الخلاف حول مصير الأسد
وأكدت "الهيئة" في بيان لها اليوم الأربعاء، ووصل إلى "أورينت نت" نسخة منه أنها عقدت ثلاثة اجتماعات مع المنصتين، مشيرة إلى أن المحادثات "اتسمت بالجدية والتعمق في بيان حدود التوافق والاختلافات"، لكنها أكدت على وجود "مشتركات في الرؤية مع منصتي القاهرة وموسكو، ولاسيما في الحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، وعلى مؤسسات الدولة، وعلى حماية سورية من حدوث أي فوضى في المرحلة الانتقالية، وعلى أن يكون القرار الدولي 2254 وبقية القرارات الأممية مرجعية للتفاوض".
وبيّنت "الهيئة العليا" أن الخلاف مع "منصة موسكو" يكمن "في إصرار الهيئة على ألا يكون للأسد أي دور منذ بداية المرحلة الانتقالية وفي مستقبل سوريا، وفي إصرارها على أن يكون للمرحلة الانتقالية إعلان دستوري بدلاً من دستور 2012".
"منصة القاهرة" كانت أقرب إلى رؤية "الهيئة"
وحول "منصة القاهرة"، فقد كانت أقرب إلى رؤية "الهيئة" ومواقفها، على الرغم من وجود خصوصيات في رؤيتها، وفق بيان "الهيئة".
وفي حين أكدت "الهيئة" أن الحوار بين المنصات يمكن أن يستمر في مرحلة قادمة لم يتحدد موعدها بعد، إلا أنها شددت على أن "دستور 2012 غير مقبول بالمطلق ليكون مظلة للانتقال السياسي والمرحلة الانتقالية".
منصة موسكو ترد
في المقابل، أكد "مهند دليقان" عضو في "منصة موسكو" في تصريح خاص لـ"أورينت نت" أن المنصة وافقت على حضور اللقاء التشاوري في الرياض حرصاً على عدم تضييع وقت إضافي، خصوصاً أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي مستورا قرر تأجيل اللقاء التقني الذي كان مقرراً في ٢٢ مع المعارضة السورية، لإفساح المجال لها من أجل التوصل إلى وفد موحد للمعارضة.
وأشار "دليقان" إلى أن لقاء الرياض عملياً انتهى دون نتائج، ولكن تشكيل وفد واحد على أساس القرار ٢٢٥٤، هو أمر لا مفر منه، مطالباً في الوقت نفسه النظام السوري بتطبيق القرار نفسه، والذي ينص على الدخول بمفاوضات تنتهي بالوصول إلى مرحلة انتقال سياسي.
وحول اتهام "الهيئة" لـ"منصة موسكو" بالمسؤولية عن إفشال اجتماع المعارضة السورية في الرياض، بعد رفضها الإقرار بأي نصٍّ يشير إلى رحيل بشار الأسد، رأى "دليقان" أن هذا الأمر تشويه للحقائق، مكرراً موقف "منصة موسكو" بعدم طرح قضية رحيل الأسد أو بقائه كشرط مسبق، بل إخضاع هذه المسألة للتفاوض ولنتائجه، معتبراً أن طرحها كشرط مسبق هو مخالفة للقرار ٢٢٥٤، ومطالبة للطرف الأخر بأن يأتي ليوقع على الاستسلام، وهذا أمر خيالي ومخالف لكل الوقائع.
"منصة القاهرة" ودور الوسيط
وأشار عضو في "منصة موسكو" إلى أن "منصة القاهرة" تلعب دوراً ايجابياً ووسطياً بين منصتي "موسكو والرياض"، مذكراً بموقفها في مسألة مصير الأسد الداعي "إلى عدم اشتراط رحيله في بداية المرحلة الانتقالية".
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا قد طالب مؤخراً المعارضة بتوحيد وفدها لوضع استراتيجية تفاوض أكثر براغماتية، بعدما رعى سبع جولات من المحادثات التي لم تحقق نجاحاً، وشكل مصير الأسد عقبة أساسية فيها.
التعليقات (3)