حديث حجاب جاء في لقاء جمعه عبر تطبيق "سكايب" بعدد من منظمات المجتمع المدني في مدينة بصرى الشام بريف درعا، أمس الأربعاء، تناول آخر تطورات العملية التفاوضية والتوسعة المزمعة للهيئة العليا للمفاوضات، والتغيرات التي طرأت على المواقف الدولية تجاه القضية السورية.
شخصيات بالمعارضة يمكن أن تقبل ببقاء الأسد
وشدد "حجاب" على أن "الهيئة العليا للمفاوضات" ثابتة على موقفها من مبادئ الثورة وأهدافها وفي مقدمتها رحيل بشار الأسد قبل الشروع بأي عملية سياسية في سوريا، وذلك رغم الضغوطات الدولية التي تتعرض لها الهيئة لتغيير مواقفها.
وكشف حجاب خلال رده على سؤال لـ"أورينت" عن وجود شخصيات ضمن المعارضة (لم يحددها)، يمكن أن تتنازل وتقبل ببقاء الأسد في الحكم، مضيفاً "أنا عن نفسي فقط.. أتعهد بعدم القبول ببقاء الأسد أبداً".
منصة موسكو
وعن اجتماع "الرياض 2" الأخير لتوحيد المعارضة السورية، أكد حجاب أن رؤية الهيئة العليا لم تتغير، لكن رؤية الأمم المتحدة للحل في سوريا بتغيير مستمر، وقضية توسعة وفد المعارضة جاء بعد ضغط دولي قاده المبعوث الأممي "ستافان دي مستورا".
وأشار المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات إلى أن إقحام "منصة موسكو" (المقربة من روسيا ونظام الأسد) في خضم المفاوضات، سببه تنازل أمريكي لروسيا، عبر خفض سقف مطالب الهيئة العليا.
العملية السياسية وصلت إلى طريق مسدود
واعتبر أن العملية السياسية في جنيف وصلت إلى طريق مسدود، وما يجري من اجتماعات ما هو إلا استغلال للدبلوماسية لتحقيق بعض المصالح الدولية ومحاولة من دي مستورا لتغطية فشله في إدارة ملف التفاوض.
ولفت حجاب إلى أن هناك جهات دولية وأممية تضع المعارضة السورية أمام خيارين، إما "بقاء الأسد أو قبول بالإرهاب"، مذكراً العالم بأن الجيش الحر أول من قاتل المجموعات الإرهابية، مجدداً موقف الهيئة الرافض لكافة أشكال الإرهاب، ومن ضمنها إرهاب نظام الأسد وميليشياته الطائفية.
اتفاق جنوب سوريا
ورأى حجاب أن "اتفاق جنوب سوريا" الذي توصلت إليه مؤخراً، الولايات المتحدة وروسيا لم يتم إلى الآن تطبيقه بشكل حقيقي على الأرض، ولا سيما مع وجود بعض النقاط الخلافية، حيث لم يفرج النظام عن المعتقلين، كما أن ميليشيات إيران لم تنسحب بمسافة 30 كلم، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن روسيا أمام مسؤولية كبيرة كضامن للاتفاق، وهي أمام اختبار حقيقي أمام العالم والولايات المتحدة.
معبر نصيب
وحول إعادة فتح "معبر نصيب الحدودي" مع الأردن، أشار حجاب إلى أن كل ما يتم تداوله الآن هو عبارة عن اشعات فقط، مؤكداً أنه "لم يتم إلى الآن إبرام أي اتفاق بخصوص المعبر، في حين كشف أن أي اتفاق سيتم التوصل إليه سيكون بعد التنسيق والتفاهم مع القوى الثورية والمدنية الفاعلة في درعا.
الأفخاخ الروسية
وفي رده على سؤال حول تواصل روسيا بشكل أحادي مع عدة فصائل بمختلف المناطق المحررة، حذر حجاب من مساعي موسكو لقلب التفاهمات الدولية والمحلية إلى عملية "مصالحات"، مطالباً كافة الفصائل بعدم الإنجرار وراء "الفخ الروسي"، مذكراً بأن "المناطق الآمنة لا تعني أبداً المصالحات".
الثورة مستمرة
وفي حين لفت حجاب إلى مهمة الهيئة العليا وظيفية، تتركز في إدارة المفاوضات السياسية، إلا أنه أكد على أهمية علاقة الهيئة بالداخل السوري، بهدف بلورة قرار واحد للسوريين.
وشدد أن الثورة لم ولن تنتهي، داعياً إلى استغلال "اتفاقات خفض التصعيد" في سوريا، لإعادة الحراك الثوري إلى الشارع، والتركيز دور للفعاليات المدنية.
وقلل حجاب من أهمية نقل ملف الجبهة الجنوبية من المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) إلى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، حيث أشار إلى أن الأخيرة تركز على محاربة داعش، بينما المخابرات الأمريكية لها رؤية أخرى ومتشعبة، لكن في النهاية هي مؤسسات تتبع لدولة واحدة.
الخلاف الخليجي
وتطرق المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات إلى قضية "الخلاف الخليجي"، وقال "نتمنى عودة العلاقات بين الدول الخليجية، فالخلافات تنعكس سلباً على قضيتنا، ونحن كسوريين يجب أن لا نكون طرفاً في الأزمة".
يشار إلى أن هذه المرة الثانية خلال أقل من شهر، التي يلتقي رياض حجاب بفعاليات مدنية في محافظة درعا، بهدف تعزيز التواصل بين الهيئة والداخل السوري.
التعليقات (13)