وعلمت أورينت نت من مصادر عسكرية خاصة أن القوات الروسية وسّعت من حاميتها العسكرية في مدينة "تدمر" لتصبح قاعدة وصفت بأنها القاعدة الروسية الأكبر في سوريا بعد قاعدة حميميم الجوية وما حولها.
وتسيطر القوات الروسية على منطقة الفنادق في تدمر وتتخذ منها مقراً لقيادة القوات الروسية هناك بالاضافة إلى توسيع القاعدة البرية هناك وتدشيمها بالسواتر الترابية والمتاريس والحواجز الهندسية.
وأضافت المصادر أن الروس استقدموا إلى تلك القاعدة دبابات متطورة طراز t-90 وعربات جند حديثة بالاضافة عدد كبير من قطع المدفعية المتطورة ذاتية الحركة وراجمات الصواريخ الحديثة
وذكرت المصادر أن القوات الروسية وخلال الفترة الماضية عملت على احتلال رؤوس التلال الحاكمة في الجبال التدمرية غربي تدمر واقامت فيها ساحات لهبوط المروحيات ونصبت في بعضها مواضع دفاعية أمامية دائمة التمركز.
إلى ذلك قالت المصادر لـ أورينت نت إن القوات الروسية نشرت نقاط عسكرية في مناطق سيطرة النظام حول حقلي شاعر وجزل النفطيين بالاضافة إلى نشر قوات برية وقوات خاصة مجوقلة في منطقة حويسيس الغنية بالنفط والغاز والتي تقع الى الشمال من مطار التيفور العسكري ب30كم وإلى الشرق من منطقة جب الجراح بحوالي 35 كم.
وتتكون تلك النقاط العسكرية الروسية في منطقتي شاعر وحويسيس -حسب المصادر- من مجموعات من القوات الخاصة الروسية التي تعمل مع مروحيات النقل والإنزال من طراز mi-8 الحديثة ومروحيات الدعم الناري من طرازmi-24 التي تسمى الدبابة الطائرة والتي تستطيع ان تحمل مجموعة من العناصر المسلحة يصل عددها الى 10 افراد بكامل عتادهم والمروحيةmi-28 التي تسمى صائد الليل وقد جهزت القوات الروسية النقاط التي تمركزت بها في منطقة حويسيس وشاعر بالسواتر الترابية والتجهيزات الهندسية بالاضافة الى تجهيز نقاط لهبوط واقلاع المروحيات بالاضافة تجهيزات للرؤية الليلية وعربات قتالية خفية الحركة ومجهزة بأسلحة الرمي المباشر لقوات المشاة.
ونقلت القوات الروسية سرباً من حوامات الدعم الناري mi-24 يقدر عدده ب12 مروحية بالاضافة الى اربع مروحيات قتالية من طرازmi-28 وعدد غير ثابت من مروحيات النقل القتالي طراز mi-8 إلى مطاري الشعيرات والتيفور العسكريين، وذلك من أجل حماية ودعم هذه المجاميع الروسية المنتشرة في تلك المنطقة التي تمتد لأكثر من 60 كم ابتداء من تدمر وحتى منطقة حويسيس.
وأُنشئت لهذه المروحيات قاعدة رئيسية في مطار الشعيرات بالإضافة إلى مجموعات كوماندوس للتدخل السريع ضمن المطار وأنشئت ايضا قاعدة انطلاق ثانية لهذه المروحيات في مطار التيفور وتم تخزين كميات كبيرة من الذخائر الخاصة بها هناك من اجل العمل انطلاقاً من مطار التيفور في الوقت المناسب.
من جهة أخرى، ذكرت المصادر أن القوات الروسية استملكت مبانٍ خاصة في القسم الشرقي من مطار التيفور بريف حمص، يتمركز فيها عناصر جوية من ضباط وصف صباط وفنيين، وذلك للعمل على استقبال وتذخير المروحيات بالإضافة غلى مجموعة كبيرة يقدر عددها بـ 200 عنصراً من القوات الخاصة.
وأكد المصادر على أن لا أحد مخولاً بالدخول إلى تلك الأبنية من غير الروس، حتى أعلى المستويات في المطار، وأن حركة المروحيات الروسية دائمة بشكل يومي ولا يطلع على المهام التي تقوم بها أي جهة سورية.
سبق أن خسرت روسيا خسائر فادحة في تلك المنطقة منذ شباط عام 2016 فقد الروس خمسة مروحيات قتالية من طراز mi-28 صائد الليل وهي الأحدث في روسيا ويبلغ ثمن الواحد منها 40 مليون دولار أمريكي واحدة في سقطت في منطقة القريتين ليلا اثناء تنفيذ مهمة قتالية وقتل طياريها بتاريخ 12/4/2016 و أربعة في مطار التيفور في 15/5/2016 بعد حريق كبير نتج عن أخطاء فنية أدت إلى أضرار كبيرة جداً في المطار بالإضافة إلى خسارة مروحية طراز mi24 في مطار التيفور أثناء الحريق ذاته.
كما تعرضت مروحية قتالية من طرازmi-35 إلى السقوط من قبل تنظيم الدولة قرب صوامع الحبوب في تدمربتاريخ 9/7/2016 وادى سقوطها لمقتل طاقمها و10 عناصر كوماندوس عليها
كذلك دمرت مروحية أخرى من طراز mi-24 بصاروخ م/د من قبل تنظيم داعش في منطقة حويسيس بتاريخ3/11/2016بالاضافة الى خسائر كبيرة جدا من الذخائر التي احترقت في مطار التيفور اثناء الحريق الكبير فضلا عن مقتل ضباط وعناصر من القوات الروسية يقدر عددهم بـ 12 رجل في تلك المنطقة بينهم ضابط برتبة رائد في الفترة ما بين شباط وتشرين الثاني من هذا العام وتعتبر هذه الخسائر الاضخم للروس في سوريا وتبلغ نسبتها اكثر من 80% من مجمل خسائرهم منذ تدخلهم عسكرياً في سوريا.
كل تلك الخسارات تجعل المتابع للأحداث يتساءل عن أهمية تلك المنطقة الأمر الذي لم يصرح عنه بعد.
لكن مصادر خاصة أكدت لـ أورينت أن سر الاهتمام الروسي بتلك المنطقة يعود إلى أن المنطقة هي الأغنى في سوريا بالغاز والثروات الباطنية والأثرية والفوسفات.
وأشارت المصادر إلى أن تغطية نفقات التدخل العسكري في سوريا الذي جاء بطلب من النظام، يدخل في هذا البند أيضاً.
49 عاماً هي مدة عقد تأجير قاعدة "حميميم" للروس، ومثلها وربما أكثر لقاعدة طرطوس، وهاهي تدمر وقاعدة جديدة فيها، ووضع اليد الروسية على منابع الطاقة، ما مصير كل تلك الأثمان؟
التعليقات (1)