وبحسب الناشط الإعلامي من الحجر الأسود محمد سليمان، والذي يقطن في بلدة يلدا المجاورة، فإن عدة إصابات وقعت في صفوف المدنيين جراء القصف، وسط أنباء تحدثت عن استشهاد عائلة كاملة من مدنيي الحي لم يتم تأكيدها حتى الآن، إضافة لحدوث أضرار مادية في البُنى التحتية.
وأضاف سليمان أن عدداً كبيراً من أهالي الحي الذي يقطنه نحو 500 عائلة نزح باتجاه البلدات المجاورة (يلدا، ببيلا، بيت سحم) التي تسيطر عليها الفصائل الثورية، ونحو حي القدم المجاور للحجر الأسد هرباً من القصف.
وفي السياق نفسه، أكّد القيادي في "جيش الإسلام" في جنوب دمشق محمد صالح أن قصف اليوم الجمعة على الحي ليس من ضمن خطوات اتفاق "خفض التصعيد" الذي أعلن عنه محمد علّوش مدير المكتب السياسي في "جيش الإسلام" من العاصمة المصرية القاهرة كما فسّره البعض، وإنما هو ردة فعل من نظام الأسد على الاتفاق، وفيه رسالة للمناطق التي أُعلن عن ضمّها لخفض التصعيد بأنه "لا اتفاق إلا اتفاق الدولة والجهات المعنيّة"، وأضاف صالح أنه لا يستطيع أن ينفي علاقة الروس في هذا القصف أيضاً رغم أن اتفاق خفض التصعيد سيتم بـ"ضمانتهم". يُذكر أن حي الحجر الأسود يخضع لسيطرة "تنظيم الدولة" منذ أكثر من سنتين مع أحياء العسالي والتضامن والقسم الأكبر من مخيم اليرموك، إلا أنه يشهد حالة وقف إطلاق نار غير مُعلنة بين النظام والتنظيم، وجبهاته تشهد حالة من الهدوء التام، ويُعتبر قصف اليوم تحوّلاً له أهداف ربما تكون غير واضحة حتى الآن، إلا أنها ليست في سياق "مكافحة الإرهاب"، فهو قصف سياسي أكثر من أن يكون قصفاً عسكرياً يقول ناشطون. وكان القيادي في "جيش الإسلام" محمد صالح قد أطلع مراسل أورينت نت في جنوب دمشق، وليد الآغا، على بعض تفاصيل اتفاق إدخال جنوب دمشق في مناطق "خفض التصعيد"، والذي أعلن عنه عضو المكتب السياسي لـ"جيش الإسلام" محمد علوش من القاهرة. وأوضح صالح أن الاتفاق يشمل فصائل "جيش الإسلام" و"أكناف بيت المقدس" و"الأبابيل" وفصائل القدم، وأن هذه الفصائل توافق على البنود التي ذكرها علوش في بيانه.
التعليقات (0)