لبنان.. هل يتم تكرار سيناريو نهر البارد في مخيم عين الحلوة؟

لبنان.. هل يتم تكرار سيناريو نهر البارد في مخيم عين الحلوة؟
توصلت القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية إلى اتفاق لوقف إطلاق في مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا جنوب لبنان، في حين رجح مراقبون بأن يكون مستقبل الأوضاع في أكبر تجمّع سكاني للاجئين الفلسطينيين في لبنان ليس بالضرورة أنه ذاهب الى استقرار وتفاهم وتسوية بين المتنازعين، وهذا يعني أن المخيم سيظل إلى مدى زمني مفتوح في عين العاصفة.

وسجلت خلال الجولة الأخيرة من الاشتباكات التي دارت على مدى ثلاثة أيام بأنها كانت الأكثر ضراوة قياساً بسابقاتها والأكثر اتساعاً من أي مرة إن من حيث المدى الجغرافي أو من حيث عديد القوى التي دخلت في عمليات المواجهة وشاركت استهلالاً ولاحقاً.

حركة فتح ترحب بدخول الجيش اللبناني إلى مخيم عين الحلوة

وفي السياق، اعتبرت صحيفة النهار اللبنانية أن قدوم الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) إلى بيروت وكلام القيادي في حركة فتح عزام الاحمد عن ترحيبه بدخول الجيش اللبناني الى المخيم، وسريان شائعات عن امكان حصول معركة حاسمة، كلها عوامل ساهمت في تأجيج الاوضاع الى المستوى الذي بلغته.

واستبعدت مصادر للصحيفة حسم الموقف عسكرياً في عين الحلوة من قبل أي "لأن ما من مستجدات ميدانية تسمح بالذهاب في هذه المغامرة "، لافتة إلى انه في أيار عام 2003 حاولت فتح بتحريض من جهات لبنانية وسورية يومذاك الدفع باتجاه الحسم بعدما جيء بعدد من المقاتلين من مخيم الرشيدية، ولكن رياح الأمور سارت عكس ما خطط له هؤلاء وكانت النتائج عكسية، اذا تلقت فتح صفعة وسجل الخصوم تقدما غير مسبوق على الأرض".

تحذيرات من تكرار سيناريو نهر البارد في مخيم عين الحلوة

وتأتي الاشتباكات في مخيم  عين الحلوة بتوقيت إقليمي يضغط على الأطراف المعنية لاتخاذ قرار حاسم لاجتثاث العبث من أكبر المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان.

وتعتمد الدولة اللبنانية على التعاون الفلسطيني الداخلي دائماً للإمساك بالأمن داخل المخيم، ونجحت من خلال هذا التعاون في ضبط الوضع نسبيا قبل ذلك، ناهيك عن نجاح الجهود المشتركة في قيام مطلوبين داخل المخيم بتسليم أنفسهم للدولة اللبنانية.

فقد تم الالتزام بقرار وقف إطلاق النار الذي اتخذ إثر اجتماع موسع لممثلي القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية في السفارة الفلسطينية في بيروت.

وذكرت مصادر قريبة لصحيفة "العرب" اللندنية أن السلطات اللبنانية جادة في مطالبة القوى الفلسطينية بحل ينقذ المخيم من مصير مخيم نهر البارد في شمال لبنان والذي اضطر الجيش اللبناني إلى خوض حرب ضده بعد تمكّن جماعة "فتح الإسلام" المتشددة من السيطرة عليه في صيف عام 2007.

حسم الأمور في عين الحلوة باتت مطلباً فلسطينياً 

 كما أن قيادة المخيم في الداخل معنية بتجنيب المخيم في جنوب لبنان مصير المخيم في شماله وهي تعكف على دراسة خطط لتخليص المخيم من البؤر التي جعلت منه ملاذا للجماعات الجهادية وللمطلوبين من قبل الدولة اللبنانية.

وتقول المعلومات إن الاشتباكات الأخيرة جاءت لتتناقض مع الروح التي حملها الرئيس الفلسطيني إلى أركان الدولة اللبنانية لوضع المخيمات الفلسطينية تحت سقف الدولة، بما في ذلك تسليم أمنها كاملا للجيش والقوى الأمنية اللبنانية.

ورغم قيام الجيش اللبناني ببناء سور مثير للجدل يحيط بالمخيم، إلا أنه لا خطط لديه للقيام بأي عمل عسكري للسيطرة على المخيم، خصوصا وأن إثارة موضوع السلاح الفلسطيني غير مطروحة حاليا، لأنه يعني منطقيا إثارة موضوع سلاح حزب الله.

وذكرت الصحيفة اللندنية أن مصادر فلسطينية تعتبر أن الحاجة إلى حسم الأمور في عين الحلوة باتت مطلبا فلسطينيا قبل أن تكون مطلباً لبنانياً.

وتكشف مصادر فلسطينية عن إمكانية تدخل قوة فلسطينية يتم استقدامها من مخيمات لبنان الأخرى لخوض معركة "عين الحلوة" إذا اتخذ قرار بهذا الشأن، بغية تجنيب المخيم حربا أهلية تجري بين سكان المخيم أنفسهم.

يشار أن الجيش اللبناني اتخذ مؤخراً، جملة من الإجراءات اللافتة منها قطع الطرق المؤدية إلى المخيم، واستقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محيطه.

ويعد "عين الحلوة"، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويحتضن أكثر من 80 ألف لاجىء، بينما ينتشر في لبنان 12 مخيماً فلسطينياً في أكثر من منطقة لبنانية، وتقدر الأمم المتحدة عددهم بحوالي 460 ألفاً.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات