بعد سحب دي مستورا بند مستقبل الأسد.. ما مصير مفاوضات جنيف ؟

بعد سحب دي مستورا بند مستقبل الأسد.. ما مصير مفاوضات جنيف ؟
منذ استلام منصبه في منتصف 2014، تبنى المبعوث الأممي إلى سوريا "ستيفان دي ميستورا" مبكراً رؤية نظام الأسد وروسيا للحل في سوريا، ولا سيما عبر انطلاقه من معطيات يصر من خلالها على التمسك ببقاء الأسد في السلطة. 

وبعد 6 سنوات من الاجرام والقتل والمجازر والابادة الجماعية والتهجير والتغيير الديمغرافي التي ارتكبتها قوات الأسد وميليشياته، ماتزال الأمم المتحدة تعتبر النظام الطرف "الشرعي" المعترف به، فيما تبقى المعارضة خاضعة لتقييم مستمر حول شرعيتها ومن يمثلها، في حين يكرس "دي مستورا" عمله الآن للالتفاف على بيان "جنيف 1"، وهو ما نجح فيه من خلال صيغة قرار مجلس الأمن الرقم 2254 نتيجة تساهل أميركي وصل إلى حد التواطؤ مع الموقف الروسي، بينما يتهرب دي ميستورا دائماً من الدعوة إلى وقف الغارات الروسية، وهي أقل واجباته كممثل للأمم المتحدة.

ومع اقتراب انعقاد الجولة الرابعة من محادثات السلام السورية في جنيف التي تعقد الأسبوع القادم، لم تعد الأمم المتحدة تستخدم عبارة "الانتقال السياسي" التي تعني إزاحة الأسد أو على الأقل تقليص سلطاته لوصف أهداف الجولة، بينما تحاول المنظمة الأممية  التركيز على قضايا أخرى في المباحثات ولا سيما الدستور والانتخابات.

فقد أطلت "يارا شريف" المتحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة "ستيفان دي ميستورا" في إفادة صحفية اعتيادية بالأمم المتحدة في جنيف الجمعة، أن المبعوث الأممي يضع اللمسات الأخيرة على قائمة الوفود المشاركة في مفاوضات جنيف المرتقبة بشأن سورية، وسط أجواء إيجابية، نافياً أي نية لتأجيلها.

 وأضافت "يارا شريف" أنّ "هناك بالفعل ردوداً إيجابية على الدعوات التي وجهت حتى الآن، وأنّه من المتوقع وصول بعض المشاركين في مطلع الأسبوع".

وامتنعت شريف تأكيد مناقشة عملية "الانتقال السياسي" في مفاوضات جنيف، ما يعني احتمال عدم طرح مستقبل بشار الأسد على جدول الأعمال.

وقالت شريف في بيان: "تسترشد" المفاوضات تماماً بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يتحدث بشكل محدد عن أسلوب الحكم ودستور جديد وانتخابات في سوريا.

هذا ويؤكد دي ميستورا أنّ القرار الدولي لمجلس الأمن رقم 2254 هو "الوثيقة الوحيدة التي تحدد اتجاهات تسوية الوضع السوري"، بينما تشدّد المعارضة السورية على ضرورة مناقشة الانتقال السياسي وفق بيان جنيف 1، قبل التطرق إلى أي قضايا أخرى، مثل دستور جديد وانتخابات حرة ونزيهة تدار تحت إشراف الأمم المتحدة.

والجدير بالذكر، أن الخلاف بشأن مصير الأسد هو السبب الرئيسي وراء فشل جهود سلام سابقة بذلتها الأمم المتحدة، من ايجاد حل للمسألة السورية التي تقترب من دخولها العام السابع، حيث تصر المعارضة على أن أي اتفاق سلام يتعين أن يتضمن رحيل الأسد عن السلطة مع بدء المرحلة الانتقالية؛ في حين يقول نظام الأسد وروسيا إن الاتفاقات الدولية التي تضمن عملية السلام لا تتضمن أي عبارة تشير إلى ذلك.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات