبؤات مفرطة بالتفاؤل بهزيمته الوشيكة, ولكن لا يوجد أي معنى يمكن من خلاله وصفه كفائز. لقد فقد أجزاء كبيرة من البلاد بما فيها نصف أكبر مدينة سورية؛ وهناك أعداد كبيرة من الرجال المسلحين على أبواب دمشق نفسها.

والسؤال الحقيقي ليس لماذا على الثوار القبول بهذه العروض المتواضعة, بل لماذا يجب عليهم أن يتفاوضوا معه على الإطلاق وهم يعتقدون أن الأسد انتهى؟ يتحدث عن حشد وسائل الدفاع الوطنية كما لو أنها لم تكن بالفعل في حالة من الفوضى, وقوات المعارضة على بعد أميال فقط من المكان الذي كان يتحدث منه.

وفي النهاية أحيط الأسد بمعجبيه تماماً كما كان يحدث للعقيد القذافي خلال ظهوراته الدرامية الأخيرة في طرابلس. هل كانوا فقط يعبرون عن حبهم لقائدهم؟ أم أنه كان الرعب, وإشارة إلى غرض الخطاب الحقيقي؛ صرخة حشد أخيرة, ومحاولة يائسة لطمأنة من تبقى من المخلصين له أن قائدهم لم ينسهم عندما احتاجوه!

المصدر: (الديلي تيليغراف: 6/1/2013)

التعليقات (2)

    ميسر كامل

    ·منذ 11 سنة 4 أشهر
    رح يموت

    عربي مقهور

    ·منذ 11 سنة 4 أشهر
    لذلك إن شاء الله رح تكون نهايته أبشع من نهاية القذافي يا رب.. يا رب ارنا عدلك وعجائب قدرتك في هذا الشخص وأعوانه ومؤيديه وشبيحته وزبانيته..
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات