هل تم اغتيال السفير الروسي في الأمم المتحدة؟

أثارت وكالة "سبوتنيك" الروسية تساؤلات حول أسباب وفاة السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في نيويورك مطلع الأسبوع، متحدثة عن "شبهات" حول تعرّضه للاغتيال عبر التسميم.

وذكر تقرير لوكالة "سبوتنيك" أن وفاة السفير تشوركين استقطبت اهتمام الإعلام الروسي والأجنبي، مشيراً إلى أن الشبهات حامت وراء أسباب وفاته بعدما طالب خبراء الطب الشرعي في مدينة نيويورك بإجراء مزيد من الفحوص.

ونقلت الوكالة الروسية عن بوابة "بلانيت توداي" قولها إن التمهل في تحديد أسباب وفاة تشوركين يدل على احتمال اغتياله عن طريق تسميمه في عملية لا يقدر على تنفيذها أحد غير أجهزة المخابرات.

ولفتت الوكالة إلى أن خبراء الطب الشرعي طالبوا بإجراء الفحوص الإضافية لتأكيد أن وفاة السفير تشوركين نتجت عن النوبة القلبية.

وكان الخبراء الذين قاموا بتشريح جثمان فيتالي تشوركين في أحد مستشفيات مدينة نيويورك قالوا في تصريحات صحفية إن الأمر يتطلب مزيدًا من الفحوص التحليلية لتحديد أسباب وفاة السفير الروسي.

يشار أن وزارة الخارجية الروسية عبّرت عن استيائها من تسريب معلومات في الإعلام الأميركي، حول طلب التشريح للتحقيق في أسباب الوفاة. 

وعبّرت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، عن "استغرابها" من هذه التسريبات، وطالبت واشنطن بتمرير تلك المعلومات عبر القنوات الرسمية.

وشددت زاخاروفا على أن الجانب الأميركي "ملزم باحترام المعايير الإنسانية المعتمدة في هذا المجال"، إضافة إلى ضرورة تجنب أي تلاعب بالمعلومات.

يشار أن تشوركين دبلوماسي روسي، عمل لسنوات مندوبا دائما لبلاده لدى الأمم المتحدة، وممثلها في مجلس الأمن، دافع بقوة من خلال منصبه عن مصالح روسيا وخاصة في سوريا، عبر استخدامه حق النقد "الفيتو" في 4 مناسبات، وكان الفيتو الأول في الرابع من تشرين الأول 2011، حيث عطلت روسيا والصين بموجبه مشروعا لمجلس الأمن يقضي بفرض عقوبات على النظام السوري في حال عدم توقفه عن "قمع" المعارضة.

واستعملت موسكو الفيتو الثاني في الرابع من شباط 2012، فعطلت مع رفيقتها بكين مشروعا آخر يُحمّل بشار الأسد المسؤولية عن إراقة الدماء في بلاده، وآخر يوم 19 تموز 2012 لمنع صدور قرار أممي بفرض عقوبات على النظام السوري.

كما رفعت روسيا سلاح الفيتو للمرة الرابعة يوم 22 أيار 2014 ضد مشروع قرار بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في "جرائم حرب".

وتوفي تشوركين بشكل مفاجئ يوم 20 شباط 2017 في نيويورك، ووفق صحيفة "نيويورك بوست" -التي نقلت عن مصادر لم تسمها- أن تشوركين نقل إلى مستشفى مانهاتن من السفارة الروسية بعد وعكة تتعلق بمشكلة في القلب.

ووصف الرئيس فلاديمير بوتين الدبلوماسي الراحل بأنه كان مهنيا وله مهارة دبلوماسية.

يُذكر أن موسكو فقدت سفيرها لدى تركيا أندريه كارلوف يوم 19 كانون الأول 2016 عندما أطلق عليه النار مهاجم مسلح بينما كان يلقي كلمة في معرض فني بعنوان "روسيا في عيون الأتراك" تمّ تنظيمه بالتعاون بين السفارة وبلدية جنقايا بالعاصمة أنقرة.