ويأتي إعلان حسن نصرالله الحرب على جرود عرسال غداة اعلان رئيس الحكومة سعد الحريري رفضه أي عملية عسكرية قد يشنها حزب الله في الجرود.
نصرالله يسابق الجيش الى الجرود
وفي هذا السياق رأت مصادر سياسية أن ما يجدر التوقف عنده في خطاب نصرالله الاخير هو مسابقته الجيش اللبناني الى عرسال. فالجيش يحظى بغطاء سياسي داخلي ودعم خارجي ولاسيما من الولايات المتحدة الاميركية التي تتابع مع الجيش التطورات على الحدود الشرقية أولا بأوّل، وأعطت الجيش ضوء أخضر لشن هجوم واسع في الجرود لتسجيل إنتصار على "الإرهاب" بعد أن تم وضع عرسال بمستوى الموصل والرقة كمدن يسيطر عليها تنظيم داعش.
وما يثير أكثر من علامة استفهام حول خلفية موقف نصرالله من مستجدات الجرود وقد ذهب الى حد القول "عندما تتحمل الدولة اللبنانية مسؤوليتها نكون من داعميها، وإذا كانوا لا يريدون ذلك فلن نبقى في بيوتنا"، فهل يزايد على الجيش في حرصه على لبنان؟ أم يعطيه تعليمات مبطّنة يريده ان يتصرّف وفقها؟ تسأل المصادر نفسها.
وتشير مصادر خاصة الى ان الجيش قد وضع الأحد 16 تموز موعداً غير معلن لإنطلاق المعركة في الجرود، في حين سرب حزب الله موعداً آخر في 15 تموز اي قبل الموعد المحدد من الجيش بليلة واحدة، ما يطرح التسائل من سرب الموعد الذي حدده الجيش لحزب الله؟ ام هي صدفة؟ وهنا تشير المصادر الى تسريب صور وفيديوهات التعذيب بعيد عملية عرسال وما تبعها من حالات وفاة لعدد من الموقوقفين السوريين، وما علاقة حزب الله بالأمر.
معركة "دونكيشوتية"
تقول مصادر ميدانية أن عدداً كبيراً من مسلحي فتح الشام غادر الجرود خلال الأسابيع الماضية والعدد المتبقي حالياً لا يتجاوز الـ200 عنصراً إضافة الى حوالي 150 عنصراً من سرايا أهل الشام والتي تلعب حالياً دور المفاوض والوسيط في الجرود وبالتالي لن تكون جزءً من الصراع المتوقع أما تنظيم داعش فلا يتعدى الـ400 عنصر وهم محاصرون بشكل كامل من كل الإتجاهات.
وهنا تشير المصادر الى أن المعركة المتوقعة لن تمتد أكثر من أسبوعين في حال شن هجوم واسع النطاق، ما يفسر محاولات حزب الله قطع الطريق على الجيش اللبناني من تسجيل إنتصار يعطيه زخماً محلياً ودولياً كبيرا.
وتشير المصادر الى أن إستماتة حزب الله على إستلام زمام الأمور في عرسال لها بعدان، الأول داخلي له علاقة بإستمرار ذريعة أن حزب الله هو القوة الوحيدة التي تستطيع حماية لبنان وهي تكمل دور الجيش، والثاني إقليمي لإعطاء موطئ قدم لإيران على الحدود اللبنانية السورية بعد إستبعادها من بعض المدن السورية ولاسيما الجنوب السوري بعد التفاهم الروسي-الاميركي-الأردني.
إنتداب أممي في عرسال
ولفتت مصادر ديبلوماسية الى ترتيب جديد للاوضاع بعد تحرير جرود عرسال وخاصة لناحية المدنيين السوريين اللاجئين والذي يقترب عددهم من 100ألف، وعودتهم شبه مستحيلة حالياً بسبب إحتلال حزب الله لقراهم في القصير والقلمون الغربي.
وتؤكد تلك المصادر أن الأمم المتحدة سترعى وضع اللاجئين في الجرود وقد يتم إرسال قوات دولية لحمايتهم ورعاية أوضاعهم، في حين أن حزب الله والنظام السوري يحاولان قطع الطريق على الأمم المتحدة عبر محاولة إنجاح عودة مئات من العائلات السورية الى عسال الورد وبعض قرى القلمون لتكون نموذجا عن منطقة يسمونها آمنة تحت إشرافهم المباشر.
التعليقات (5)