كيف أصبحت العناية الطبية للنساء السوريات تتعلق بمكان تواجدهن؟

 كيف أصبحت العناية الطبية للنساء السوريات تتعلق بمكان تواجدهن؟
بسبب استهداف نظام الأسد والعدوان الروسي للمرافق الصحية بشكل متعمد بات الحصول على العلاج متعلقاً بالمكان، حيث أضحت بعض المناطق في سوريا تكاد تكون خالية من هذه المرافق ويرصد موقع "سيريا ديبلي/ Syria Deeply " من خلال لقاءات مع المنظمات العاملة بسوريا في تقرير، قامت أورينت نت بترجمته، كيف أصبحت الرعاية الصحية للنساء السوريات متعلقة بأماكن تواجدهن.

 826 شهيد من الكادر الطبي

قلص الاستهداف المتعمد للمرافق الصحية من تواجدها في أماكن عديدة في المناطق المحررة، حيث تم استهداف أكثر من 320 مرفقا صحيا عدة مرات بين عامي 2011 و2017. 

وعلى سبيل المثال، ووفقاً لمنظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان"، تعرضت مستشفى "كفر زيتا" التخصصي ومستشفى الولادة في محافظة حماة للقصف 10 مرات على الأقل منذ 2011 حتى الآن، وكان الهجوم الأخير في نيسان/أبريل 2017 مما تسبب بخروج المشفى عن الخدمة.

كما قُصفت مرافق متخصصة في الرعاية الصحية للنساء والأطفال 34 مرة على الأقل بين عامي 2014 و2017، وفقاً للبيانات التي جمعتها سيريا ديبلي.

وأدى الاستهداف المتعمد للأطباء والممرضين وغيرهم من مقدمي الرعاية الصحية إلى خسائر مأساوية، فقتل ما لا يقل عن 826 عاملاً طبياً منذ عام 2011، منهم 85 امرأة، وفقاً لمنظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان".

أخطر الأماكن في سوريا

وقالت "حليمة حسين"، المستشارة الطبية لمنظمة "أطباء بلا حدود" في سوريا "بشكل عام، تحصل النساء على رعاية محدودة تعتمد على وضع أمني غير مستقر"، مضيفةً بأنه غالباً ما تكون المساعدة الطبية مرتجلة بسبب محدودية الموارد الطبية وموارد الموظفين.

وأشار الموقع إلى استمرار الهجمات على المرافق الصحية والأطباء في سوريا بسبب عدم وجود أي عواقب، مما جعل المستشفيات بعض من أخطر الأماكن في البلاد.

وبحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن ما يقدر بنحو 360000 امرأة في سوريا و112800 لاجئة سورية في البلدان المجاورة كنّ حوامل في عام 2016، ولم يحصل معظمهن على الرعاية الصحية المناسبة أو المرافق اللازمة للولادة المأمونة.

وقالت "إليزابيث هوف"، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، إنه من بين 43 مركزاً للولادة في سوريا، لم يتبق سوى 16 مركزاً بحلول نهاية عام 2015، معظمهم في المناطق الريفية التي يصعب الوصول إليها، وقالت لـ"نيوز ديبلي" إن ما تخشاه "النساء وبعض العاملين في المجال الصحي مغادرة منازلهم للوصول إلى المرافق الطبية في الليل، ويفضلون الولادة القيصرية في الوقت المخطط له."

وقال عضو في فريق "مُلهم للعمل التطوعي"، والذي طلب عدم الكشف عن هويته لاسباب امنية "خلال القصف، العديد من النساء الحوامل قد ينزفن أو يجهضن بسبب الخوف".

تحت الأرض

وفي ضوء الوضع الصحي المخيف للمرأة في سوريا، تحاول المنظمات الدولية والمحلية سد الفجوة القائمة، وقالت حسين بأنه وعلى الرغم من عدد الاعتداءات في محافظة إدلب، فتحت منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية المستشفيات والمراكز المتخصصة في مدينتي إدلب وأريحا، والتي هي آمنة نسبيا بالنسبة للنساء للوصول إليها.

في إدلب وغيرها من المناطق المحررة، تقوم بعض المنظمات في بناء مرفق صحي تحت الأرض للنساء والأطفال، لإبقاء المرضى والأطباء في مأمن من الهجمات الجوية.

المرأة اللاجئة ليست أفضل حالاً

ولا تتحسن الحالة بالنسبة للنساء اللواتي لجأن إلى بلدان مجاورة مثل الأردن وتركيا والعراق ولبنان، حيث كثيرا ما يفتقرن إلى المال للتشاور مع طبيب أمراض النساء.

وقالت "ماندانا هندسي"، مديرة "امرأة من أجل امرأة" في العراق وسوريا، وهي منظمة دولية غير ربحية توفر الخدمات للنساء النازحات واللاجئات السوريات "بالنسبة للعديد من اللاجئات، يمكن أن يكون الوصول إلى مرافق الصرف الصحي المأمونة والنظيفة، ومنصات الحيض، وخدمات أمراض النساء، ومعلومات عن صحتهن نادرا للغاية".

أضافت هندسي "ويتعلق ذلك أيضاً بالعنف الجسدي والتحرش، تعرض العديد منهن للهجوم أثناء توجههن إلى أو قدومهن من المراحيض، وبينما تنص اللوائح على أن هذه المرافق يجب أن تكون مضاءة جيدا ولها أبواب قابلة للقفل، غالباً ما يتم تجاهل هذه المعايير".

ولكن دعم صحة المرأة ليس مسألة التسهيلات والموظفين فقط، بل إنه ينطوي أيضاً على تمكينهن من رعاية أنفسهن وأطفالهن.

ويمكن أن يكون تمكين المرأة السورية في مجال الصحة، بالإضافة إلى مساعدتها على الحصول على الرعاية الطبية المناسبة، خطوة نحو جعلها أكثر استقلالا في التغلب على نقص الخدمات الصحية الأساسية في البلد.

*العنوان الأصلي للمادة: For Many Syrian Women, Healthcare is a Matter of Geography

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات