الشبكة الإعلامية الكبرى هي سي بي إٍس (CBS)، التي تتبنى شعار "شبكة أمريكا الأكثر مشاهدة"، والمحطة التلفزيونية التي أعدت التقرير هي (سي بي إس 46) التابعة لشبكة سي بي إس، وهي ثالث أكبر محطة تابعة لها من حيث الحجم السوقي.
تزييف الوقائع
تحدث مذيع سي بي إس 46 بن سوان في التقرير عمّا أسماه ثلاث "حقائق" في الحرب السورية، تحت عنوان أحمق ولكن لا يخلو من الخبث: "لو كان الأسد يرتكب مجازر في حلب، لماذا يحتفل الناس في الشوارع".
أنكر بن في سرديته معاناة المدنيين شرق حلب والأزمة الإنسانية هناك التي نقلتها أغلب وسائل الإعلام العالمية، ووثقتها تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية وأدانتها أغلب حكومات العالم، وأصدرت الأمم المتحدة اعتمادا عليها قرارا بترحيل آمن للمدنيين من شرق حلب وافق عليه حتى روسيا الحامل الرئيسي لنظام الأسد.
قال بن فيما سماه الحقيقة رقم 1 إن: "جميع التقارير الآتية من حلب يصعب تصديقها، المعاناة والأزمة الإنسانية، ولكن إن كان ذلك صحيحاً... لماذا يحتفل هؤلاء الناس في حلب في الشارع" مشيرا إلى فيديو يظهر فيها أنصار النظام في أحياء حلب الغربية.
نفي مسؤولية النظام عن قتل وحصار المدنيين
أضاف بن خلال محاولته تزوير الحقائق أن أغلب ما تقوله التقارير الإخبارية بأن بشار الأسد يفرض الحصار بمساعدة من الروس على مدينته حلب ويرتكب مجازر بحق شعبه ليس صحيحاً.
وفي معرض محاولته لوصف الشعب السوري المعارض لنظام الأسد بالإرهابيين، قال إن في سوريا لا يوجد سوى "القاعدة والنصرة" وأن المقاتلين المعتدلين "أعطوا" أسلحتهم إلى القاعدة في سوريا ونسب هذا التصريح لوزارة الدفاع الأمريكية.
أضاف بن: "لأكون واضحاً، قوات النظام تقاتل داعش والقاعدة وليس المتمردين، هذه حقائق تعترف بها حكومتنا...في أيلول من هذا العام بدأ الأسد وقواته بمساعدة الروس، حملة عسكرية لاستعادة شرق حلب التي يسيطر عليها مجموعات إرهابية".
مستشفيات حلب
عرض مذيع سي بي إس أيضا لقطات للباصات المحترقة التي كان من المفترض أن تقلّ مدنيين من كفريا والفوعة في محافظة إدلب، ولكنه ادّعى إن هذه الباصات كانت شرق حلب لتقل المدنيين: "يوم الأحد الحافلات في شرق حلب والتي كانت معدة لتنقل فيها حكومة الأسد المدنيين، ولكن مقاتلو جبهة النصرة أشعلوا هذه الحافلات. لماذا؟ لأن النصرة وداعش كانوا يحاولون منع ترحيل المدنيين من شرق حلب لأنهم يستخدمون هؤلاء المدنيين دروعا بشرية".
دافع بن أيضا عن حكومة الأسد وقال إنها لا تهاجم المدنيين وإنها لا تستهدف المشافي، ولكن "المشافي الثلاثة الوحيدة شرق حلب كان فيها مقاتلي فقط مقاتلي القاعدة وداعش".
وطالت اتهاماته المفضوحة العمل الإنساني الذي ينقذ الأرواح في حلب فقال: "ماذا عن جماعات القبعات البيض، هم ليسوا كما يدّعون أنهم منظمة غير حكومية ليس لها ارتباط بأي طرف في الحرب السورية، وأنهم هناك فقط لتقديم المعونة للمدنيين".
ختم المذيع بن سردية قائلاً:" ما يجب أن تعرفوه بالعودة إلى الفيديو الذي شاهدناه في البداية، فيديو احتفالات الشارع في حلب مع استمرار قوات الأسد بطرد هؤلاء المجموعات الإرهابية" وهو فيديو "لأناس يشكرون الأسد لطرده القاعدة وداعش".
التعليقات (1)