رضائي وفي كلمة له بمدينة لنجان بمحافظة أصفهان، قال يوم الأربعاء الماضي، "إن على المسؤولين أن يلتفتوا إلى الداخل بقدر ما يولون أهمية لتوسع نفوذ إيران الإقليمي".
وأضاف أنه "قد تبدو دولة ما قوية، لكنها عملياً على وشك الانهيار من الداخل"، موضحاً أنه حتى لو كانت الصورة الخارجية قوية جداً، إلا أن النظام من الداخل "قد يتآكل ويتجه نحو التفكك والانهيار والتقسيم"، مشيراً في معرض حديثه، إلى انهيار الدولتين الصفوية (1501 ــ 1736) والقاجارية (1789 ــ 1925)، في إيران بعد أوج قوتهما.
قائد الحرس الثوري الإيراني السابق، حذار من سوء الإدارة والفساد والانحرافات، واعتبرها قنابل موقوتة، مضيفاً "إذا لم نواجهها سننهار من الداخل".
ولمح أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني ضمنياً إلى وجود أزمة سنية شيعية، وأزمة مع الشعوب غير الفارسية أو القوميات في إيران، قائلاً: "لا بد من العودة إلى مبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية، وأن نضع جانباً القضايا الطائفية والقومية؛ حتى لا تلحق بنا الأضرار من الداخل"، وذلك بحسب ما نقله موقع عربي 21 عن مواقع إيرانية، منها وكالة "مهر" و"نسيم" أونلاين.
وبدأ الوضع الداخلي الإيراني يتجه نحو مزيد من التأزم، ليس فقط في المحافظات السنية والعربية والكردية، بل حتى في المحافظات الفارسية نفسها؛ بسبب تراجع الاقتصاد الإيراني، ووجود أزمة بطالة وسكن، وانتشار للإدمان على المخدرات بين فئات الشباب من الذكور والإناث.
يذكر أن تفشي الفساد في أجهزة الدولة الإيرانية بلغ مستويات غير مسبوقة باتت تهدد مستقبل النظام، حيث قال السياسي الإيراني والمرشح السابق لانتخابات رئاسة الجمهورية، أحمد توكلي، في تصريحات في أكتوبر الماضي، أن النظام في إيران لن يسقط بانقلاب أو هجوم عسكري أو ثورة مخملية، بل إن استشراء الفساد هو ما سيؤدي إلى إسقاط هذا النظام".
وتضع منظمة الشفافية الدولية إيران على رأس قائمة الدول الأكثر فسادا، وتحتل المرتبة 136 من أصل 175 دولة من حيث الفساد وفق دراسة أجرتها منظمة "ترانسبيرنسي إنترناشيونال" غير الحكومية.
ويعتقد خبراء أن جذور الفساد في إيران تعود لهيمنة المؤسسات الدينية والجماعات المرتبطة بأعلى هرم النظام، والمجموعات التابعة لبيت المرشد الأعلى علي خامنئي، والتي تستحوذ على جزء كبير من الاقتصاد الإيراني ولا تخضع لأية رقابة.
التعليقات (3)