طائرات روسية وأمريكية وإسرائيلية تلعب الـ "غميضة" في سماء سوريا

طائرات روسية وأمريكية وإسرائيلية تلعب الـ "غميضة" في سماء سوريا
كشفت صحيفة "استراتيجي بيج" الأمريكية عن واحدة من أثر الكشوف إثارة منذ أن ابتدأ التدخل الجوي الأجنبي في سوريا، سواء من قبل الروس أو الأمريكان وبالطبع الطيران الإسرائيلي.

وسردت الصحيفة في مقال لها، ترجمه موقع أورينت نت الإنكليزي، عن أكثر أنواع الطائرات التجسسية تطوراً والتي كانت تحلق بشكل متخفٍ في نيسان الماضي من العام الجاري، إحداها واحدة من من أربع طائرات روسية حديثة من طراز "أواكس" (منظومة السيطرة والإنذار المبكر المحمولة جواً).

وتقول الصحيفة إن النسخة U من الطائرة دخلت في الخدمة عام 2011، لكن لم تتح لخبراء الاستخبارات الالكترونية الأجانب أي فرصة لتبيان مدى فاعليتها، إذ يستدعي القيام بذلك وضع طائرة الاستخبارات الالكترونية قرب طائرة A-50U في منطقة القتال.

لكن أكثر طائرات الاستخبارات الالكترونية فعالية كانت بضع مقاتلات أمريكية خفية من طراز F-22 تعمل بهدوء فوق سوريا ولم يتم رصدها على ما يبدو، حيث ذهبت تلك الطائرات إلى هناك بشكل رسمي لتنفيذ مهام توجب فيها التخفي الفعال، أي تنفيذ مهام استطلاعية خلال الفترات التي كان فيها الروس والسوريون غاضبين من الولايات المتحدة، ليس ذبك فقط، حيث كانت طائرات الاستخبارات الالكترونية الأمريكية الأخرى عبارة عن عدة طائرات F-35I جديدة تملكها وتشغلها إسرائيل. 

شوهدت الطائرات تحلق قرب الحدود مع سوريا، لكن لا أحد متيقن بعد من تسلل بضع طائرات F-35I عبر الحدود للمشاركة في لعبة الاختباء التي احتكرت حتى وقت قريب من قبل طائرات F-22. ما يجمع بين طائرتي F-22  وF-35 لا يقتصر على التخفي، فكلاهما تحتويان برامج مذهلة تشغل بشكل آلي العديد من المستشعرات الخاملة (التي لا تقوم بالبث وكشف موقعها) على متنهما. 

وقد أقر سلاح الجو الأمريكي مؤخراً بما كان دوماً موضع شك، أي بتنفيذ طائرات F-22 مهام استخبارات الكترونية، وتوضح ذلك من خلال جهود البيع الأولية. وتستخدم طائرة F-35 منظومة مستشعرات مشابهة من نوع آخر وبرامج أقوى على ما يبدو لجمع المعلومات وتحليلها بصورة آنية. 

وقد أدخل الإسرائيليون العديد من معداتهم وبرامجهم على طائرة F-35I وذلك سبب عدم تسميتها F-35A، ويريد الإسرائيليون والأمريكيون على حد سواء الاطلاع على ما تقوم به نسخة الاستخبارات الالكترونية الإسرائيلية بالمقارنة مع طائرة F-22 وطائرة F-35A تتظاهر، كما يفترض البعض، بكونها إسرائيلية لغرض التلاعب بالأجهزة الالكترونية المعادية التي يعثر عليها في سوريا.

يمثل وجود النسخة الجديدة من طائرات A-50 هناك مكافأة. لقد تأخر كثيرا تحديث طائرة A-50 ولم يكن المال متوفرا خلال التسعينيات، وهي حقبة لم تحلق فيها طائرات A-50 تقريباً بسبب عدم وجود المال. دخلت طائرة A-50 الخدمة لأول مرة عام 1984 وصنعت أربعون منها مع نهاية الحرب الباردة. ترتكز طائرة A-50 على طائرة النقل إليوشن Il-76. كان لطائرة A-50 بعد أكثر من عقد من الزمن على تطويرها وجود متزايد في العمليات الجوية الروسية أواخر الثمانينيات، لكن لوحظت فيها الكثير من العيوب والأخطاء بالمقارنة مع طائرات أواكس الأمريكية، لذا وضعت خطة لتطوير الطائرة إلا أنه تم تأجيلها إثر تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991. 

استلهمت A-50 من طائرة سلاح الجو الأمريكي أواكس E-3التي دخلت الخدمة عام 1977. وكان ذلك استمراراً لعملية تطوير طائرات أواكس الأمريكية التي بدأت عام 1944. ظهرت أول طائرة أواكس عام 1945 عندما نشرت البحرية الأمريكية طائرة مزودة برادار للتحكم بأعداد كبيرة من الطائرات الحربية في الجو أثناء المعركة. وواصلت البحرية تطوير طائرات منظومة السيطرة والإنذار المبكر المحمولة جواً خلال الخمسينيات مع طراز E-1، والذي استبدل مطلع السبعينيات بطراز E-2 الذي لا يزال في الخدمة.

استخدمت طائرة A-50 تقنية أقل تفوقاً مما لدى طائرات أواكس الأمريكية. كان لدى طائرةA-50  رادار مداه 200 كيلومتر مقارنة مع مدىً يبلغ 400 كيلومتر لدى طائرة E-3. تستخدم طائرة A-50U أنظمة رقمية حديثة بدلا من الأنظمة التماثلية، ويبلغ مداها الأقصى 600 كيلومتر. تتيح الحواسيب الحديثة تتبع ما يربو عن 150 طائرة، حيث يتم ذلك بسرعة أكبر وبعدد أقل من أعطال الأجهزة. وحلت شاشات كبيرة مسطحة محل شاشات أنبوب أشعة المهبط القديمة. يمكن لطائرة A-50U التحكم بعشر طائرات حربية في نفس الوقت عند تنفيذ تلك الطائرات لمهام هجومية في الجو أو على الأرض. اشتمل التحديث أيضاً أسباباً للرفاهية للترويح عن الطاقم تتمثل في منطقة للاستراحة ورواق وحمام مطور لعشرة مشغلين للأجهزة وخمسة أفراد للطائرة. 

اشترت الصين بعضاً من طائرات A-50 الأقدم ولم تكن راضية عن ذلك لدرجة أنها استعاضت عنهن بتصميم طائرة أواكس جديد ارتكز على طائرة بوينغ 737-800.  تعتبر طائرة إليوشن Il-76 النفاثة التي تزن 157 طناً أقل موثوقية وأكثر كلفة صيانة من طائرة بوينغ 737-800 ذات المحركين والتي تزن 79 طناً. 

استخدمت شركات الطيران الصينية التي يتبع بعضها لسلاح الجو الصيني طائرة بوينغ  737-800منذ عام 1999، أي بعد عام واحد من دخول هذا الطراز في الخدمة. وأيا كانت الطريقة التي ستحدث بها روسيا طائرة A-50 فستجد أمامها طائرة تكلفها الكثير لحمل كل شيء على متنها.

إن وجود أنظمة الدفاع الجوي الروسية الحديثةS-300  و S-400في سوريا إضافة إلى طائرات استخباراتهم الالكترونية والجولة الخارجية الأولى الحالية لطائرة A-50U بوجود طائرات F-22  وF-35 في الجوار يعد سبباً آخر يفسر حميمية علاقة روسيا مع إسرائيل، رغم أن روسيا حليفة بالمعنى التقني لإيران وحكومة الأسد. ومن الواضح أن هناك تفاهمات حول عدم قيام الإسرائيليين بأي عمل (ضمن سلسلة طويلة من الأوجه المحتملة لإثارة المشاكل) من شأنه إحراج باعة الأسلحة الروسية في الشرق الأوسط وأي بقعة أخرى.  

التعليقات (1)

    جزائري

    ·منذ 6 سنوات 10 أشهر
    طائرات روسية وأمريكية وإسرائيلية تلعب الـ "غميضة" في سماء سوريا : كل هاته الطائرات تلعب الميضة في الاجواء العربية
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات