في فصل جديد من المواجهة بين الرئيس الأمريكي والصحافة، خرج ترامب بتغريدات غاضبة هاجم فيها صحيفة واشنطن بوست بعد نشرها مقالاً جديداً عن توجه إدارته لإرضاء روسيا في سوريا، مما استدعى ردوداً عليه من قبل صحفيين ومحللين وسياسيين أمريكيين في تويتر.استراتيجية بسيطة
وكانت صحيفة واشنطن بوست نشرت تقريراً يوم أمس الاثنين تحت عنوان "التعاون مع روسيا اصبح نقطة اساسية في استراتيجية ترامب إزاء سوريا"، تحدثت فيه عن استراتيجية إدارة ترامب اتجاه سوريا ونقلت الصحيفة في تقريرها عن مسؤولين ومشرعين أمريكيين قولهم إن التعاون مع روسيا أصبح جزءاً رئيسياً من هذه الاستراتيجية التي تتخذ من معاداة تنظيم "الدولة" عنواناً لها.
ويعتمد المخططون الأمريكيون بحسب المسؤولين، الذين تكتمت الصحيفة على أسمائهم، على روسيا لمنع نظام الأسد والميليشيات المتحالفة معه من الاقتراب من مسرح عمليات واشنطن وحلفائها ضد تنظيم الدولة، حيث يعتمد ترامب استراتيجية بسيطة تقول في أولوية القضاء على التنظيم ثم الالتفات إلى سوريا.
ويرى المسؤولون الذين تحدثوا للصحيفة أن هذه الاستراتيجية قصيرة النظر استراتيجية موسكو وطهران الطويلة الأمد للإستيلاء على سوريا، كما أن حرب ترامب ضد داعش تبقي الباب مفتوحاً لإعادة انبعاث التنظيم من جديد.
ويؤكد منتقدو قرار الإدارة الأمريكية بإيقاف برنامج الدعم لبعض الفصائل الثورية إرضاءاً لروسيا، بأنه لا يمكن الوثوق في روسيا وايران بالالتزام بأي صفقة، والنتيجة ستكون استمرار الحرب الروسية الإيرانية على سوريا لزيادة نفوذهما.
أنت لا تهتم لا بالديمقراطية ولا بالمدنيين
وهاجم ترامب الصحيفة الأمريكية بعد نشرها للمقال بتغريدة قال فيها "قامت صحيفة واشنطن... بوست باختلاق حقائق عن انهائي لدفعات خطيرة وضخمة وبلا فائدة للمتمردين السوريين الذين يقاتلون الأسد"
تغريدة ترامب أعادت قراره السابق، الذي كشفته واشنطن بوست في 19 تموز، عن ايقاف برنامج المخابرات لدعم بعض فصائل الثورة السورية إلى الواجهة حيث رأى فيه العديد من المحللين والمراقبين اعترافاً بانتصار روسيا وخدمة لاهدافها في سوريا، كما لفتوا إلى أنه يساعد على زيادة نفوذ ايران.
وهذا ما لفت إليه الصحفي "جولز سوزدالتسيف"، صحيفة فايس، في تعليقاته على تغريدة ترامب، فاتهمه بأن ايقاف البرنامج يصب في مصلحة روسيا في سوريا ولا علاقة له بالمدنيين أو الديمقراطية فهو "يخدم المصالح الروسية، لا سبب آخر، أنت لا تهتم بالمدنيين أو الديمقراطية. مجرد ارضاء بوتين."
واتهم مايكل غرانت، كاتب أمريكي، ترامب بأنه "باع الناس الذين قاتلوا من أجلنا، وسلم النصر لإيران" وبوتين، وقال أيضاً ان فعل ترامب هذا "ترك دكتاتوراً قاتلاً قام بارتكاب جرائم حرب عديدة ضد شعبه في السلطة بسوريا."
و غرد كايل غريفين، منتج برنامج الكلمة الأخيرة لقناة "ام اس ان بي سي"، ساخراً بأنه من المفترض أن تكون عملية الـ"سي آي إي" سرية ولكن تغريدة ترامب أكدت وجودها وأفشت أسرارها، وسخر "داني غالاغير"، كاتب في "دالاس اوبسيرفير"، ساخراً من ترامب "اذا كنت ستفشي معلومات سرية فأكتبها بجملة مكتملة."
فخ روسي
وكان برنامج الدعم هذا بمثابة نقطة ارتكاز للسياسة التي بدأتها إدارة أوباما في عام 2013 للضغط على الأسد وروسيا، ولكن حتى مؤيديها شككوا في فعاليتها منذ أن نشرت روسيا قواتها في سوريا بعد عامين.
وقال المسؤولون ان الغاء البرنامج السري يعكس رغبة ترامب فى ايجاد سبل للعمل مع روسيا التى اعتبرت برنامج مكافحة الاسد اعتداء على مصالحها، كما أن إغلاق البرنامج هو أيضا اعتراف بنفوذ واشنطن المحدود ورغبتها في إخراج الأسد من السلطة.
وقال تشارلز ليستر، وهو أحد كبار المحللين في معهد الشرق الأوسط، الذي يركز على الثورة السورية: "نحن نسقط في فخ روسي" مضيفاً "نحن نضعف القوى المعتدلة أكثر وأكثر . . نحن حقا قطعنا رقبتهم".
التعليقات (0)