دير الزور بين النظام والتنظيم.. والنفط إكسير الحياة للطرفين

دير الزور بين النظام والتنظيم.. والنفط إكسير الحياة للطرفين
تتواصل المعارك في دير الزور بين تنظيم الدولة وقوات الأسد من أجل الاستيلاء على المطار العسكري، فمن جهة يحاول النظام تثبيت مواقعه، ومن جهة أخرى يحاول التنظيم السيطرة على مناطق سيطرة النظام في الأحياء الجنوبية للمدينة وصولاً إلى حي الجورة والبغيلية غرب المدينة.

التنظيم كان نفذ في السنوات السابقة أعمالاً هجومية كبيرة دون أن يتمكن من السيطرة على المطار، ما يفتح السؤال هذه المرة عن جدية عزم التنظيم على ذلك.

الموقف العسكري الحالي

من خلال الاعمال النشطة التي قام بها التنظيم الذي يحاصر المطار من ثلاث جهات ما عدا الجهة الغربية فقد استولى في الايام الماضية على حي هرابش بالكامل ومساكن الجاهزية القتالية (السكن العسكري للمطار) واستولى من خلال ذلك على عدة نقاط عسكرية للنظام في تلك المنطقة إضافة الى أنه قام بالهجوم على حيي الصناعة والعمال وجمعية الرصافة جنوب المدينة  ووصل في بعض النقاط الى المنطقة الجبلية المطلة على المدينة من الجهة الجنوبية للمدينة وبالتالي قطع الكثير من أوصال جيش النظام في تلك المنطقة وفصلها عن بعضها وعن المطار.

وبالتوازي مع ذلك تقدمت قوات التنظيم من الجنوب والجنوب الغربي والشرقي من المطار الى مسافات تقل عن 2كم عن مدرج المطار ودمر طائرتين للنظام من طراز L39 في الافيول المزدوج الغربي بصواريخ م/ د منذ عدة ايام كما تقدم أيضاً من الجهة الشرقية من محور المريعية ومن الجهة الشمالية من محور قرية الجفرة التي لا تبعد سوى 700 متر عن الباب الرئيسي للمطار، ما ادى الى عدم قدرة المطار على اقلاع أي طائرة منه فضلاً عن عدم قدرته على استقبال أي طائرة او مروحية، بسبب قدرة رشاشات التنظيم على اصابتها بشكل مباشر وهذا ما وضع قوات النظام المدافعة عن المطار واللواء 137 والفوج 119 د/ج وقوات الحرس الجمهوري بقيادة العميد عصام زهر الدين في موقف عسكري صعب جدا علماً أن تلك القوات تقاتل منذ فترة بتكتيك قتال التطويق.

ومع سقوط  الخطوط البعيدة لدفاع التطويق التابعة لقوات النظام اصبحت قوات النظام في حالة مربكة وصعبة للغاية ولكنها ومع عدم اكتمال الطوق عليها من الجهة الغربية وصولا الى قرية البغيلية غربا وفي حال سقوط الخط الدفاعي الثاني لها في المطار يمكن ان تنسحب تلك القوات من الطوق المفروض عليها حول المطار واللواء 137 (في حال تدهور الوضع العسكري) الى منطقة معسكر الطلائع وقرية البغيلية غربا مع احتمال التطويق مرة اخرى في تلك المنطقة لان التنظيم يهاجم جميع نقاط  النظام هناك وعينه على قرية البغيلية التي تحوي الكثير من مستودعات الذخيرة للنظام هناك.

كيف يتم امداد قوات النظام بالذخائر والمؤن 

مع فقدان قدرة مطار دير الزور لامكانية هبوط طائرات النقل العسكري والشحن فيه  وعدم قدرة المروحيات على حمل اوزان ثقيلة بسبب المسافات الكبيرة لم يبق للنظام الا طريقة واحدة لمد القوات المحاصرة هناك بالذخائر المناسبة ومواد الدعم اللوجستي الا الاسقاط من الجو ليلا حيث تقوم طائرات من طراز انتونوف 26 وطائرات اليوشن 76 تابعة للنظام باسقاط المؤن اللازمة لقواته هناك ليلا وتساندها عدة طائرات نقل عسكري ايرانية من طراز سي 130 وبشكل  يومي وعدة مرات في الليلة الواحدة.

وأفاد مصدر مطلع لـ أورينت نت أن قوات مروحية تابعة للنظام تقوم ليلا بنقل عدة مئات من عناصر حزب الله اللبناني من مطار القامشلي الى منطقة البغيلية خلال الايام السابقة من اجل رفع الروح المعنوية لقوات النظام هناك.

التنظيم يسيطر على موارد الغاز والنفط.. فهل هو جاد في الاقتحام؟

يعتبر مطار دير الزور ساقطاً من الناحية العسكرية لعدة اعتبارات اولها ان المطار كان محاصراً منذ 2-4-2014 من قبل ثوار دير الزور  وبعد استيلاء تنظيم الدولة على تلك المنطقة من ايدي الجيش الحر وبتاريخ 15-12-2014 أطبق التنظيم على المطار ونفذ عليه عدة هجمات قوية. 

وفي بداية أيار عام 2015 نفذ التنظيم هجوماً واسعاً على المطار والاحياء الخاضعة لسيطرة النظام في المدينة ولكنه فشل في السيطرة على المطار بالرغم من دخول عناصر التنظيم بعد تفجير عربة مفخخة على باب المطار، والدخول الى المطار والاشتباك مع عناصر النظام بداخله ونفذ التنظيم عدة هجمات على المطار واحياء النظام في المدينة في ايار وايلول وتشرين الاول وتشرين الثاني وصولاً الى كانون اول من عام 2016 وحتى الهجوم الحالي وجميع هذه الهجومات كانت تبوء بالفشل.

وبحسب المصادر فإنّ التنظيم لم يكن خلال السنوات الثلاثة الماضية جاداً في أي مرة بالسيطرة على مناطق النظام هناك لاسباب استراتيجية تتعلق بالحالة الاقتصادية له حيث أنه يسيطر على معظم مناطق انتاج النفط  والغاز وهناك قرائن دالة تشير الى ان الزبون الرئيس للتنظيم لتوريد النفط  هو النظام نفسه.

فضلاً عن تصدير الغاز والحبوب, ومشاركة طواقم (تابعة للنظام) في انتاج النفط والغاز من حقول ريف دير الزور مثل حقل "تنك| وحقل "عمر" وغيرها بإشراف التنظيم وذلك بحسب تقارير استخباراتية ووثائق وشهود.

وتضيف المصادر أن ذلك كله يتم من خلال اتفاقية سرية بين النظام والتنظيم وان الطرفين حريصين على استمرار هذه العلاقة البراغماتية بينهما مع وجود نقاط خلافية على السيطرة على بعض النقاط او البقاء فيها مقابل دفع النظام مبالغ مالية معينة او ذخائر قتالية لقاء ذلك.

التنظيم والنظام متلازمتان ينتهي احدهما بانتهاء الاخر

يسهل على المتابع أن يلاحظ أنه بالنظر إلى باقي الجبهات بين النظام والتنظيم فبالكاد نرى ان هناك اعمال قتالية بينها في مناطق التماس المباشر وخاصة بريف حلب الشمالي الشرقي منطقة الباب الى دير حافر الى خناصر الى ريف السلمية الى تخوم حمص الى القلمون الشرقي الذي اوكل قتال تنظيم الدولة فيه الى الوية احمد العبدو وجيش الاسلام نيابة عن النظام الى ريف دمشق الشرقي منطقة الضمير وبادية دوما الى ريف السويداء حتى الحدود الاردنية التي تقوم فصائل من جيش العشائر والوية احمد العبدو نيابة عن النظام بقتال التنظيم في كل تلك المناطق مدعومة بطيران النظام وطيران قوات التحالف الدولي, وهذا ما يقودنا الى القول ان ما يجري بين النظام والتنظيم في دير الزور ما هو الا معارك لا شك فيها ولكن لا تجري بدافع استيلاء التنظيم على مناطق سيطرة النظام هناك بل من اجل ارغام النظام على دفع ما عليه في اطار عمليات تزويد النظام بالنفط والغاز باسعار زهيدة من اجل استمرار الطرفين بالعمليات الاجرامية التي يقوم بها كلا الطرفين في سوريا.

التعليقات (1)

    ابو نضال

    ·منذ 7 سنوات شهرين
    ان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تقاتل النظام بشكل جدي و تذيقه الويلات . في حين ان باقي القوى المعارضة في حالة جمود شبه كامل . في حين النظام سيطر على حلب قامة الدولة الإسلامية بطرده من تدمر و في الطريق إلى طرده من دير الزور
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات