قيادات تنظيم داعش .. من الأسد.. وإلى الأسد تعود

قيادات تنظيم داعش .. من الأسد.. وإلى الأسد تعود
قبل انطلاق عملية "فجر الجرود"، بدأت أبواق إيران في لبنان تحذر الجيش اللبناني من القيام بمعركة مفتوحة ضد تنظيم "الدولة" (داعش)، مبررة ذلك، أنها ستحمّل الجيش خسائر بشرية كبيرة، وستشكل استنزافاً لقدراته العسكرية، وأنه لن يستطيع حسمها إلا إذا قام بالتنسيق مع ميليشيا حزب الله وقوات نظام بشار الأسد. وبموازاة الضغط على الجيش كان الضغط يزيد على الحكومة اللبنانية لتطبيع العلاقات مع "نظيرتها" السورية، الأمر الذي لم يحظ بتغطية سياسية رسمية من الحكومة اللبنانية، ما دفع بعدد من الوزراء "الممانعين" لمحاولة الالتفاف على الحكومة والقيام بزيارة منفردة تهدف لإرباك الحكومة.

ومع انطلاق عملية "فجر الجرود"، بدا واضحاً تصميم الجيش اللبناني على خوض المعركة بشكل منفرد معركة ضد تنظيم "داعش"، واعتمد تكتيكاً حربياً بعيداً عن منطق ميليشيا حزب الله، يرتكز على القضم التدريجي لمناطق سيطرة التنظيم في الاراضي اللبنانية، وصولاً الى تحقيق الانتصار السريع وغير المتوقع، وبأقل كلفة بشرية ممكنة، ما صدم تحالف "الأسد-نصرالله"، ولا سيما أنهم كانوا يراهنون على مجريات معاكسة تماماً لمسار هذه المعركة، ما دفعهم للقيام بمحاولات تهدف الإساءةَ الى صورةِ الجيش وهيبته وإحراجه داخلياً وخارجياً مع حلفائه الإقليميين والدوليين عبر استخدام آلياتِه في صورٍ قديمة وبعضها مفبرك، يوحي وكأن الجيش يطلب مؤازرة ميليشيا حزب الله ما دفع بالقيادة العسكرية للنفي أكثر من مرة بأن يكون هناك تنسيق مع الحزب.

الانتصار الذي حققه الجيش اللبناني في كل من جرود رأس بعلبك والقاع يكشف كذب "الممانعة"، خصوصاً أن المواجهات مع الجيش لا تنسجم مع حجم الشائعات عن قدرات أسطورية للتنظيم، كان يسوقها زعيم ميليشيا حزب الله "حسن نصر الله" في إطلالاته الاعلامية ليبرر وجود عناصر حزبه في سوريا "لردع التنظيم الإرهابي عن استهداف اللبنانيين"!

"داعش حزب الله"

وما هو غامض إلى اليوم هو لماذا قرر عشرات العناصر من تنظيم "داعش" الاستسلام لحزب الله، وجيش النظام الأسدي، بدلاً من تسليم أنفسهم للجيش اللبناني؟ خصوصاً أن الجيش اللبناني غير متورط في الدماء السورية، وهو يخوض حروب الجيوش النظامية، وأقصى ما يمكن أن يتعرض له من يلقي الجيش القبض عليه هو إحالته الى القضاء المختص، عسكرياً كان أم مدنياً.

والسؤال الآخر، ماذا فعل حزب الله بعناصر داعش الذين استسلموا لمقاتليه؟ علماً أن المنطق الذي أشبع الحزب اللبنانيين به منذ تورطه في قتل الشعب السوري يقضي بتسليم هؤلاء الارهابيين إلى القضاء اللبناني المختص لمحاكمتهم على جرائمهم التي ارتكبوها في حق اللبنانيين.

مسرحية الاستسلام

مصادر استخباراتية لبنانية أجابت على هذه التساؤلات، وأكدت لـ"أورينت نت" أن حزب الله وقوات الأسد هرّبا عددا كبيرا من أعضاء التنظيم ولاسيما هؤلاء الذين كانوا يتحكمون بدور التنظيم في الجرود من خلال "مسرحية الاستسلام"، مؤكدة أن قيادات من داعش وقوات النظام وحزب الله كانوا على تنسيق دائم وتمت التضحية بالمقاتلين "الصغار" عبر تركهم يتواجهون مع الجيش اللبناني حتى الرمق الأخير.

وكشفت المصادر الاستخباراتية أنه تم رصد عبر الأقمار الاصطناعية تواصل تنظيم داعش مع عناصر حزب الله الذين كانت تمر عبر مناطق الحزب الإمدادات الغذائية والعسكرية من الجانب السوري إلى تلك الجرود القاحلة، والتي لولا تلك الامدادات لكان التنظيم انتهى جوعاً وعطشاً.

ولفتت تلك المصادر الى أن قيادات التنظيم الأساسية دخلت الى الجرود بالتنسيق مع حزب الله كمكافأة على تسليمهم القصير وبلدتي يبرود وقارة في القلمون، وحينها لم يكن هؤلاء القيادات قد بايعوا داعش، إنما المبايعة أتت لاحقاً بطلب من النظام السوري الذي سعى الى إرهاب اللبنانيين من خطر داعش من جهة، وبهدف إقفال طرق التهريب عبر الحدود اللبنانية-السورية وحصرها عبر "القصير" أي عبر حزب الله.

ما هو واضح أيضاً أن عناصر تنظيم داعش هم من السجناء السابقين والذين أخلي سبيلهم في عقب اندلاع الثورة السورية، خصوصا المدعو "أبو مالك التلي"، زعيم جبهة النصرة في جرود عرسال، والمدعو "أبو البراء"، الذي يشتبه بتورطه في خطف العسكريين اللبنانيين، فهؤلاء وجدوا الأمان في تسليم أمرهم لحزب الله والنظام السوري بدلاً من اللجوء، ولو سجناء، إلى كنف القضاء اللبناني!

التعليقات (5)

    ابو الليل

    ·منذ 7 سنوات 3 أشهر
    السيد طوني بولس المحترم. لم اكمل قراءة المقال كله لانك وقعت بااخطاء جمة من بينها ان الحكومة اللبنانية تنأى بنفسها عن الحدث السوري ولا ادري ان كان بيع المازوت للنظام او مشاركة حزب الشيطان في قتل السوريين ووزراؤه مشاركون بالحكومه ضمن سياسة النأي بالنفس اما الطامه الكبرى ان تقول ان من يسلم نفسه للجيش اللبناني يحال للقضاء فورا ويعامل معاملة 5 نجوم. بلتاكيد حصل نفس الشئ مع شهداء عرسال من الاجئين الذين قتلو تحت التعذيب

    هاه

    ·منذ 7 سنوات 3 أشهر
    صدك جذب ....معروف ان هذا التدليس خلفه المخابرات مهما دلستم لن ينفعكم ذلك شيئا وهذه الأموال الأمريكية بصورة غير مباشرة سم لكم يوم لا ينفع مال ولا بنون ...ان كان لديكم أدنى عقل ما هو فرق الجيش اللبناني عن حزب الله ...لاسيما انه يعترف بالحزب ومشاركه معاركه في جبل طرابلس اللبنانية ضد سنة طرابلس...فأنت اما مخابراتي بامتياز او متكبر او مريض نفسي ....وعلاج جميع الحالات السابقة ان شاء الله تابع ملا علي كلك باليوتيوب ...والشافي هو الله

    مسافر غريب ...

    ·منذ 7 سنوات 3 أشهر
    كلمة الحق دائما محمودة فإلتزموا بها . خونة من تنظيم الدولة ..وارد وأيضا هناك خونة من الحر وبقية الفصائل ..فتح الشام ..هيئة تحرير الشام ... ألم يرتموا بأحضان سهيل الحسن في حلب وفي البادية وفي دمشق وريفها ومنهم من يلتقط صورا شخصية له متفاخر بإنتمائه الجديد للنظام السوري كم من عنصر وقائد فصيل هادن النظام وهاد إليه دون الله ..كما فعل اليهود ..ثم دخل في صفوف قوات النظام المقاتلة وجرى ذالك لكثير من الأشخاص في ريف دمشق وهم كانوا ينتمون لفصائل ثورية وطنية أم ال3نجوم ...لكن النجمتان وجدوها أجمل ...

    عبدو جللي

    ·منذ 7 سنوات 3 أشهر
    يوجد تناقض كبير لو كان النظام وحليقه نصر الله يريد. اثبات ضعف الجييش لبناني ولو كانو حلفاء داعش. كان من المفروض دعم داعش عسكريا لاثبات توقعاتهم

    فتوش

    ·منذ 7 سنوات 3 أشهر
    لو أن بشار و حسن ساعدوا داعش عسكريا صارت التمثيلية فاشلة و إنكشفوا للجميع على حقيقة كذبهم و بفاقهم
5

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات