هل بدأت رحلة العودة العكسية للحزب إلى الداخل اللبناني؟
وأعلن زعيم ميليشيا حزب الله "حسن نصرالله" الخميس أن ميليشياته فككت مواقعها العسكرية على حدود لبنان الشرقية مع سوريا، وأن هذه المنطقة باتت "الآن مسؤولية الدولة حيث لا داعي لوجود حزب الله هناك".
وفي السياق،أكد مصدر عسكري لبناني لـ"أورينت نت" أن ميليشيا حزب الله بدأت بالفعل منذ فجر اليوم الجمعة، تسليم الجيش اللبناني المواقع العسكرية الواقعة غرب بلدة "الطفيل وجرود بريتال وحام ومعربون" في السلسلة الشرقية للبنان والمتاخمة للحدود السورية.
ولفت المصدر إلى أن الجيش سيستلم المزيد من المواقع العسكرية خلال الأيام المقبلة، في حين رفض التعليق على المواقع المتوقع استلامها لضرورات أمنية وفق تعبيره، مؤكداً جهوزية الجيش اللبناني الكاملة لحماية مواقعه.
الاستخبارات المصرية
من جهة أخرى، كشف مصدر ديبلوماسي عربي لـ"أورينت نت" أن قرار ميليشيا حزب الله تسليم الحدود اللبنانية – السورية إلى الجيش اللبناني، جاء نتيجة تلقي إيران وحزب الله معلومات سربتها الاستخبارات المصرية تفيد بمخطط إسرائيلي لشن ضربات جوية عنيفة على جرود سلسلة جبال لبنان الشرقية، حيث تعتقد "تل أبيب" أن حزب الله ينشر أهم منظومة صواريخ بعيدة المدى تطال عمق الأراضي الإسرائيلية.
بيئة حزب الله
على صعيد آخر، ربطت مصادر سياسية لبنانية قرار ميليشيا حزب الله تسليم الحدود للجيش اللبناني، بالأوضاع المتوترة في بيئة الحزب الداخلية، وخصوصاً بعد ارتفاع أعداد القتلى من قادته ومقاتليه نتيجة القتال منذ سنوات إلى جانب قوات الأسد، أضف إلى ذلك، الأعباء المالية المترتبة على مصاريف العناصر في الطعام والعتاد والنقل والصحة، في ظل الأزمة المالية التي تضرب مفاصل الميليشيا والتي ستزيد مع العقوبات الأميركية المرتقبة.
تحجيم النفوذ الإيراني
كذلك اعتبرت المصادر أن قرار حزب الله "ضربة استباقية" لحسن نصر الله، ولا سيما أنه استشعر وجود تغيرات في التموضعات السياسية ستشهدها المنطقة، وذلك على ضوء العودة القوية للدور الأمريكي، الذي سيكون عماده، تحجيم النفوذ الإيراني.
ووصفت المصادر "إعلان نصر الله" بأنه اعتراف ضمني بهزيمة المشروع الإيراني في سوريا، وبداية التموضع مرحلياً في القصير والقلمون وصولاً إلى قارة ويبرود والزبداني ومضايا، وتجميع لمليشيات الحزب المنتشرة في سوريا ضمن هذه المنطقة مؤقتاً، بانتظار المعطيات الإقليمية.
ولفتت إلى أن حزب الله يراهن على التسوية الكبرى في المنطقة، حيث يعتقد أن المناطق السورية قرب الحدود السورية-الأردنية ستكون تحت إشراف عمان، والمناطق الحدودية العراقية – السورية ستكون تحت الإدارة الأميركية، والحدود الشمالية تحت الرعاية التركية، وطبعا الساحل تحت الحماية الروسية، وهنا يعتقد أن الحصة الإيرانية ستكون على الحدود اللبنانية.
وكان البيت الأبيض قد أشار الأربعاء، إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد لوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف خلال لقائهما بواشنطن، على ضرورة أن "تكبح روسيا جماح نظام الأسد وإيران ووكلائها".
التعليقات (10)