على ضوء الخلافات الروسية التركية.. أنقرة تدشن فصلاً جديداً من العلاقات مع واشنطن

على ضوء الخلافات الروسية التركية.. أنقرة تدشن فصلاً جديداً من العلاقات مع واشنطن
مع تولي إدارة دونالد ترامب زمام السلطة في البيت الأبيض، شهدت العلاقات "الأمريكية – التركية" تحسناً ملحوظاً ترجمت بشكل عملي للتعاون في عدة ملفات دولية وإقليمية، بعد أن وصلت لذروة توترها في نهاية حقبة إدارة بارك أوباما، حيث تبنى الأخير سياسات تتعارض مع مصالح تركيا في الشرق الأوسط ، عبر رفض إقامة مناطق آمنة وفرض حظر الطيران في شمال سوريا لحماية المدنيين، وتجاهل الإدارة الأمريكية السابقة ارتباط "وحدات الحماية" الكردية بمنظمة حزب "العمال الكردستاني"، التي تصنفها أنقرة منظمة إرهابية، بل دعمت واشنطن هذه الميليشيات سياسياً وعسكرياً، مروراً بالتفاهم الإيراني الأمريكي، والوقوف إلى جانب حكومة بغداد الطائفية، وغض الطرف عن انتهاكات الميليشيات الشيعية في سوريا والعراق.

قبل 10 أيام، قام رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، مايك بومبيو، بزيارة أنقرة في أول زيارة له إلى خارج الولايات المتحدة، منذ توليه منصبه في 24 كانون ثاني المنصرم، والتقى رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان، وكبار المسؤولين الأتراك بما فيهم الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث ركزت المباحثات على مقترح المناطق الآمنة في سوريا.

وأمس الجمعة، بحث رئيس هيئة الأركان العامة التركية خلوصي أكار، الجمعة، مع نظيره الأمريكي جوزيف دانفورد في أنقرة عدة ملفات مشتركة ، ولا سيما مكافحة المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا وعلى رأسها تنظيم "الدولة".

وقال بيان لرئاسة الأركان التركية، إن "أكار" و"دانفورد" عقدا اجتماعا على مستوى الوفود في قاعدة إنجرليك العسكرية بولاية أضنة جنوبي تركيا، وتطابقا في الآراء حول مكافحة التنظيمات الإرهابية لتحقيق الأمن في المنطقة.

وأضاف البيان أن أكار أكد لنظيره الأمريكي، أنه من خلال عزم وإصرار الجيش السوري الحر، المدعوم من قبل القوات المسلحة التركية في إطار عملية درع الفرات تم تحقيق نجاح كبير في المنطقة، وأن المهجّرين بدأو بالعودة إلى الأماكن التي تم تحقيق الأمن فيها.

وأشار أكار إلى أنه تم الانتقال إلى عملية البحث والتمشيط في منطقة الباب بسوريا، بعد السيطرة عليها إلى حد كبير، وأن بلاده سوف تستمر في الدفاع عن وحدة الأراضي العراقية والسورية، وكذلك محاربة جميع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم  "الدولة".

وكان وزير الدفاع التركي "فكري إيشيك"، قد أكد قبل يومين خلال لقائه نظيره الأمريكي "جيمس ماتيس" في العاصمة البلجيكية بروكسل، التي احتضنت اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أن الولايات المتحدة لا تصرُّ على تنفيذ عملية الرقة بالاشتراك مع "وحدات الحماية" الكردية (YPG)، مشددًا على ضرورة أن تتم العملية بمشاركة قوات عربية دون قوات كردية، في حين كشف الوزير التركي عن رفع مستوى التعاون بين البلدين عسكريًّا خلال الفترة القادمة، وزيادة دعم الولايات المتحدة لعملية "درع الفرات" التي تقودها أنقرة في شمال سوريا.

هذا وتواصل فصائل "درع الفرات" بدعم من الجيش التركي عمليات تطهير مدينة الباب من تنظيم "الدولة"، وسط بروز خلافات "روسية تركية" حول المدينة، حيث تؤكد مصادر عسكرية وأخرى سياسية أن موسكو ترفض دخول تركيا والجيش السوري الحر منفردين إلى الباب، في محاولة روسية لخلط الأوراق والانتظار لتقاسم النفوذ في شمال سوريا، مدعياً أن سيطرة درع الفرات والجيش التركي على الباب سيؤثر على حل الأزمة السورية بالطرق السلمية.

لم تكن مدينة الباب الملف الوحيد في صلب الخلافات بين أنقرة وموسكو في الملف السوري، بل يضاف إليها التحول في الموقف الروسي باتجاه دعم أكراد سوريا ومطالبتها بمنحهم حكما ذاتيا في الدستور المقترح الذي رفضته أنقرة والمعارضة السورية في اجتماعات آستانا الأولى، إلى جانب التناقض في قضية المنطقة الآمنة والاستراتيجية العسكرية لضرب تنظيم "الدولة".

وتأتي الخلافات الروسي التركية لتنهي حالة التفاهم والتنسيق التي ألقت بظلالها على تفاهمات واسعة في سوريا، بدأت بعملية درع الفرات واتفاق حلب، وعملية وقف إطلاق النار في سوريا وصولا إلى اجتماعات آستانا والتعاون في الضربات الجوية ضد تنظيم "الدولة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات