عصابات تستأجرهم.. الشرطة التركية تكشف حقيقة "الأطفال المتسولين"

عصابات تستأجرهم.. الشرطة التركية تكشف حقيقة "الأطفال المتسولين"
التصقت ظاهرة التسوّل في كثير من الدول التي لجأ إليها السوريون، الفارون من الحرب المشتعلة في بلادهم بحثاً عن الأمن والاستقرار، بالسوريين أنفسهم ولاسيما الأطفال منهم، حتى غدا مواطن البلد الأصلي يظنّ أن أي متسوّل يصادفه لا بدّ أن يكون سورياً، لاغياً من ذهنه احتمالية أن يكون المتسول من أبناء بلده.

عصابات تستأجر الأطفال!

ظاهرة التسوّل بالنسبة إلى بعض الحالات الخاصة لدى السوريين توصف بالطبيعية مقارنة  بالحرب الوحشية التي شهدتها بلادهم، إلا أنّ حقيقة الأمر في كثير من الحالات قد لا تكون طبيعية، وقد لا تنمُّ عن حاجة حقيقة للأسر أو الأطفال كما يتبادر إلى الأذهان، إذ غالبا ما تكون هناك عصابات تعمل على الدفع بالأطفال إلى الشوارع بهدف استغلال عاطفة الناس وبالتالي جمع أكبر قدر ممكن من النقود.

السلطات التركية بعد تسلّمها بلاغاً يفيد بوقوف عصابات تدفع بالأطفال السوريين إلى التسوّل عند إشارات المرور في الشوارع الرئيسة في عدد من الولايات التركية، بدأت على الفور بعمليات مراقبة تقنية ومباشرة استمرت لـ 5 أشهر، تبيّن لها أنّ عصابات يقودها أفراد سوريون تعمل على استئجار أطفال سوريين من أسرهم، لتأتي بهم إلى الولايات الكبيرة، ومن ثم إرسالهم إلى الشوارع بهدف استجداء الناس.

300 دولار شهرياً

وبحسب الخبر الذي أوردته صحيفة يني شفق، تمكنت السلطات التركية بعد عمليات المراقبة التي أطلقتها من تحديد أماكن إقامة أفراد العصابة البالغ عددهم 12، ليتبيّن بعد التحقيق معهم، أنّهم استأجروا كلّ طفل من أسرته في مدينة حلب، مقابل أجر مادي قدره ألف ليرة تركية، أي ما يعادل 300 دولار أمريكي تقريبا للشهر الواحد.

وجاءت عمليات المداهمة لأماكن إقامة العصابات من قبل السلطات التركية، في ثلاث ولايات في آن معاً: "هاطاي وأضنة وإسطنبول"، وذلك في أكثر من 93 عنوانا، حيث تمكنت السلطات من إنقاذ حياة 36 طفلا سوريا من أيدي العصابة.

وأشارت يني شفق إلى أنّ الأطفال السوريين تمّ سوقهم إلى مديرية شعبة الأطفال في الولايات المذكورة، وذلك بعد خضوعهم للفحص الطبي، مؤكدة استمرار التحقيقات في هذا الصدد.

معظمهم غير سوريين

جدير بالذكر أنّ والي إسطنبول "واصب شاهين" كان قد صرّح قبل أشهر، في مقابلة تلفزيونية أجراها مع قناة خاصة، أنّ المتسولين المنتشرين في طرقات المدينة وخاصة الأطفال، منهم ليسوا من اللاجئين السوريين فقط، مؤكّدا أن الدولة التركية فتحت أحضانها للاجئين السوريين، وبالتالي ليس من الصواب بمكان تحميلهم أوزار الآخرين.

وكان شاهين قد أضاف في الإطار نفسه: معظم المتسولين في إسطنبول ليسوا من اللاجئين السوريين، وفي الحقيقة اكتشفنا لاحقًا أنهم من مواطنينا نحن... كما أن عدد اللاجئين الذين يزعجون الناس في الطرقات ويظهرون بصورة سيئة أو يرتكبون الجرائم، يصل إلى 10 آلاف كحد أقصى من أصل 600 ألف لاجئ يقيمون في المدينة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات