ورغم أن الصدامات السابقة عكست ما آلت إليه الأوضاع بين الروس والإيرانيين، إلا أن ما حدث يوم السبت الماضي في دوار الحلوانية في حلب (يقع في المناطق الشرقية) كان كفيلاً بإظهار الحد الذي وصلت إليه الأمور.
وعثرت قوات الأسد السبت الماضي على جثث ثلاث تعود لجنود روس، مرمية إلى جانب دوار الحلوانية في منطقة "طريق الباب" أكدت المصادر أنهم قتلوا خلال اشتباك حدثت بينهم وبين قوات شيعية لخلاف يتعلّق بسرقة المنازل (التعفيش).
وفيما توجهت أصابع الاتهام إلى الميلشيات الإيرانية، أكد عدد من المواقع والصفحات التابعة للنظام الأمر، معبرة عن استيائها من التدخل الإيراني الكبير ووصوله إلى مرحلة قتل جنود روس.
وألمحت المصادر أن لواء "الباقر" الشيعي هو الذي اشتبك مع الجنود الروس وأرداهم قتلى، قبل أن يستقدم تعزيزات من منطقة "جبرين" شرق المدينة، لتدور اشتباكات بينه وبين الشرطة الروسية التي انتشرت في تلك المناطق في حي "الشعار".
ولا تأتي خلافات الطرفين كأول مرة من المواجهات، حيث تجلى ذلك الخلاف غير مرة في مناطق عدة في سوريا، إلا أن تلك المرة وبحسب ادعاء "موالي النظام" كانت من الطرف الروسي الذي اغتال "علي المحمد، ومحمد المحمد، وفهد المحمد" المعروفين بلقب "شبيحة السواطير" وهم يتبعون للواء الباقر الشيعي نفسه.
عملية القتل تلك أسفرت عن تهديد "الباقر" للقوات الروسية الموجودة، حيث نقلت وكالة "خطوة" عن مصادر لها، أن أوامر إيرانية وصلت للميلشيات الشيعية في سوريا وتحديداً في حلب تقضي باستهداف الضباط والجنود الروس والانتقام، منهم.
يذكر أن "لواء الباقر"، مليشيا عشائرية رديفة لقوات النظام السوري، أسست عام 2014، وتتكون من نحو 200 عنصر، معظمهم من ريف حلب، وينتمون إلى قبيلتي "البكارة" و"العساسنة"، وعدد من آل بري الموالين للنظام في حلب، ويقود الفصيل خالد المرعي، المعروف باسم "خالد باقر"، ويشرف على تدريبه ضباط من الحرس الثوري الإيراني، ما أسهم بشكل مباشر بتشيع معظم عناصره.
لم تمض أيام على حادثة قتل الجنود الروس حتى ظهر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء، ليدلي بتصريحه الذي هزّ وسائل الإعلام حيث قال إن "دمشق كادت أن تسقط بغضون أسبوعين أو ثلاثة، لولا التدخل الروسي".
وفسر التصريح الروسي على أنه رسالة للإيرانيين الذين بدأوا يستشعرون بالخطر، خاصة بعد تشكيل ما يسمى "الفيلق الخامس اقتحام" الذي تشرف عليه بشكل مباشر روسيا، في سعي منها لإنهاء نفوذ الميلشيات المسلحة الأجنبية والإيرانية تحديداً.
وكان الجانب الإيراني أطلق رسالة في وقت سابق للجانب الروسي أعلن فيها عدم نيتهم الخروج من مدينة حلب، وذلك عقب الاتفاق الروسي - التركي الذي طالب فيه الجانب التركي بمعاملة الميلشيات الإيرانية بالمثل مع فصائل "فتح الشام".
إيران التي ترى أنها وضعت ثقلها البشري في المستنقع السوري وقدمت مئات الآلاف حتى الآن من الأرواح، على مذبح "حماية المراقد"، أمام تدخل روسي محدود بسلاح الجو، وعدد من القواعد العسكرية والموانئ الهامة في سوريا، لتجد نفسها أخيرة ستخرج بلا شيء، ما يشي أن الأيام حبلى بالمفاجآت بين الطرفين، حسب ما يرى مراقبون.
التعليقات (13)