لم يعتد الشارع اللبناني وخاصة سكان الضاحية الجنوبية على سماع انتقادات لنصر الله وميليشيته على القنوات التلفزيونية، بل على العكس كان سكان الضاحية الموالون لـ"حزب الله" يستغلون دخول المحطات التلفزيونية إليهم لكي يعبروا عن وقوفهم إلى جانب نصر الله وقد عرف عنهم عبارتهم الشهيرة "فدا صرماية السيد".
وأظهر مقطع فيديو لأمرأة متضررة من قرار إزالة الأكشاك، وهي توجه حديثها لحسن نصر الله ونواب من ميليشيا "حزب الله" في البرلمان اللبناني، قائلة: أنتم جبتم البلاء للضاحية.. في كل منزل شهيد وجريح (في إشارة لقتلى الحزب بسوريا)"، وتابعت: "نحن لم نتاجر بالمخدرات مثلكم ولو أردنا ذلك".
في حين اتهم آخر نصر الله بخذلانهم خاصة بعد وقوفهم إلى جانب ميليشيا "حزب الله" في حرب تموز 2006 ضد إسرائيل. وفي فيديو آخر، شتم أحد أبناء الحي نصر الله وطالبه بالكف عن إرسال عناصر الحزب للقتال إلى جانب ميليشيا نظام الأسد في سوريا.
وكان من اللافت إطلاق هؤلاء مجموعة من الشتائم القاسية بحق نصر الله، وقالوا إن الحزب يستغل النساء الأرامل ويجبرهم على زواج المتعة وأنه يتاجر بالمخدرات، مشيرين إلى أن أفراد الحزب يعيشون في رفاه في حين يعانون هم من الفقر.
والله نصر الله طلع حقوا بسطة ب #حي_السلم pic.twitter.com/M2dbfcy93j
— مكافحة صناعة الوهم (@bani_oumaya) ٢٥ أكتوبر، ٢٠١٧
كما طالت الشتائم والانتقادات رئيس الجمهورية اللبنانية ميشيل عون، في الوقت نفسه، وظهر في مقطع فيديو امرأة وهي تجلس وخلفها ردم المخالفات، وقالت "لم أستوعب ماذا حدث، الإصلاح والتغيير ليس عنا يا ميشيل عون، بل عندكم في الوزارات، في السوليدير، في الضمان الاجتماعي، وليس بالشعب". وأضافت "وضعت يدك بيده يا نصرالله على أي أساس؟ كي يدمرونا ونحن نائمون".
تخوين وتهديد للاعتذار
في سياق متصل قالت وسائل إعلام لبنانية، إن الذين قاموا بشتم نصر الله أمس تعرضوا مباشرة للتهديد والعقاب من قبل عناصر "حزب الله" ما دفعهم للاعتذار.
فبعدما شتم ابن حي السلم المدعو علي عبدو شمص نصر الله في بث مباشر إذاعته المؤسسة اللبنانية للإرسال، شنّ جمهور شبيحة الممانعة حملة على الشاب لكونه مس رمزهم.
وشملت الحملة إطلاق هاشتاغ "إلا السيد" والتذكير بالكرامات والتضحيات والشهادة والمقاومة، امتدت لسرد روايات عديدة عن تخوين الشاب.
فمنهم من ادعى أنّ عبدو شمص تاجر مخدرات داعياً الوزير نهاد المشنوق للقبض عليه، ومنهم من اتهمه بالإدمان وأنْ لا علاقة له بحي السلم ولا بالمخالفات.
في حين تناقلت مواقع موالية لميليشيا "حزب الله" ماقالت إنها رسالة اعتذار صادرة عن المدعوة ندى شمص والتي ظهرت في التقارير الإخبارية التي بثت من حي السلم صباح أمس الأربعاء وهي تشكو قلة حيلتها، وتوجه الاتهامات بالتخوين لنصر الله.
ورأى مراقبون أن جميع من خرج ليعتذر تعرض بالتأكيد لتهديد من عناصر "حزب الله" وذلك لاحتواء موجة الغضب الكبيرة التي على ما يبدو ستستمر وسيكون لها تبعات كثيرة.
و تزايدت خسائر ميليشيا "حزب الله" في سوريا مؤخراً حيث تجاوزت 2000 قتيل وفقاً لتقارير أمريكية، مما بدأ يثير السخط داخل صفوف مؤيدي الحزب، ورفض عدد منهم إرسال أبنائهم إلى سوريا والتي عادة مايعود جزء كبير منهم إما قتيلا أو مصابا.
وإلى جانب الخسائر البشرية، هناك عقوبات اقتصادية فرضت دوليا على ميليشيا "حزب الله" جراء تدخله في سوريا والعراق إلى جانب الانقسامات الطائفية والسياسية في الداخل اللبناني بين الرافضة للتدخل الخارجي والمؤيدة له.
التعليقات (2)