تقرير أمريكي: ترامب لا يفهم حقيقة الإسلام في أمريكا

تقرير أمريكي: ترامب لا يفهم حقيقة الإسلام في أمريكا
تناول الكاتب "لورنس بينتاك" في مقال نشره على "فورين بوليسي" قضية الكره الذي يكنه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" للإسلام والمسلمين، حيث يعزو الكاتب السبب الرئيس لذلك أن ترامب محاط بمسؤولين يحملون "كروت الإسلاموفوبيا".

ويؤكد "لورنس" في مقاله الذي ترجمته "ساسة بوست": "كانت مقولة الإسلام يكرهنا" السمة الأساسية في الحملة الانتخابية حيث إن المستشارون الذين يقدمون المشورة فيما يخص شؤون المسلمين، وهم "آن كولتر"، و"فرانك جافني"، هم حاملي كروت الإسلاموفوبيا، ومستشار الأمن القومي المتقاعد العميد بالجيش الجنرال" مايك فلين" ، والذي يريد من قادة المسلمين أن "يعترفوا بأن أيديولوجيتهم الإسلامية مريضة"، كما أن مستشار ترامب الخاص "ستيف بانون" متهم باستغلاله البرنامج الإخباري على الراديو، كي يحرض ويستثير "الخوف والكره ضد المسلمين في أمريكا".

ويشير الكاتب إلى أن ما وصفه بالـ "الجهاديين" فرحوا أيضاً بالفعل بانتخابه، لأنه حسب وصفهم "كشف العقلية الحقيقية للأمريكيين، وعنصريتهم ضد المسلمين والعرب، وعندما سأله "بيل أورايلي" ما إذا كان المسلمون الأمريكيون يخشونه أم لا؟ أجاب ترامب" لا أتمنى ذلك، وأريد أن أضع الأمور في نصابها الصحيح".

كما حدد الكاتب أهم النقاط التي لستن إليها كارهي الإسلام في أمريكا، وكان أبرزها أن الاتجاه المحافظ التقليدي السعودي والباكستاني والمصري يفقد تأثيره على المسلمين الأمريكيين، حيث أن رجال  الذين اقترنوا بالمملكة السعودية عن الإسلام، وكان لهم وجود مميز في العديد من المساجد الأمريكية، عفا عليهم الزمن في نظر الأمريكيين المسلمين المتزايدة أعدادهم.

 لا يوجد "بابا" في الإسلام السني

ويقول "عميد سيف"، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة ديوك:  لا نريد المصريين والباكستانيين أو الشيوخ  الإيرانيين الذين تستوردهم أمريكا لتعليم الأمريكيين الإسلام، نريد أحداً ينطق برؤيتهم عن الإسلام، بلغة ولكنة أمريكية.

,هناك جيل جديد من رجال الدين المسلمين الأمريكيين يحاولون الظهور، وإسماع الجميع صوتهم، مثل «حمزة يوسف» أحد مؤسسي «كلية زيتونة» وهي جامعة إسلامية في بيركلي، و«صهيب وهبة» الذي وضعته الدولة الإسلامية مؤخرًا على قائمة اغتيالاتهم. وغيرهم من الأمريكيين الأفارقة، مثل «أمينة ودود» التي صارت في 2005 أول امرأة تؤم صلاة الجمعة في الولايات المتحدة الأمريكية.

كما يؤكد "خالد أبو الفضل"، من جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، وأحد أهم العلماء المشهورين في القانون الإسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية، إنه حتى الأئمة الأمريكيين الذين اعتنقوا الإسلام لهم صدى عند المسلمين المهاجرين؛ فعندما يتحول شاب أمريكي أبيض البشرة  إلى الإسلام، ويتحدث عن مدى روعة الاسلام؛ فهو يؤكد للمهاجرين أن الإسلام ليس كل تلك الفظائع التي تسري في المعتقد السائد النمطي.

والعديد من شيوخ "المدرسة القديمة المحافظة" لا ينظرون إلا من خلال رؤية أسلافهم الدينية والثقافية، في حين أن المحافظين من بين الأجيال الجديدة من الوعاظ الأمريكيين المسلمين يتفقون على أن الإسلام يمكنه أن يتكيف مع المكان والزمان.

والأئمة الأمريكيون الجدد ليسوا بالضرورة مناهضين للسعودية، حيث أن العديد من الأئمة الأمريكيين الجدد مدينون للعلماء السعوديين والمصريين والباكستانيين، أو حتى الشيعة وإيران، فيما تعلموه، حيث هناك من نال شهادة البكالوريوس والماجستير في اللغة العربية والدين الإسلامي، لكن أولئك الأئمة الأمريكيين يأخذون ما تعلموه في تلك السنوات في كنف الإسلام المحافظ التقليدي، ثم يؤولونه بما يتناسب مع ثقافتهم.

الإسلام "المتأمرك"

والنقطة الهامة هي أن الإسلام "المتأمرك" ليس بالضرورة الإسلام "لليبرالي"، لكن الحقيقة أن أغلب الجيل الجديد من الوعاظ المسلمين يبتعدون عن إسلام الشرق الأوسط، أو الإسلام السعودي لأنه تشريعي ومتشدد للغاية و فيه الأمور إما أبيض أو أسود

وبين هذا وذاك، يوجد ماجد، الذي يطلق عليه معسكر المعادين للإسلام "قيصر الشريعة لأوباما" وذلك بسبب دوره الاستشاري في البيت الأبيض، يقول ماجد: إنه قال للآباء أيضا: إنهم يجب أن يتعاملوا مع الموقف في سياقه الأمريكي، وأن "الدين ليس مجرد شعور جيد ينتاب المرء، بل يجب أن يكون الظهور الاجتماعي للإسلام أمريكيا تماماً".

ولا تعني اللكنة الأمريكية  بالضرورة أن الداعية شخص جيد، وخير دليل على ذلك أن "أنور العولقي"  – الطفل المدلل- الذي ولد في نيو مكسيكو، لكنه صار زعيما مؤدلج، ويجند العناصر لتنظيم القاعدة، كما أن له حضور طاغ على وسائل التواصل الاجتماعي. كانت لكنته الأمريكية هي ما جعلته آسراً.

كما ان "الرمزية" هي آخر توصيات مؤتمر قضايا الدعوة المعاصرة في الغرب، والتي تشمل الفقه أيضًا أو فهم أصول الدين،  فعلى سبيل المثال: الموسيقى التي تثير الرغبات وتؤدي إلى الأفعال اللاأخلاقية هي بالإجماع غير مقبولة، بينما في الأنواع الأخرى من الموسيقى هناك اختلاف في الآراء؛ أغلبية الأقوال تؤيد حرمة كل أنواع الموسيقى، وهو الرأي الأقوى من المنظور الفقهي، وأقل ما يمكن قوله هنا هو أن الأمور المشكوك فيها من الأفضل تجنبها،يعتقد العلماء الأمريكيون أن اليوم الذي سوف تستقر فيه السلطة الدينية الإسلامية في أمريكا قد اقترب.

 ازداد عدد المساجد في الولايات المتحدة 

ويقول ماجد: إن مركز السلطة الدينية الإسلامية قد ارتحل في جميع أنحاء العالم؛ فقد بدأ في مكة، ثم انتقل إلى المدينة، ومن بعدها إلى دمشق، ثم انتقل إلى بغداد، ثم إسبانيا وتركيا، والآن في أمريكا، وليست الولايات المتحدة فقط التي تحاول التخلص من قيود الأفكار التقليدية، الأموال لها قوتها، وأموال الخليج، وبالأخص الأموال السعودية، لعبت دوراً رئيساً في نشر الإسلام في أمريكا خلال العقدين الماضيين، فمن خلال موجات الهجرة الهائلة بين عامي 1990 و2010، تضاعف تقريبًا عدد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي بلغ 3.3 مليون مسلم بحلول عام 2015 وفقًا لتقديرات مركز بيو للأبحاث، ونتيجة لذلك، ازداد عدد المساجد في الولايات المتحدة بنفس المعدل خلال العقد الأول للقرن الحالي ليصل وفقًا لإحصاء عام 2011 الصادر عن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية إلى أكثر من 2000 مسجد، بينما كان تمويل دول الخليج وراء هذا الانتشار، وإن لم يتسنى التأكد الدقيق من مصادر التمويل.

وكانت هجمات 11/9 الحافز الرئيس إذ اتُهمت مختلف المؤسسات الخيرية الممولة سعوديًا، مثل مؤسسة "الحرمين" الإسلامية بارتباطها بتنظيم القاعدة، بعد ذلك داهم مكتب التحقيقات الفيدرالي مركز تدريب إسلامي مدعوم من السعودية في ضواحي ولاية فيرجينيا، وطُرد عدد من رجال الدين الذين يحملون جوازات سفر دبلوماسية.

الربيع العربي

في السياق ذاته ساهم الربيع العربي بقوة في الابتعاد عن المراكز التقليدية لتعليم الإسلام، وأصبحت الشخصيات الإسلامية الرائدة في أماكن مثل مصر من أكبر المدافعين عن الأنظمة الاستبدادية التي سحقت الثورة، يبذل رجال الدين الإسلامي في أمريكا الكثير من وقتهم لمنع انتشار الراديكالية.

وسواءً في الحوارات غير الرسمية مع المجموعات الشبابية، أو في النقاشات السرية مع الشباب الغاضب بسبب تعاملاتهم في أمريكا، أو بسبب سياسة الولايات المتحدة الخارجية في جميع أنحاء العالم، فمعظم الأئمة الأمريكيين يعملون بجد ليس لمجرد «ترديد الكلام» عن الإسلام كونه دين السلام فيما يتعلق بمواضيع العقيدة الإسلامية أو السياسة الأمريكية.

كما يقول علي "لقد صادفت بعض الشباب الغاضبين جدًا من خطاب دونالد ترامب السياسي، هناك حقًا مسؤولية كبيرة علينا لردهم عن ذلك الطريق، وعرض الموقف الإسلامي الصحيح في هذه الأمور»، ويضيف قائلًا «لقد حاولنا إقناعهم أننا يمكن أن نختلف سياسيًا، ولكن الإقدام على فعل شيء سيء باسم الاختلاف، لا يمت للثقافة الأمريكية بصلة".

ثم يختتم الكاتب ويلخص الأمر للرئيس المنتخب، فيقول إن "الناس لا يحبون كلمة الإسلام الأمريكي، ولكن هذا هو الإسلام في أمريكا، إنه فريد من نوعه، ومتكامل جدًا، وشامل ومتنوع، ويجب أن يكون دائمًا متسامحًا ويعبر عن التسامح، ويؤكد مذكرة واحدة لن تُحدِث التغيير المطلوب، فهل نترقب مذكرات وحلول أخرى؟

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات