هل تكون "الصنمين" قاعدة روسية جديدة.. وما أهميتها الإستراتيجية؟

هل تكون "الصنمين" قاعدة روسية جديدة.. وما أهميتها الإستراتيجية؟
ما إن انتهت المفاوضات الثلاثية بين (أمريكا، وروسيا، والأردن) بشأن التهدئة في الجنوب السوري، وبعد انسحاب الميليشيات الأجنبية الشيعية من مدينة درعا باتجاه الشمال إلى محيط دمشق، بدأت بعض العربات القتالية الروسية التي كانت تتخذ من الملعب البلدي في درعا، وخربة غزالة، وإزرع، بالتوجه إلى القرب من محيط قيادة الفرقة التاسعة في الصنمين، وإلى الغرب من بلدة موثبين الواقعة شمال الصنمين، والتي تبعد عن العاصمة دمشق 45 كيلومتراً و55 كيلومتراًعن مدينة درعا.

وتتواجد في تلك المنطقة ثكنات عسكرية تتبع للفرقة التاسعة، وشاهد أهالي قرية موثبين العربات العسكرية تتجول في شوارع البلدة للمرة الأولى، وشاهد المزارعون وبناء بيوت مسبقة الصنع (كرفانات) في قلب القاعدة وإدخال بعض منها إلى داخل الفرقة التاسعة، وتعزيز حاجز الـ 400 داخل المدينة بدبابات وعناصر إضافية، ورفعت الجاهزية القتالية لقطعات الفرقة التاسعة، ومنع المزارعون أصحاب الأراضي الاقتراب من الفرقة التاسعة في مدينة الصنمين بشكل عام، ومن مكان وجود القاعدة الروسية بشكل خاص.

فالقاعدة العسكرية، حديثة الإنشاء وتقتصر فقط على الآليات والعربات المدرعة القتالية وقدر عدد الأليات التي تمركزت داخل وخارج الثكنات العسكرية الموجودة حوالي 75 آلية كانت بالأصل في درعا وما تبقى من أسلحة صاروخية محمولة على منصة ناقلات جاءت من إتجاه الشمال. 

 

الأهمية الإستراتيجية لموقع القاعدة العسكرية الروسية 

يعرف عن أراضي سهل حوران أنها منبسطة وتؤمن مراقبة وحقل رؤية واسعة لذا لا تحتاج إلى وسائط استطلاع معقدة لعدم وجود هيئات طبيعية كالجبال والمباني الشاهقة، لذا تستطيع القوات الروسية مسح المنطقة الجنوبية بالكامل. من القنيطرة غربا ً إلى السويداء شرقا ومن درعا جنوبا إلى ريف دمشق شمالا ً. 

القاعدة الروسية الجديدة قريبة من منطقة مثلث الموت شمال درعا، التي تبعد 12 كيلومترا ً عن مدينة داريا التي سيطر عليها النظام مؤخرا ً، والمنطقة الإستراتيجية الهامة التي تعتبر صلة الوصل بين المحافظات الثلاثة درعا القنيطرة دمشق وريف دمشق، وتسيطر عليها ميليشيات إيران و(حزب الله)، ومن المتوقع أن تكون القاعدة الروسية مسؤولة عن إدارة المنطقة أيضًا، مما يعزز الوجود الروسي، فيها وهذا بدوره سيؤدي إلى تقليص نفوذ إيران في الجنوب. 

وتقع هذه القاعدة على الطريق الدولي القديم الذي يربط دمشق بعمان (طريق دمشق درعا القديم) وتشرف على منطقة الجيدور في ريف درعا الشمالي.

وتشرف القاعدة الروسية على مقرات قيادات تشكيلات في الفرق والفيالق جنوباً بالكامل وتتوسطها، ولتصبح قادرة على مراقبة خط فصل القوات في الجولان السوري المحتل (خط الجبهة في القنيطرة) وحمايته، وهذا يعني أن الوجود الروسي هو ضمن خطة متكاملة لإقامة قواعد برية في كل أنحاء البلاد، حيث دلت المؤشرات أن هناك حوالي(4000) أربعة ألاف عسكري من قوات الشرطة العسكرية والبرية الروسية تواجدت في محيط حميميم من أجل الحراسة والحماية والصيانة والتسليح يسكنون في هنكارات (بيوت مسبقة الصنع).  

في ظل البروتوكول الذي فرضته روسيا على نظام الأسد بعد موافقة مجلس الدوما ببقاء القوات الروسية في سورية 49 عاماً، سيفرض واقعا ميدانيا عسكرياً وسياسياً واجتماعياً جديداً تكون من خلاله روسيا صاحبة القرار والسيادة على الأراضي السورية، وبعد اعتراف أمريكا بدورها المحدود في سورية ووقف برنامج ال سي أي إيه تسليح المعارضة، وتسليم مفاتيح الحل للروس وحليفهم الإيراني.   

رسم حدود المنطقة

ستحاول الشرطة الروسية إعادة تفعيل دور قوات الأسد في الفترة القادمة من أجل التعاون المشترك لمراقبة مناطق التماس بين قوات الأسد والثوار، لمنع أي اختراقات عند فتح المعابر، من أجل الحصول على مكاسب بالمفاوضات لم يستطيعوا الحصول عليها أثناء القتال، وكلها تصب في مصلحة الأسد وإيران، وتحقيق المصالح الجيوبولتيكية الروسية كحصاد لنتاج تدخلها الى جانب نظام الأسد في سوريا. 

 

في حال تم إعادة ترتيب الوضع الأمني في المنطقة الغربية من حوران في حوض وادي اليرموك الذي تنتشر به قوات جيش خالد المبايع لتنظيم الدولة في المستقبل القريب، ستكون روسيا هي القوة الأساس في إعادة رسم حدود المنطقة ووضع ترتيبات إتفاقية فصل القوات الموقعة في عام 1974. 

في النهاية نستطيع القول بان دور القوات الروسية سيكون دور السياسي والعسكري بالنيابة عن الكيان الصهيوني في سورية، فهي المطمئن الأكبر لإسرائيل وحامي للحدود السورية الفلسطينية مع إسرائيل على طول جبهة الجولان السوري المحتل وقد تكون الشرطة العسكرية الروسية العنصر الأساسي كبديل لقوات اليونيفيل في المستقبل. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات