إعلامية تركية لأورينت نت..محاولات زرع الفرقة بين الشعبين التركي والسوري لن تنجح

إعلامية تركية لأورينت نت..محاولات زرع الفرقة بين الشعبين التركي والسوري لن تنجح
يُنظر إلى السوريين في بعض الدول التي لجؤوا إليها على أنّهم سبب في أخذ الوظائف والفرص من أيدي السكّان الأصليين للبلد المضيف، وعلى أنّهم عبء ومصدر تهديد وتغيير ديموغرافي في المجتمعات المضيفة، بعض وسائل الإعلام المعارضة لسياسة الحكومات التي رحّبت بالسوريين، أظهرت السوريين وكأنهم سبب كل المشاكل التي تقع والجرائم التي تُرتكب في البلاد، ليُستغل ذلك من قبل بعض الساسة المعارضين الذين روّجوا لسياستهم مستخدمين ورقة اللاجئين، ليطلقوا تصريحات جاءت على الشكل التالي: "سنرسل السوريين إلى بلادهم في حال فوزنا في الانتخابات".

 

أورينت نت التقت "أوزلام البيرق" الإعلامية والكاتبة لدى صحيفة يني شفق، والحاصلة على الدكتوراه في العلوم الاجتماعية، لتسألها عن تقييمها لأوضاع وعيش السوريين في بلادها، ولا سيّما بعد مرور ما يقارب 6 سنوات، وعيش ما يزيد عن 3 ملايين سوري في تركيا، وعن نظرتها ونظرة الشعب التركي إلى تجنيس السوريين، وغيرها من القضايا الأخرى.

ما الذي تغيّر في نظرة الأتراك للسوريين الذين قدموا إلى تركيا على مدى السنوات الستة الأخيرة؟

تركيا لديها روابط تاريخية مع سوريا، وبالتالي الأتراك شعب لديه روابط دينية وثقافية وعادات وتقاليد مشتركة مع الشعب السوري. وكما أنّ الحكومة التركية استضافت السوريين فوق أراضيها، ورحّبت بهم، فمستوى ترحيب المجتمع التركي بالسوريين كان عاليا أيضا، وكلّما رأيت التعامل السيء لبعض الدول الأوروبية تجاه اللاجئين السوريين أزداد إيمانا بأنّ المجتمع الذي أنتمي إليه يتمتّع برحابة الصدر وحب التعاون أكثر من غيره من الشعوب الأخرى، وهذا الأمر مبشّر بالنسبة إلى المستقبل.

من جهة أخرى يعيش في تركيا منذ أكثر من 6 سنوات ما يقارب 3.5 مليون لاجئ سوري، ولو افترضنا أنّ الحرب السورية انتهت، وبات بإمكان السوريين العودة إلى بلادهم ومنازلهم، ما يقارب ثلث اللاجئين السوريين لن يعودوا، وسيواصل هذا الثلث الإقامة والعيش في تركيا، وهذا الأمر يشكّل مصدر قلق بالنسبة إلى البعض في تركيا، وبشكل خاص بالنسبة إلى سكان الولايات الغربية والجنوبية التي تستقبل أعدادا كبيرة من السوريين. وكان للساسة في الأحزاب المعارضة دور كبير في ترسيخ هذا القلق لدى سكان المناطق الغربية والجنوبية، إذ عندما يعمل سياسي معارض على استخدام السوريين كورقة سياسية، ويدلي التصريح التالي "في حال وصولنا إلى السلطة سنرسل السوريين إلى منازلهم، السوريون تتم معاملتهم من قبل الحكومة كمواطنين من الدرجة الأولى، بينما الأتراك في منطقة البحر الأسود كمواطنين من الدرجة الثاني"، فإن هذا السياسي سواء أكان عن قصد أم غير ذلك فإنّه يسهم في زيادة التطرف والتمييز في عقول مؤيديه ومناصريه من الشعب التركي. كان يترتّب على المعارضة عدم اللجوء إلى مثل هذه السياسة، فالسياسة المسؤولة ترفض مثل هذه التصريحات، ولكن للأسف المعارضة لم تفهم هذا الأمر، ولا أريد أن أبخس حق المجتمع التركي الذي أنتمي إليه، ولذلك أقول "قد يتواجد في تركيا فئة لا ترغب بالسوريين، ولكن الغالبية من الأتراك هم ممن رحبوا بالسوريين، ونظروا إليهم نظرة إيجابية وحميمية، ونسبة الأتراك الذين تعاطفوا مع السوريين لا يمكن مقارنتها مع أي شعب آخر، ولذلك أقولها بكل أريحية، لا يمكن لأحد أن ينجح في زرع بذور كراهية الآخر لدى الشعب التركي.

ما هناك أخطاء اقترفت من قبل السوريين، وأدّت إلى فقدانهم الحاضنة الشعبية في بعض الحالات في المجتمعات التي لجؤوا إليها؟

الأوضاع السيئة التي يعيشها بعض اللاجئين السوريين في البلدان التي لجؤوا إليها، والمعاناة من سوء الأحوال الاقتصادية والصعوبات التي قد تنشأ، كلّها أمور تؤدي إلى خلق جو ملائم لاستخدام العنف والمشاكل، ولهذا وإن اختلط البعض من الشباب غير المؤهلين علميا، والذين يعانون من ضيق مادي، ويشعرون بالنبذ من قبل المجتمع المضيف في مشاكل مختلفة، فإنني لن أستغرب لجوء هؤلاء إلى الوقوع في مشاكل، لأنّ هذا الأمر يكون طبيعيا مع ظل توافر الدوافع المؤدية إلى ذلك، ولكن الإحصائيات التي بين أيدينا تعطينا عكس ما أوردتى تماما، إذ تقول الإحصائية التي كشفت عنها وزارة الداخلية التركية في شهر تموز: "إن نسبة السوريين الذين وردت أسماؤهم في مشاكل وجرائم بحسب دائرة العدل التركية ضئيلة جدا"، وبحسب الإحصائية بلغت نسبة اللاجئين السوريين الذين ارتكبوا جرائم ومشاكل في تركيا منذ 2011 إلى الآن 0.33، أي ما يعادل 33 من كل 10 آلاف، وتبلغ نسبة السوريين الذين اختلطت أسماؤهم في أحداث شغب، بين السنوات 2014-2017 ما يقارب 1.32 سنويا، وغالبية هذه النسبة هي مشاكل حدثت فيما بين السوريين أنفسهم، وبحسب المعلومات التي وردت عن مديرية الأمن التركية، بلغت نسبة المشاكل التي اقترفت من قبل سوريين لعام 2013 5 آلاف و727 مشكلة من أصل مليون و340 ألف و573 مشكلة. ونسبة السوريين الذين شاركوا في أحداث قضائية لعام 2013، ما يقارب 0.43 بالمئة، أي ما يعادل 43 من كل 10 آلاف.

ومن جهة أخرى بحسب المعلومات الواردة عن الحكومة التركية، ففي عام 2017 انخفضت نسبة المشاكل والجرائم التي شارك فيها السوريون مقارنة مع النصف الأول من عام 2016 وذلك على الرغم من زيادة تعداد السوريين خلال هذه المدّة بنسبة 5 بالمئة.

ومن خلال استعراض النسب التي ورد ذكرها أعلاه نرى أنّ الذين يدّعون بأنّ السوريين يخلقون مشاكل ويرتكبون الجرائم في البلاد غير صادقين، أو إنهم يتعمدون المبالغة في ذلك، وبعض وسائل الإعلام التركية دعمت هذه المبالغات في رغبة منها إلى خلق جو من الفوضى والتوتر والفرقة بين الشعبين.

بناء عليه فأنا لا أرى أن السوريين ارتكبوا أخطاء في المجتمعات التي لجؤوا إليها، وذلك على الرغم من توفّر كافة الظروف مثل -قلة الدخل المادي، الشعور بأنهم منبوذون من قبل المجتمع المضيف، وعدم وجود الوعي الثقافي وغيرها من أمور أخرى-  التي قد تدفع بالفرد إلى ارتكاب الجرائم واختلاق المشاكل بالنسبة إلى بعض السوريين، إلا أنّ نسب اقتراف السوريين للمشاكل والجرائم قليلة جدا، وعلى أساسه أقول: "إنّ الذين يحاولون أن يثيروا الجدل حول السوريين من خلال الترويج لهذه المشاكل  -وإن كان عددهم قليلا- فهم إما أنّهم غافلون، أو إنهم يتعمدون ذلك عن سوء نية.

ما هي الجوانب التي استُغلّ فيها السوريون، وكيف تقيمين الحالات التي تعرّض فيها بعض السوريين للإساءة والمشاكل؟

حزنّا كثيرا على ما حلّ بأماني عبد الرحمن التي قُتلت بعيد الاعتداء عليها، وكذلك أحزننا كثيرا الطفل حاج درويش الذي قّتل ذبحا في الأيام الماضية، وهناك حالات أخرى لاقت رواجا على وسائل الإعلام منها مقتل الناشطة عروبة بركات وابنتها حلا بركات في منزلهما بحي أوسكودار، وهناك تحقيقات أولية تدّعي صلة المجرم بالنظام. من جهة أخرى ليست الجرائم فقط!!! فالمعاملة السيئة والتوبيخ والدفع واللكم كلها بنظري جرائم بحق السوريين لا تمت بصلة إلى الإنسانية، ولكن في تركيا الأخيار أكثر بكثير من الأشرار، وعلى الرغم من محاولات البعض من زرع بذور الفتنة بين الشعبين إلا أنّ الشعب التركي سيظل كما فعل سابقا ينتقد ويستنكر الجرائم التي تُرتكب بحق السوريين وتنتشر على وسائل الإعلام.

ما هي التصرفات التي بدرت من السوريين، والتي أثّرت سلبا على المجتمع التركي؟

يوجد في كل المجتمعات أخيار وأشرار، وضمن السوريين هناك من شاركوا بجرائم ومن لم يشاركوا، وكل سوري يرتكب جريمة ما، او يشارك في مشكلة ما يُحاسب مثله مثل أي مواطن تركي يرتكب جريمة أو يقترف مشكلة، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن أن يذهب الطالح بالصالح، ولهذا أرى أنّه علاوة عن بعض تصرفات السوريين، المشكلة تكمن في من يحاول بين الحين والآخر استغلال ذلك وبالتالي زيادة التوتر. فهؤلاء يحاولون خلق التطرّف والعنصرية لدى الشعب التركي من خلال لصق مشكلة فردية على كافة السوريين، وهؤلاء الفئة هم الذين يجب إصلاحهم قبل كل شيء.

ما هي سبل كسب السوريين ودّ المجتمعات التي لجؤوا إليها؟

بالنسبة إلى تركيا لا أظن أنّ الأمر يستدعي جهدا خاصا، إذ بالأساس الأتراك ودودون تجاه السوريين، فالحالات الفردية لا تمثل العام، وما أرغب به هو الحيلولة دون استمرار العنصرية والتطرّف خلال الأيام القادمة، وإن طُبّقت برامج الدمج التي أعلنت عنها الحكومة كما يجب فلا أظن أنّه ستتولد مشاكل ما خلال المرحلة المستقبلية، وسياسة الدمج التي أتحدث عنها يجري تطبيقها إلى الآن بنجاح، ولكن يجب تسريعها أكثر. 

ما هي آلية تعزيز الأواصر بين الشعبين السوري والتركي؟ وما هي المهام المترتبة على الطرفين في هذا الصدد؟ وما هي الأمور التي تقع على عاتق وسائل الإعلام؟

في الأساس هناك روابط متينة بين الشعبين، إذ تركيا وسوريا جارتان، وفضلا عن ذلك لدى الطرفين تاريخ مشترك، وتقاليد وثقافة وإيمان مشترك، فالشعبان ينتسبان إلى جذور حضارة واحدة، وفي ظل وجود هذه الروابط المتينة بين الشعبين، لا توجد ضرورة لتقوية العلاقات التي في الأساس تتميّز بالقوة، ولكن كما ذكرت قبل قليل، هناك جهات لا تستخدم أسلوبا يدعو إلى السلام والتعايش، سواء من المعارضة أم من فئة معينة من المجتمع، وعدم اتّباع سياسة الدعوة إلى التعايش من قبل المعارضة وبعض فئات الشعب يؤثر بشكل أو بآخر على ما تبقى من المجتمع التركي.

من جهة أخرى هناك حالة تاريخية: "تركيا دولة كابدت الكثير من المعاناة خلال انتقالها من الإمبراطورية العثمانية إلى دولة قومية، وكما أنّه لدى انتهاء كل مرحلة إمبراطورية يظهر تعصّب قومي، على سبيل المثال تعصب قومي عربي أو يوناني أو فارسي، في تركيا أيضا ظهر تعصّب قومي ولا سيّما في منطقة الأناضول، عند انتهاء الإمبراطورية التركية دخل التعصّب القومي العرقي في تركيا حيّز التنفيذ، على سبيل المثال ظهر صراع سني-علوي، تركي-كردي، متدين-علماني، وهذه الصراعات كلّها حالت دون إحلال السلام الاجتماعي، والسبب في ذلك يعود إلى التعريف الخاطئ للقومية الذي جيء به في السنوات الأولى من إعلان الجمهورية، ذلك لكون القومية الكمالية غير شاملة، وقائمة على الإقصاء والسلطوية، ما أريد قوله هو ما يلي: "تركيا ما تزال لديها معاناة كبيرة فيما يخص تعايش الفئات الاجتماعية المختلفة ضمن المجتمع التركي الواحد، تركيا عبارة عن دولة فيها فئات تمكّنت من أن تحقق السلام والتعايش فيما بينها، ولكن في الوقت نفسه هناك فئات لم تتمكن من تحقيق ذلك، ولهذا بنيوية الدولة-القومية أدّت دورا كبيرا في زرع بذور كراهية الأجنبي لدى الشعب التركي.

سوريا وغيرها من الدول العربية الأخرى أيضا مرّوا بمثل ما مرّت به تركيا، ويمكن أن نرى الإقصاء والتطرّف تقريبا في جميع دول العالم، إن كان في تركيا من يبطن في داخله كراهية الأجنبي، فيعود ذلك إلى أسباب تاريخية، ولكن أقولها مرة أخرى: " هؤلاء المتعصبون لقوميّتهم لا يشكلون الغالبية، السوريون يتواجدون في تركيا منذ 6 سنوات، وباستثناء حاللت فردية، لم نسمع أخبارا عن مشاكل وقعت بين الشعبين لأسباب عرقية أو تعصبية، وكلنا نعلم ما الذي تفعله بعض الدول الأوروبية تجاه اللاجئين الذين استضافتهم، على الرغم من عدم تجاوز أعدادهم مئات الآلاف، وكيف أنّ بعض تلك الدول تركوا اللاجئين عرضة للجوع والقهر والظلم، ومهما قلنا إنّ هناك روابط تاريخية وثقافية مشتركة، إلا أنّه يبدو التعصب العرقي الذي بدأ مع تحول الدول إلى دول قومية لم يتم القضاء عليه إلى الآن بشكل نهائي.

بعد مرور ما يقارب 6 سنوات على تواجد السوريين في تركيا ما هي إضافات السوريين على الصعيد الاقتصادي والثقافي والاجتماعي بالنسبة إلى المجتمع التركي؟

عموما الذين غادروا سوريا هم من فئة الشباب، وبحسب إحصائية 50 بالمئة ممن غادروا سوريا هم دون سن الـ 18، وفي حال استثمار هذه الحالة بالشكل المناسب سيكون للسوريين إسهامات كبيرة في تركيا، وبإمكاننا القول إن السوريين على الرغم من الانتقادات التي تطالهم من قبل البعض لتوظيفهم واستخدامهم بحجّة أنهم استولوا على وظائف الأتراك، إلا أنّهم سدّوا وبأفضل شكل ممكن الشواغر في الأعمال التي لا تحتاج إلى خبرات سابقة، وهناك البعض منهم أتى بمشاريع خاصة مما عزّز أيضا المجال الاقتصادي، وأسهم التجّار السوريون في إيصال المنتجات التركية إلى الشرق الأوسط، من الخطأ أن ننظر إلى السوريين على أنّهم مستهلكون فقط، وفي حال تصنيفهم كمستهلكين فقط هذا يعني أنّ لدى المصنف جهل كبير في المجال الاقتصادي، وفيما يخص الجانب الاجتماعي، إنّ مغادرة السوريين بلادهم لم يكن عن طواعية وإنما أجبروا لذلك، فهم يحبون بلادهم وديارهم، هناك حقيقة يجب إدراكها وهي أنّ فئة من السوريين الذين قدموا إلى تركيا وإن انتهت الحرب في بلادهم لن يعودوا مرّة جديدة، وذلك لكونهم استقروا بشكل نهائي في تركيا، ولهذا يجب البحث عن سبل العيش المشترك فيما يخص المستقبل اعتبارا من هذه اللحظة.

ما هي نظرة الأتراك إلى تجنيس السوريين في تركيا؟ وما هو رأيك الشخصي في هذا الصدد؟

بشكل عام الأتراك لا ينظرون إلى هذا الأمر نظرة إيجابية، ولكن السوريون يعيشون منذ أكثر من 6 سنوات في تركيا، وهذه مدة طويلة وفقا لمعايير الضيف والمضيف، هناك حاجة لإنشاء حياة جديدة، ولهذا من الضروري أن يكون السوريون حاضرين في مجالات التعليم والصحة والتوظيف، ومن أجل ذلك من الضروري التفكير إما بقانون وحالة خاصة بهم أو التفكير بتجنيسهم، وأنا لا أرى أنّه من الصواب منح الجنسية دفعة وحدة لـ 3 ملايين لاجئ في تركيا، وإنما الصواب هو البدء بمنح الجنسية للمواطنين الذين لديهم مؤهلات وكفاءات علمية، والذين لا تتوفر لديهم فرص عمل في تركيا فقط لكونهم لا يملكون تصاريح عمل وما إلى هنالك، وبالتالي فيضطرون إلى السفر إلى أوروبا، ولذلك من الصواب البدء بتجنيس تلك الفئة كخطوة أولى، أعلم أنّ عبارة "منح الجنسية لمن لديهم كفاءات ومؤهلات علمية، ولمن بإمكانهم أن يسهموا في الاقتصاد، ليست بالعبارة التي لها وقع جميل على الأذن بالنسبة إلى البعض، ولكن السياسة الواقعية تفرض هذه الحالة، ولكن إن كان الاختلاف والتمازج أحد أهم عوامل تطوير المستوى الاقتصادي-الاجتماعي في بلد ما، فمن الضروري جدّا أن تتحرك الدولة وفق ما تقتضيه مصالحها الاقتصادية، وأرى أنّ هذا الأمر يعود بالفائدة بالنسبة إلى السوريين والأتراك على حدّ سواء، وأرى ضرورة أن يكون السوري الذي سيُمنح الجنسية متقنا للغة التركية.

في حال انتهت الحرب السورية وعاد السوريون إلى بلادهم، هل باعتقادك أنّ عودتهم ستشكل فراغا اقتصاديا أو اجتماعيا ولا سيّما بعد الإقامة الطويلة لهم بين المجتمع التركي؟

وإن كان البعض ينظر إلى لغة وثقافة وعادات السوريين على أنّها إشكال وسبب في الشرخ الاجتماعي في تركيا، أنا أرى أنّ هذا الأمر غنى بالنسبة إلى تركيا، وسيزيد من ميراثه الثقافي، ومن المؤكد أنّ عودة السوريين ذات يوم إلى بلادهم سيخلق فراغا اجتماعيا بالنسبة إلى الأتراك. 

لماذا يترسخ في ذهن بعض الأتراك أنّ كل سوري بالضرورة إمّا ماسح لزجاج السيارات عند إشارات المرور، أو إنّه متسول؟ برأيك من أدّى دورا في إظهار السوريين بهذه الصورة؟ وكيف أثر هذا الأمر سلبا على كافة السوريين المقيمين في تركيا؟

من الضروري تعويد السورين والأتراك على بعضهم البعض والعيش المشترك، وتصحيح التصوّرات والاعتقادات المسبقة لدى الطرفين فيما يخص الطرف الآخر، على سبيل المثال صورة "السوري الماسح لزجاج السيارات لدى إشارات المرور في المدن الكبيرة" هي السائدة لدى الأتراك، وصورة "التركي الذي يؤجّر منزله للسوريين بأسعار باهظة جدا هي السائدة أيضا لدى السوريين"، الأتراك وبخاصة في المناطق الجنوبية قلقون من احتمالية تغيير ديموغرافي بسبب الأعداد الكبيرة للسورين في تلك المناطق، من الضروري إيجاد السبل المناسبة لتعريف الشعبين على بعضهما البعض قبل أن تكون حالة عدم الثقة بالطرف الآخر هي السائدة بين الشعبين، من الضروري التوضيح للأتراك أنّ الاختلاف ليس خطرا، ومن الضروري أن يدرك السوريون وجوب التكيّف مع طريقة عيش الأتراك، وكذلك من الضروري أن تكون لديهم إرادة حقيقية لتعلّم اللغة التركية، باختصار من الضروري بالنسبة إلى الطرفين التكيّف مع بعضهما البعض.

ما هي المهام المترتبة على وسائل الإعلام الخاصة بالطرفين؟

استخدام لغة بعيدة عن الإقصاء، لغة تدعو إلى السلام وعدم الفرقة، وعدم تأييد والمشاركة في الدعوات إلى التعصّب والتطرّف والتمييز بين الشعبين، فكلنا مسؤولون عن اللغة التي نستخدمها.

ما هي رسالتكم للسوريين المقيمين في تركيا.؟

ما أتمناه هو أن يشعر السوريون في تركيا وكأنهم في منازلهم وديارهم، وآمل أن نكون قد نجنا في فعل ما يقع على عاتقنا  كبلد ومجتمع مضيف حيالهم.. 

 

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات