السوريون في مخيمات الأردن بلا تصاريح عمل.. إلى متى؟

السوريون في مخيمات الأردن بلا تصاريح عمل.. إلى متى؟
تتعالى أصوات السوريين القاطنين في مخيمات اللجوء بالمملكة الأردنية الهاشمية، مطالبة بالعمل المرخص رسميا، أسوة بإخوانهم الذين يعيشون خارج أسوار المخيمات، وهذه المطالبة ارتفعت تحديدا من مخيمي الزعتري والأزرق بعد التسهيلات التي قُدمت للسوريين خارج المخيمات بتصحيح أوضاعهم القانونية، بالإضافة كون الأردن كان قد قرر بعد مؤتمر "لندن" للمانحين، إيجاد حلول مستدامة لتلبية احتياج اللاجئين السوريين في الأردن، كإعطاء تصاريح عمل مجانية للعمالة السورية، بالإضافة لتفضيلها على غيرها كجزء من حل مشكلة البطالة، ولكن ذلك يأتي فقط لمن هم خارج المخيمات.

وزارة العمل الأردنية في أكثر من مناسبة تحدثت عن التسهيلات المقدمة للعمالة السورية، لكنها في الوقت ذاته لم تتطرق لمن يعيشون في المخيمات، معتبرة أن مفوضية الأمم المتحدة للاجئين هي الوصي الشرعي عليهم، كما أن قضية عمل لاجئي المخيمات لم تطرح بعد للمناقشة.

عمان الأغلى عربيا

كانت مجلة الايكونمست العالمية قد صنفت مؤخرا عمان كأغلى عاصمة في الشرق الأوسط وإفريقيا، بالإضافة إلى احتلالها المرتبة 48 بين العواصم الأغلى عالميا، وتقدمت عمان 4 مراتب عن تصنيفها العام الماضي 2015 حاصلة على مجموع نقاط في مؤشر الايكونمست 85 نقطة، نتيجة لعوامل مختلفة منها قيام الحكومة بتحرير أسعار المحروقات وزيادات أسعار الكهرباء إلى جانب ارتفاع سعر صرف الدولار أمام العملات الرئيسية العالمية، وبالتالي ذلك الغلاء ينعكس بشكل رئيسي على أصحاب الطبقة الفقيرة التي ينتمي إليها اللاجئون السوريون، ومن هنا هم الأكثر حاجة إلى العمل، ليتمكنوا العيش بأبسط حقوق الحياة، وحاجتهم هذه تتخطى أسوار المخيمات، حيث أن فرص العمل بداخلها تعتبر محدودة جدا، هذا ما يوضحه اللاجئ سالم المصري في مخيم الأزرق، هو أب لأربعة أطفال، الذي حاول جاهدا منذ لجوئه إلى الأردن إيجاد عمل داخل المخيم، لكنه يشتكي لأورينت نت عدم تحقيق ذلك، ويقول: "لا حل أمامنا كلاجئين إلا الخروج إلى المدن حيث هناك الأسواق التي من الممكن احتضانها لنا، ولكن يبقى تصريح العمل عائقا لتحقيق ذلك". 

الاختلاف بين اللاجئين

هناك تباين كبير بين المزايا التي يحصل عليها اللاجئ السوري داخل المخيمات وخارجها في الأردن، ما يعني اختلافاً جوهرياً في طبيعة التعامل معهم، ويبدأ ذلك في حق الحصول على عمل ولا ينتهي بعدم قدرته على التحرك خارج المخيم, هذا ما يراه عضو اللجنة العربية لحقوق الإنسان حمودة مكاوي، ويضيف لأورينت نت عن التباين: "بخلاف من يقطن في المدن الأردنية يستطيع دخول المخيم والخروج منه في أي وقت بعكس اللاجئ الذي يقطن في المخيم، فهو ممنوع من الخروج منه إلا بإذن رسمي ويحتاج لمعاملة لذلك، مما يعني عدم قدرته على العمل خارج المخيم في ظل عدم توفر فرص عمل تكفي جميع سكان المخيم، مما يؤدي إلى ارتفاع بنسبة البطالة بشكل كبير، وبالتالي علميا من الممكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع نسبة الجريمة نتيجة تردي الوضع الاقتصادي للأفراد داخل المخيم".

إذن الخروج والعودة من المخيمات  

اللاجئ أبو عمر الحمصي القاطن في مخيم الزعتري منذ ثلاثة أعوام، يشرح لأورينت نت عن الإجراءات القانونية للخروج من المخيم، وهي ما تسمى بإذن الخروج والعودة: "على خلاف ما يكتب في بعض الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي أن خروج اللاجئ من مخيم الزعتري بالغ الصعوبة، فأن ذلك غير صحيح، حيث أن هناك تسهيلات للخروج ولكن بشكل قانوني ومنظم، حيث كان الخروج والدخول عشوائي فيما سبق، والآن يستطيع اللاجئ أن يقدم طلب قبل يوم واحد للحصول على إذن خروج الذي يخوله البقاء خارج المخيم لمدة 14 يوم متواصلة، ومن ثم العودة إليه، كما يستطيع أن يقدم مباشرة على إذن خروج جديد". 

العمل داخل المنظمات   

هناك من يطرح الحلول البديلة عن العمل خارج المخيمات، ومنهم الشاب اللاجىء محمود الذي أوضح لأورينت نت إمكانية العمل الرسمي داخل المنظمات الأممية العاملة داخل المخيمات، حيث قال: "الجميع يعلم أن مخيم الزعتري أصبح مدينة مصغرة ويوجد فيه منظمات عدة تدير الحياة العامة بداخله، ومن هنا ما عيب أن كانت فرص العمل التابعة للمنظمات قسم منها يكون من نصيب اللاجئين السوريين الذين يمتلكون كفاءات تهيئهم لذلك".

العمل هو الحالة التي تعبر عن مدى جدوى الإنسان في حياته، فحين يعمل يستطيع تحقيق ذاته في المقام الأول، وهو في نفس الوقت يفيد المجتمع الذي يعيش فيه، كما أن اليد التي لا تعمل لن تستطيع جلب قوت يومها، والعيش في ظل عالم أصبح الحصول فيه على لقمة العيش ليس بالأمر السهل خصوصا عندما تكون لاجئا في الشرق الأوسط.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات