وقالت شبكات إخبارية تابعة لدير الزور إنها لم تتمكن من إحصاء عدد الشهداء بشكل دقيق بسبب انقطاع الاتصالات إضافة إلى حالة الهلع التي أصابت الناس بعد ما عايشوه من مناظر مؤلمة نتيجة الغارات التي استهدفتهم.
وقامت الطائرات الروسية ظهر أمس، بقصف معبر العشارة النهري بأكثر من 15 غارة أثناء تجمع النازحين من دير الزور الذين يريدون الفرار بأرواحهم إلى أماكن أخرى. اقرأ أيضا:
.
ونشر ناشطون مقاطع فيديو تظهر جانباً من أعداد الشهداء وقد بدت عليهم آثار الحروق والتشوه ما يؤكد استهدافهم بقنابل عنقودية حارقة، تعتذر أورينت نت عن نشر هذه المقاطع لقساوتها.
كيف تم قتلهم
تشهد محافظة دير الزور حملتين عسكريتين متزامنتين، من المحورين الغربي الجنوبي والشمالي الغربي، وتتعرض لعشرات الغارات الجوية من قبل طائرات التحالف وروسيا والنظام، التي ارتكبت جميعها سلسلة من المجازر بحق المدنيين، حيث استشهد أكثر من 300 مدني في الأيام الماضية بينهم نساء وأطفال وعائلات بأكملها.
ومنذ بداية الحملة الأخيرة على الريف الغربي، تحاول طائرات النظام وموسكو ترهيب الأهالي ودفعهم للنزوح إلى الأرياف البعيدة أو إلى خارج المحافظة لإفراغها.
ويقول ناشطون من دير الزور لأورينت نت، إن حجم القصف العشوائي الذي يستهدف المناطق السكنية والمراكز الطبية يُمثّل رسالة واضحة من النظام وروسيا بـ"أنه عليكم مغادرة المحافظة"، خاصة في ظل انتشار الميليشيات الإيرانيىة في أحياء القصور والجورة التي لم تخف سراً أنها تريد احتلال كامل دير الزور وتحقيق الحلم الإيراني بفتح طريق من رأس الناقورة في لبنان إلى قم مروراً بسوريا والعراق.
وكان العميد في الحرس الجمهوري التابع لنظام الأسد عصام زهر الدين، قد وجه تهديداً صريحاً قبل أيام لكل المعارضين في الخارج والداخل حيث وعدهم بأنه لن يسمح لهم بالعودة حتى وإن سمح النظام بذلك وبأنه سيقتص منهم. اقرأ أيضاً:
وبسبب تدمير كامل جسور المحافظة بفعل طيران التحالف الدولي وروسيا بحجة محاربة "الإرهاب" يضطر أهالي دير الزور لاستخدام القوارب الصغيرة والعبارات للتنقل بين ضفاف نهر الفرات هرباً من القصف والمعارك، مما يسهل على الطائرات الروسية استغلال هذه التجمعات الكبيرة وقتل أكبر عدد من الناس.
القيامة في دير الزور
وفور انتشار خبر المجزرة أمس، تفاعل السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي معها بشكل كبير وطالبوا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بتحمل مسؤولياتها والعمل على التدخل السريع لحماية أهالي الرقة ودير الزور الذين يقتلون بحجة محاربة تنظيم الدولة.
وأطلق ناشطون، وسماً على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان #القيامة #في #دير الزور وذلك للفت الأنظار إلى الجرائم التي ترتكب بحق أهالي المحافظة من قبل طائرات العدوان الروسي وطائرات التحالف.
وتشهد محافظة دير الزور موجة نزوح كبيرة من قبل الأهالي إلى الأرياف البعيدة هرباً من قصف طائرات التحالف وروسيا ونظام الأسد، ويعيش هؤلاء في العراء في ظل ظروف إنسانية صعبة مع فقدان الماء والغذاء.
ويقدر عدد سكان المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في دير الزور بـ850 ألفاً ويواجه هؤلاء أوضاعاً إنسانية قاسية بسبب القصف المستمر عليهم وانقطاع الكهرباء والمستلزمات الأساسية للحياة.
التعليقات (0)