"بيرجان توتار" الكاتب والإعلامي التركي لدى صحيفة صباح، حاول في مقال، ترجمته أورينت نت، الإجابة عن عدد من الأسئلة حول الأهمية الفعلية للأسلحة المقدمة من قبل أمريكا لميليشيا " YPG" الامتداد العسكري لتنظيم "pkk" في سوريا، والأهداف الحقيقية لأمريكا خلال المرحلة القادمة، بالإضافة إلى استراتيجية كل من روسيا وإيران وتركيا في إدلب وتل رفعت ومنبج.
من صاحب القرار في سوريا؟
يرى توتار أنّه سيتم التخلص خلال المرحلة القادمة من داعش وتحرير الشام و "YPG"، وذلك لانتهاء مدة الصلاحية المخصصة لهم على حدّ وصفه، مشيراً إلى أنّ الدول التي ستكون صاحبة القرار في الملف السوري هي "روسيا وأمريكا وتركيا وإيران وإسرائيل"، مؤكداً أنّ مستقبل سوريا سيتبلور وفق ما تجمع عليه هذه الدول.
سوريا منقسمة إلى مناطق نفوذ مختلفة
ويطرح توتار تساؤلات يحاول من خلالها استكشاف قوة كل دولة ذات نفوذ في سوريا، والغايات التي تسعى إليها تلك الدول من خلال الانغماس في الملف السوري، ولا سيّما في ظل تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ مختلفة، بعد أن بات شرق الفرات تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية، وغربه تحت سيطرة روسيا.
ويذكر توتار أنّ أمريكا التي حاولت إرضاء روسيا من خلال إنهاء عمليات وكالة المخابرات المركزية السرية في سوريا في تاريخ 19 تموز، تصيغ سياستها القادمة على نحو تحاول من خلاله قطع الدعم الروسي عن إيران، ومنع الأخيرة من إقامة ممر لها في سوريا، ولذلك تسعى -أمريكا- إلى تسليم الرقة ودير الزور اللتين تحاول تطهيرهما من داعش، إلى القوى التي تواجه إيران، موضحاً أنّ إسرائيل التي تتبع سياسة مشابهة لسياسة أمريكا، تحاول بدورها أن تقنع روسيا بانّ الخطر الرئيسي بعد داعش في سوريا هو طهران.
تركيا تعزز وجودها على الأرض
بحسب توتار فالتحالف "الروسي- الإيراني- التركي" سيكون أكثر حسماً على الأرض من التحالف الأمريكي الإسرائيلي، ويعزو السبب في ذلك إلى عدم وجود - باستثناء بعض الخطوات الاستعراضية- استراتيجية وطاقة كافية لأمريكا فوق الأرض السورية.
ويضيف في الإطار نفسه أنّ أنظار العالم اليوم تترقب الخطوات التالية التي ستُتّخذ في إدلب وعفرين وتل رفعت، مؤكداً أنّ تركيا ستزيد من ثقلها في سوريا، وستحاول تشكيل مناطق تركية جديدة فيها، ولا سيّما في ظل انقسام سوريا إلى مناطق نفوذ مختلفة.
ماذا عن الموقف الروسي؟
وعن الموقف الروسي، يرى توتار أنّ روسيا ولامتلاكها قاعدة عسكرية في مدينة اللاذقية الساحلية، تعارض سعي الولايات المتحدة الأمريكية إلى التمكّن من مدينة إدلب من خلال التعاون المشترك مع YPG، فيما تحاول تركيا التي تحظى بدعم روسي تشكيل 3 نقاط سيطرة في مدينة إدلب، للحيلولة دون تمكين YPG من خط أعزاز-مارع وعين العرب ومنبج وعفرين.
قلق في صفوف ميلشيا الوحدات الكردية
ويذهب توتار إلى أنّ احتمالية إعطاء كلّ من موسكو وطهران ودمشق الضوء الأخضر لتركيا، لقيامها بعملية عسكرية في إدلب وتل رفعت وعفرين، أدت إلى ارتباك وقلق لدى صفوف YPG، مضيفا أنّ أعداد الذين ينظرون إلى أمريكا بريب في صفوف ميليشيا YPGباتت تزداد أكثر فأكثر، لافتا إلى أنّ المساعدات التي تقدّمها وزارة الدفاع إلى الميليشيا في سوريا لا تحمل أهمية كبيرة، وذلك لكون الهدف الأمريكي الأساس ليس إنشاء دولة إرهابية لـ YPG، وإنما رفع سقف الأهداف الأمريكية، وبالتالي زيادة حصتها في سوق المعادلة السورية.
ويختتم الكاتب مقالته بقوله "إن المشهد السابق يشير إلى أنّ أمريكا ستستخدم الأكراد الذين يدعمون ميليشيا YPG، ومن ثم ستستغني عنهم، وهذا ما يتم التحضير له خلال المرحلة القادمة".
التعليقات (3)