هجمات متكررة للنظام من أجل السيطرة على ريف حلب الشمالي.. لماذا؟

هجمات متكررة للنظام من أجل السيطرة على ريف حلب الشمالي.. لماذا؟
تحاول قوات نظام الأسد والميليشيات الأجنبية والمحلية إلى جانبها، منذ مدة شهر، التقدم باتجاه مدن وبلدات ريف حلب الشمالي للسيطرة عليها، فقد شنت هجمات عنيفة متكررة، على جبهة البحوث العلمية والراشدين وجبل شويحنة، الواقعة شمال غربي مدينة حلب، إلا أنها لم تحرز أي تقدم فيها. 

وعلى الرغم من صدها جميع الهجمات، تخشى الفصائل المقاتلة من أن يمهد النظام  لعمل عسكري كبير في المنطقة، بعد المحاولات المتكررة التي تساهم في تدمير الخطوط الدفاعية للفصائل، ويقول الصحفي "حسان كنجو"، وهو من بلدة عندان شمالي حلب، إن النظام  مستمر بالحشد في المنطقة على عدة محاور، منذ أسابيع، وبشكل خاص على جبهات الراشدين، المنصورة، الصحفيين وجبل شويحنة من جهة جمعية الزهراء. 

مضيفاً في حديث خاص لـ "أورينت نت"، في الآونة الأخيرة قامت الفصائل المقاتلة بتعزيز تلك المحاور، بعدما تقدم النظام وسيطر على عدة نقاط قبل أن يتم طرده منها. والفصائل المتواجدة في المنطقة هي "هيئة تحرير الشام التي تمركزت في مناطق جيش المجاهدين، وفصائل محلية أخرى هي الجبهة الشامية وجيش الإسلام إلى جانب حركة أحرار الشام وأيضاً كتائب صغيرة".

معركة صعبة 

السيطرة على مدن وبلدات ريف حلب الشمالي "بالليرمون، كفر حمرة، معرة الأرتيق، حريتان، حيان، بيانون وعندان"، ليست مستحيلة، وفق اعتقاد "كنجو"، الذي يستدرك قوله بالتأكيد على الصعوبة البالغة في ذلك، لا سيما على محور شويحنة، التي ركزت قوات النظام هجماتها عليه، بغرض حصر فصائل الثوار داخل جيب في معاقلها بتلك المدن، ما يعني إضعاف دفاعاتها على محور الملاح شرق حريتان، وعلى جبهة الطامورة شمال غرب عندان، ويبدو أن النظام يسعى عملياً لتطبيق نموذج مصغر عن خطته العسكرية في الغوطة الشرقية على ما تبقى من مدن الشمال الحلبي. 

ويؤكد "كنجو" أن معركة السيطرة على المنطقة هي بالغة الصعوبة، لأسباب عديدة أهمها "الطبيعة الجبلية الوعرة للمحاور التي يحاول نظام الأسد التقدم نحوها؛ فهو يحتاج إلى عربات مجنزرة، ستكون حركتها بطيئة ما يجعلها هدفاً سهلاً للصواريخ المضادة للدروع، كما أن ارتفاع المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة يساعدها في توفير تغطية نارية لعرقلة الهجمات الكبيرة، عدا عن اتصال المناطق ببعضها عبر العديد من الطرق الترابية والأراضي الزراعية، ما يؤمن لمقاتلي الفصائل سهولة في التنقل ضمن خطوط الإمداد".

https://orient-news.net/news_images/17_3/1490258180.jpg'>

أهداف محتملة للمعركة

وتهدف المعركة التي يحشد لها نظام الأسد والميليشيات المقاتلة إلى جانبه، لحماية مدينة حلب من الجهة الشمالية، وفقاً للخبير العسكري العميد "أحمد رحال"، وبالتالي فإن الهجمات التي تم شنها خلال الشهر الفائت، تسمى "تحسين مواقع"؛ فبالنظر للخارطة العسكرية لمواقع سيطرته في حلب، يمكن الملاحظة أن مدينة حلب ما زالت رخوة عسكرياً لا سيما من الجهتين الشمالية "الملاح – باشكوي"، التي تطل على مناطق سيطرة درع الفرات، والجنوبية التي تصل المدينة بمحافظة حماة عبر طريق "خناصر – إثريا". 

وإن النظام يخشى من قطع الطريق عليه، فهو بحاجة لتحسين مواقعه على هاتين الجبهتين، بحسب "الرحال"، الذي استدل على قوله بالإشارة إلى الحشد الكبير للميليشيات الإيرانية في شمال وجنوب حلب. لكنه استبعد خلال حديث خاص لـ "أورينت نت" قدرة النظام على تحقيق هذا الهدف، الذي تدفع باتجاهه إيران، أما روسيا فهي غير مستعدة بعد معركة حلب، لخوض معارك جديدة تحمل تكلفة مالية وعسكرية كبيرة، بعدما تكلفت خزانة الاقتصاد الروسي مبالغ هائلة جراء "النصر المزعوم" في مدينة حلب. 

ومعركة السيطرة على الريف الشمالي لمدينة حلب، حسب "الرحال"، هي أهم في الوقت الحالي من الريف الجنوبي، بالنسبة لإيران، التي تخشى من قيام الفصائل العاملة في إدلب ومحيط حلب بشن هجوم يمكن أن يخلط الأوراق لا سيما على صعيد احتمال حصار نبل والزهراء من جديد، وتحويلها لنقطة ضغط، عدا عن وصل مناطق سيطرتها بتلك التي في درع الفرات. لكنه أشار أن حتى هذا الاحتمال يبقى بعيد التنفيذ لأسباب موضوعية في مقدمتها الحالة الفصائلية غير المستقرة، والحاجة لعمل عسكري كبير، والذي يبدو غير متوفر. 

كما تجدر الإشارة أن "النظام غير قادر على شن هجمات عسكرية كبيرة ضد الفصائل المقاتلة في حلب؛ نظراً لعدم قدرة قواته على القيام بمثل هذه المهام بعدما بات قوة غير فاعلة، حسب آخر تقرير صادر عن مركز دراسات الحرب الأمريكي، وبالتالي فإن الاعتماد الكلي سيكون على الميليشيات الأجنبية والمحلية التي تقودها إيران، أما عمليات السيطرة الواسعة للنظام شرق حلب، فهي ليست هجمات كبيرة، إنما هي استلام مواقع ينسحب منها تنظيم الدولة"، وفق تقدير الرحال. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات