غياب أبسط مقومات الحياة
ضمن ظروف إنسانية متردية، يفترش 55 لاجئاً سورياً الأرض في خيام مهترئة، على بعد نصف كلم من مدينة فكيك المغربية، ضمن منطقة تفتقد أبسط مقومات الحياة، وسط غياب رسمي للدعم الطبي والإغاثي من قبل السلطات الجزائرية والمغربية، وذلك على وقع انتشار الأمراض وشحّ الطعام والماء، في حين يقتصر الدعم على مساعدات من بعض الناشطين والأهالي في المنطقة.
اللاجئون السوريون العالقون على الحدود الجزائرية المغربية هم 8 عوائل بينهم 18 طفلاً ورضيعة، و20 سيدة، في حين وضعت سيدة مولودها في المنطقة الحدودية، مساء 23 نيسان الماضي.
وبدأت رحلة معاناة هؤلاء اللاجئين السوريين، عندما دخل 41 شخصاً، بينهم أطفال رضع ونساء حوامل ومسنون، منطقة "فكيك" المغربية، عبر الحدود مع الجزائر، في 15 نيسان الماضي، ثم تبعهم آخرون وعلقوا في المنطقة ذاتها إلى ساعة كتابة هذا التقرير.
حلبة تراشق سياسي
وخلقت أزمة اللاجئين السوريين توتراً جديداً بين المغرب والجزائر وصلت حد استدعاء السفيرين.
واتهمت الخارجية المغربية في وقت سابق الجزائر بترحيل 55 بينهم نساء وأطفال "في وضع بالغ الهشاشة".
ووفق البيان الخارجية، فإن الجزائر ترمي من خلال هذا الإجراء إلى "زرع الاضطراب على مستوى الحدود بين البلدين، والتسبب في موجة هجرة مكثفة وخارج السيطرة نحو المغرب".
وقد استدعت الرباط السفير الجزائري لديها للتعبير عن "قلقها البالغ" معتبرة أن "هذه المأساة الإنسانية التي يعيشها هؤلاء المواطنون السوريون لا يجب أن تشكل عنصرا للضغط أو الابتزاز".
وبدورها، استدعت الخارجية الجزائرية السفير المغربي لتعبر له عن الرفض المطلق لهذه "الادعاءات الكاذبة".
وقالت الوزارة الجزائرية إنها أوضحت للسفير المغربي أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، وأن هدفها الوحيد هو "الإساءة للجزائر".
"هيومن رايتس ووتش" طالبت المغرب والجزائر بحلّ الملف
منظمة "هيومن رايتس ووتش" طالبت قبل أيام حكومتي المغرب والجزائر في بيان لها، بحلّ ملف اللاجئين السوريين العالقين وسط الصحراء بين حدود البلدين.
ودعت "هيومن رايتس"، السلطات المغربية والجزائرية إلى "التدخل لتشارك المسؤولية والنظر في طلبات الحماية اعتمادا على رغبات طالبي اللجوء السوريين، وضمان إتاحة الخدمات الضرورية لطالبي اللجوء جميعا، لا سيما الحوامل والمرضعات".
وقالت "سارة ليا ويتسن" المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، إنه "فيما تتجادل السلطات الجزائرية والمغربية حول أي دولة عليها قبول السوريين، هناك رجال ونساء وأطفال عالقون في منطقة شبه صحراوية قرب الحدود بين البلدين، ينامون في العراء، غير قادرين على تقديم طلبات اللجوء".
برلماني مغربي يناشد بلاده استقبال سوريين عالقين
إلى ذلك، ناشد البرلماني المغربي "خالد البوقرعي" سلطات بلاده اليوم الخميس، استقبال 55 لاجئا سوريا عالقين على الحدود مع الجزائر.
وقال البوقرعي النائب عن حزب العدالة والتنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي "يجب علينا أن نجد حلا لما يزيد على خمسين سوريا عالقين في الحدود مع الجزائر"، وفق وكالة الأناضول.
وأضاف خلال اجتماع لجنة الخارجية بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان)- أن هؤلاء السوريين قصدوا المغرب "لكرم شعبه" ما يقتضي استقبالهم بغض النظر عن طبيعة العلاقة التي تربط المغرب بالجزائر.
التعليقات (8)