ماذا تريد موسكو؟.. مؤتمر في دمشق ومبادرة مرفوضة في حلب

ماذا تريد موسكو؟.. مؤتمر في دمشق ومبادرة مرفوضة في حلب
فجأة ظهر مصطلح "الإدارة الذاتية" في حلب بمقترح تركي عبر وسيط واحد معروف "ستيفان ديمستورا"، وفجأة أيضاً طرحت المبادرة، وطُرح رفضُها بنفس اللحظة على لسان وليد المعلم وزير خارجية النظام، في ظل تصعيد سياسي غير مسبوق في الوضع السوري، مترافقاً مع التغيرات التي ستشهدها السياسة الأمريكية عقب تولي مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب إدارة الدفة الأمريكية.

الجانب الروسي الحاضر بقوة في الملف السوري، والمتقارب مؤخراً بشكل ملحوظ مع الإدارة التركية، يبدو -وحسب مراقبين- المهندس الرئيس لتمرير فكرة الإدارة الذاتية، وبنفس الوقت الموعز الأساس للنظام من أجل رفضها، وذلك في حالة وصفت بـ "المسايرة السياسية لتركيا" .

بالتوازي مع ما يحدث رفض النظام في سوريا، اقتراح موسكو استضافة مؤتمر موسع للمعارضة السورية بـ «ضمانات روسية» يرمي إلى تشكيل تحالف واسع للمعارضة، لكنها سهلت انعقاد اجتماع آخر يومي الجمعة والسبت المقبلين لشخصيات معارضة ومدنية يمهد لـ «مؤتمر وطني»، ما فتح الباب أمام دول عربية بينها الكويت وعمان لعرض استضافة مؤتمر لتشكيل تحالف وطني معارض يمهد لاحقاً لإجراء مفاوضات مع الحكومة للاتفاق على خطوات الانتقال السياسي بموجب «بيان جنيف» والقرار 2254.

"التنسيق".. تنسّق!

ونقلت صحيفة الحياة عن حسن عبد العظيم المنسق العام لـ "هيئة التنسيق الوطني" قوله إنه يجب فرز المعارضة بين المعارضين الحقيقيين الذين يريدون الانتقال السياسي والانتقال من الاستبداد إلى الديموقراطية والمعارضين الموالين للنظام الذين يريدون تغييرات مثل تشكيل حكومة موسعة»، ما يعني الفرز بين من يقبل بـ «انفتاح النظام» ومن يريد «تغيير النظام» بحيث لا يشارك «الانفتاحيون» في المؤتمر الأول في انتظار مشاركتهم في المؤتمر الوطني الموسع لاحقاً بغية تشكيل هيئة انتقالية لبحث مراجعة الدستور لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

https://s16.postimg.org/78gcvorol/alalam_634921196192614280.jpg'>

وزاد عبد العظيم أن الهدف هو الوصول إلى «انتقال سياسي لا يقصى فرداً أو حزباً باستثناء مرتكبي الجرائم للوصول إلى دولة ديموقراطية ليس فيها استئثار لحزب أو رئيس أو فرد، بل نظام جمهوري تعددي برلماني أو برلماني رئاسي»، إضافة إلى إقرار نظام اللامركزية الإدارية بحيث يجري اختيار مجلس المحافظة والمحافظ في انتخابات شفافة ما يتيح للوحدات المحلية المساهمة في تحديد أولوياتها وصرف مدخولاتها في تنمية محلية.

وذكر عبد العظيم أن "هيئة التنسيق" عرضت هذا الاقتراح على السفير الروسي ألكسندر كينشاك في دمشق لتقديم «ضمانات روسية سياسية وأمنية» باستضافة العاصمة السورية مؤتمراً يشكل تحالف قوى المعارضة بما يشمل قدوم شخصيات معارضة من منصات موسكو والقاهرة ومجموعة قرطبة و «تيار الغد» إلى دمشق مع بقاء التنسيق مع «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الذي ينضوي مع «هيئة التنسيق» في «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة المنبثقة من المؤتمر الموسع في الرياض نهاية العام الماضي. 

الحديث المسرب عن مؤتمر دمشق "جس نبض"

من جهة أخرى، رأى معارضون أن الحديث عن المؤتمر الموسع في دمشق، ما هو إلا عبارة عن "جسّ نبض" لرصد ردات الفعل، وخاصة أن العديد ممن طرحت أسماؤهم لم يسمعوا بالمؤتمر، ولا حتى استشيروا لذلك.

وقال الفنان جمال سليمان القيادي في منصة القاهرة، أن أحداً لم يتحدث معه في هذا المؤتمر.

https://s17.postimg.org/dgd29ebrz/ggdfgdgdgdgd.jpg'>

أما بالنسبة إلى عقد مؤتمر وطني، رأى أنه «سلاح ذو حدين: فشله كارثة ويجب اتخاذ جميع التدابير لنجاحه الأمر الذي يتطلب استعداد النظام لإيجاد حل سياسي. سبق وحاورنا النظام في موسكو ولم نلمس ذهنية جديدة للانتقال السياسي من الاستبداد إلى الديموقراطية وتجاوز المجاملة والمداورة». 

وأضاف: «الهدف ليس إرضاء المعارضة أو الدول الإقليمية بل هو أمر لأجل سوريا والسوريين. كما يجب أن تبرهن المعارضة على أنها لا ترمي إلى مشاريع إقليمية، بل إلى انتقال سياسي يتسع للجميع، إضافة إلى ضرورة توافر تفاهمات أميركية -روسية ومظلة دولية لضمان تنفيذ ما يجري الاتفاق عليه»، ما يعني انتظار الإدارة الأميركية الجديدة.

مبادرة حلب، ومؤتمر دمشق، حدثان متباعدان جغرافياً، كما يرى مراقبون، لكنهما مترابطان روسياً وتركياً بشكل وثيق، إلى جانب الانفتاح الروسي التركي الأخير والذي بات أكثر من ذي قبل، كل تلك الأمور تطرح السؤال، ماذا تريد موسكو؟ 

التعليقات (1)

    Majed

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    هذا المؤتمر مبرر وغير مبرر .. مبرر من قبل روسيا بتخفيف مشاكل روسيا السياسية والعسكرية والاقتصادية مع الاحتفاظ بحقوق روسيا في سوريا بموجب اعتراف إسرائيلي على القناة الثانية .. وغير مبرر .. الخوف بنتائج عكسية
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات