"الثوري الإيراني" بالتفاصيل: 38 عاماً من الإجرام والإرهاب

"الثوري الإيراني" بالتفاصيل: 38 عاماً من الإجرام والإرهاب
شكّلت قوة الحرس الثوري الإيراني ومنذ إنشائها عقب "الثورة الإسلامية" في إيران عام 1979، منعطفاً خطيراً إلى جهة دور تتحكم السلاح في المنطقة من جهة، وقمع الشعوب وحرمانها من مزاولة حقها في الكلام من جهة أخرى.

ومارست هذه القوة ومنذ تكشيلها أفظع العمليات الإجرامية في إيران ودول المنطقة، بل وصلت إلى دول أوروبية وبعض الدول في أمريكا اللاتينية.

ونشرت المعارضة الإيرانية المتمثلة في "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" ومقره باريس، بياناً كشفت فيه أبرز المحطات التي لعب فيها الحرس الثوري أدواراً مفصلية، فمن عمليات اغتيال، إلى تجنيد المتطرفين، إلى التحالف مع تنظيمات سنّية متطرفة، وبالتعاون مع الأنظمة المشابهة وعلى رأسها نظام الأسد الأب والإبن.

قوام الحرس الثوري..

قوات الحرس وحسب نظامها الأساسي تتبع لولاية الفقيه، وهي الذراع الرئيس لحفظ نظام ولاية الفقيه وهي المؤسسة المحورية لممارسة القهر والقمع العسكري.

ويعتبر تصدير الإرهاب وإثارة الفتن والحروب بالاستناد إلى نظرة ولاية الفقيه المحرّك الذاتي لقوات الحرس والروح المتحكمة فيها، ولتحقيق هذه البغية فان قوات الحرس قد نفذت مشروع الوصول إلى السلاح النووي بالكامل.

https://i.imgsafe.org/892bd9e9e2.jpg'>

قمع دموي..

لعبت قوات الحرس طيلة 38 عاماً مضى أكبر الأدوار في القمع الداخلي منها القمع الدموي لانتفاضتي عامي 1999 و 2009 . 

وتحولت استخبارات الحرس إلى منظمة مخيفة تلعب الدور الأكبر في حملات الاعتقال والتعذيب والإعدام واغتيال المعارضين وكذلك في التجسس ضد الأجنحة الداخلية للنظام. 

كما غيّرت تنظيمها في عام 2008 للتصدي للانتفاضات الشعبية وشكلت لكل محافظة قيادة مستقلة قادرة على قمع الانتفاضات العامة، بمساعدة قوات الباسيج التي تشارك في القمع بالتنسيق مع قوات الحرس. 

وإضافة للحرس فإن قوات الباسيج نفسها اضافة الى كونها وحدات ميليشيات فإنها تمارس أعمال التجسس والرقابة عبر شبكاتها في الجامعات والمدارس والدوائر والمعامل والأحياء السكنية لرصد واعتقال المعارضين.

https://i.imgsafe.org/892ee3e5e3.jpg'>

في سوريا والعراق واليمن..

وإضافة إلى التاريخ الطويل للحرس الثوري في القتل والقمع في إيران، وإشعال حروب سواء مع العراق في عهد صدام حسين، أو غيرها، فإنه بدأت تشعل ذلك الفتيل مع انطلاق الثورة السورية.

فبعد عام 2011 قتل أكثر من نصف مليون مواطن وتشرّد أكثر من 10 ملايين نسمة، وفي الحرب اليمنية قتل الآلاف من اليمنيين وتشرّد ثلاثة ملايين شخص وفق تقرير للأمم المتحدة.

قوات الحرس ومنذ السنوات الأولى، عملت آلة بيد الملالي للتدخل في الدول الأخرى، منذ عام 1990 حيث شكّلت ما سمي بـ "قوة القدس" التي وسعت هذا التدخل في كل الجوانب في كل من تلك الدول.

وإضافة إلى حرب الثمان سنوات بين إيران والعراق، لعبت قوات الحرس الدور الأكبر في تأجيج نيران عدة حروب كبيرة أو مواصلتها في الشرق الأوسط مثل ما حصل في العراق وسوريا واليمن ولبنان. 

إن أبعاد خسائر ومشردّي هذه الحروب -حسب تقرير المعارضة الإيرانية- لا يمكن مقارنتها مع أي قوة اجرامية أخرى منذ الحرب العالمية الثانية والفاشية الهتلرية.

حيث خلفت الحرب الإيرانية العراقية 1988-1980 أكثر من مليون قتيل ومليون جريح ومعاق وعدة ملايين مشرّد وألف مليار دولار خسارة في الطرف الإيراني وحدها.

في العراق وبعد 2003 وبسبب التدخلات المباشرة لقوات الحرس والمليشيات العميلة لها، قتل مئات الآلاف وتشرّد عدة ملايين مواطن عراقي، كما شرد أكثر من 3 ملايين يمني بسبب دعم إيران لجماعات الحوثي هناك.

https://i.imgsafe.org/89293a84b4.jpg'>

علاقة مع داعش والقاعدة..

ويضيف تقرير المجلس الإيراني أن لقوات الحرس منذ تسعينات القرن الماضي علاقات نشطة مع تنظيم القاعدة وغيرها من المجموعات السنية المتطرفة. وأخذت هذه العلاقات في الأعوام الأخيرة في سوريا والعراق أبعاداً غير مسبوقة. 

لا شك اليوم أن النظام الإيراني والمالكي رئيس الوزراء العراقي السابق العميل للنظام والطاغية بشار الأسد قد لعبا دوراً فاعلاً في نمو وتوسع داعش. وتم نقل قادة الكثير من التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا بعد سنوات من الاحتضان في إيران خلال العقد الماضي من قبل قوة القدس الى العراق وسوريا. 

ويبرز ذلك في إطلاق نظام الأسد أكثر من 1500 سجيناً متطرفاً في العام 2011، كما أطلق نوري المالكي الموالي لإيران أيضاً ما يقارب 1000 سجين، كان أولئك النواة الأولى تنظيم الدولة وبقية التنظيمات السنية المتطرفة، وذلك بهدف خلق عدو مناسب للأسد وإيران لتبرير أي شيء حتى استعمال السلاح الكيماوي.

عمليات خارج إيران..

قوات الحرس وبموازاة وزارة المخابرات ضالعة في اغتيالات خارج إيران. كتفجير مقر قوات المارينز الأمريكية في بيروت وتفجير أبراج الخبر في السعودية، كما ان قوات الحرس ارتكبت جرائم إرهابية إضافة إلى الشرق الأوسط في عشرات الدول مثل ألمانيا وغينيا والنيجر والسودان وتايلندا وجورجيا والهند وأذربيجان وباكستان وافغانستان.

https://i.imgsafe.org/8925c0822c.jpg'>

وتم القبض في كثير من هذه الحالات على الإرهابيين. كما وسعت قوات الحرس الشبكات الإرهابية الى أمريكا اللاتينية أيضا. وتوظف قوات الحرس في أعمالها الإرهابية إضافة الى عناصرها، عناصر مرتزقة من جنسيات غير إيرانية.

ومن آخر تلك العمليات اغتيال إيراني باسم سعيد كريميان في اسطنبول في 29 نيسان 2017 والذي يشكل آخر إنموذج من الجرائم الإرهابية لهذا النظام في الخارج.

هل من محاسبة؟

ويختم تقرير المجلس بقوله: "والآن وبعد مضي 38 عاماً من أعمال الجريمة والإرهاب داخل وخارج إيران، آن الآوان لمحاسبة الحرس من قبل الشعب الإيراني وتطبيق العدالة. فأول خطوة ضرورية هي تصنيف الحرس في قوائم الإرهاب للأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول المنطقة وفرض عقوبات شاملة عليها. والخطوة الضرورية الأخرى يجب طرد هذا الذراع لنظام ولاية الفقيه المكلف باثارة الحروب وارتكاب الجريمة من جميع دول المنطقة و بشكل خاص من سوريا والعراق واليمن ولبنان. وهذا هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام والهدوء في المنطقة".

يشار إلى أن قوات الحرس الثوري وبدعم "خامنئي" تسيطر على المفاصل المحورية للاقتصاد في إيران في مختلف المجالات وتحصل سنويا على عشرات المليارات الدولارات خارج سيطرة الجهات الرسمية في البلاد وتشمل هذه الأصعدة، النفط والغاز وتصدير واستيراد السلع وكذلك الخدمات المدنية والزراعية وغيرها. 

وأسست قوات الحرس شركات متعددة لها وفرضت سيطرتها على أرصفة موانئ البلد لنهب ثروات الشعب الإيراني وتأمين نفقات الحرب والإرهاب لها. ومن المؤسسات الاقتصادية التابعة لقوات الحرس هي مقر خاتم الأنبياء الذي له نحو 150 ألف موظف.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات