الائتلاف وما يحوي من منخنقة وموقوذة ومتردية ونطيحة!

الائتلاف وما يحوي من منخنقة وموقوذة ومتردية ونطيحة!
لو استثنينا أعضاء ما يسمى الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعاضة السورية، وملحقاته وأتباعه، من المنتفعين والمتعيشين على ما يجود به هذا الكيان اللقيط عليهم من فتات، لو إستثنينا هؤلاء، ثم سألنا أي سوري معارض لعصابة الأسد، ماهو رأيك بالإئتلاف؟ وهل هو حقاً ممثلٌ شرعيٌ لأعظم ثورة عرفها التاريخ؟ لأجابك على الفور ليس بـ "لا"، بل بوصلة من الشتائم واللعن والدعاء عليهم.

منذ بداية الثورة حاول السوريون تلمس طريقهم، من خلال إنتاج جسم سياسي يكون ممثلا لثورتهم، ويحظى باعتراف دولي وإقليمي، يستطيع نزع الشرعية عن نظام الأسد، الذي كان تغوله في دماء وأعراض وأموال السوريين يتصاعد يوما بعد يوم. لم يستطع عشرات آلاف المعارضين السوريين الاجتماع على كلمة سواء، ليس لغياب الكفاءات والمؤهلات ولا ندرة المعارضين، بل بسبب الصراع على التمثيل والمحاصصة، والولاء لهذه الجهة أو تلك. البعض رفع شعار نحن أو لا أحد!!

صراع المعارضين المفترضين على المال والسلطة والنفوذ في سورية ما بعد الأسد، بدأ منذ اليوم الأول للثورة، ففتح الباب واسعاً أمامهم على عرض وتقديم الخدمات لسفراء ومسؤولي ومندوبي الدول اللاعبة بنا، وعلى رأسها الولايات المتحدة التي كان معارضونا يحجون للسفير فورد، فيجتمعون به ويقدمون أنفسهم على أنهم مخلصو سورية والأكثر شعبية وأتباعاً وتأثيراً على مسار الثورة، فضربوا ثورتنا في الصميم، بل وقصموا ظهرها؟!

لاحقا قام اللاعبون الكبار، باختيار الكثير من المعارضين الفاسدين، وقليل من الصالحين، لم يسمحوا لشعبنا أن يختار، فقد كان المخطط إفشال الثورة، وهل هناك أسهل من أن يفسدها أبنائها أو المحسوبون عليها؟ المال قد يفسد حتى الصالحين، فكيف بالفاسدين المفسدين؟ لقد إشترى المال الكثير من الناس، وهو ما جعل البعض يظن أن الثورة تجارة، فكان التنافس، فتم إختيار المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع!

بعد مرور خمسة سنين وثمانية أشهر على مأساة شعبنا، وحتى لحظة كتابة هذه السطور، لاتزال بعض الفصائل المصنفة معتدلة، تخوض صراعاً ومعارك طاحنة فيما بينها على المعابر والحواجز.

  

ولأن الفساد كبير، فإن النفوس المريضة كثيرة، وبالتالي كان التنافس غير شريف، هو تنافس فُرقةٍ لا إجتماع، بعض النافذين كانوا يخزنون السلاح ويقدمون الدعم ويشترون الولاء لمرحلة ما بعد الأسد، ظنوه سيسقط خلال أسابيع وأشهر، ما أغباكم! بالإضافة لبعض فصائل الثوار على اختلاف أنواعها وأحجامها، كانت تحاول الحصول على الدعم بتشويه صورة شقيقاتها، والحط من قدرها، والإستعداد لأي فعل قد يجلب المال، فعرض البعض ضمائرهم للبيع، فتم شراؤها، لتمتلئ الساحة بالعملاء والخونة والمخبرون الأدلاء. 

يتحسس الكثيرون من كلمة "عميل" ولهم في هذا ما يبرر إمتعاضهم وقلقهم البانكيموني، تماماً كـ "بانكي مون" الذي لم يفرقه القلق والإمتعاض طوال مدة رئاسته للأمم المتحدة، فمعظم السوريين نشأ وكبر، ثم هرم في ظل حكم نظام " آل أسد". في الحقيقة لقب "أسد" في هذه العائلة مكتسب ولا وجود له أساساً، حتى كلمة "وحش" التي عرفت بها العائلة يعتبر لقباً أيضاً، المفارقة أنه لا أحد من السوريين يعرف أصل ولا نسب هذه العائلة التي حكمت سورية لأكثر من أربعة عقود ونصف.

نظام الأسد هذا، أفهم السوريين أن العمالة خيانة، والخيانة هي العمل ضد مصلحة الوطن لصالح العدو الإسرائيلي تحديداً فأرعبهم، هكذا نشأ السوريون وتربوا قبل أن يكتشفوا أن الأسد الأب ومن بعده الإبن هما الخائن الأكبر والعميل الرباعي الأول، لإسرائيل وأمريكا وروسيا وإيران، وهذا بدوره يذكرنا بإيران وأشياعها في لبنان واليمن، وشعارات الموت للشياطين الكبيرة والصغيرة "إسرائيل" و"أمريكا".

وبمناسبة الحديث عن إيران، فلابد وأنكم تذكرون، ما سرب مراراً وتكراراً عن زيارة بعض رموز المعارضة من كبار قياديي الإئتلاف السوري لإيران، وإجتماعهم بعدد من مسؤوليها، وهو ما دفع البعض لنعتهم بالعمالة وخيانة دماء الشهداء، هذا عدا عن المبادرات السياسية ورعاية المصالحات والهدن الممنهجة، ناهيكم عن التنسيق والتعاون مع وحدات صالح مسلم، وهنا لابد من التوقف لتعريف كلمة "عميل" لا لشيء ولكن من أجل الإستدلال بها في موضوع حديثنا عن إئتلاف المعارضين السوريين المختلفون في كل شيئ إلا حبهم للمال والسلطة. هذا الإئتلاف الذي يُطلِقُ عليه السوريون مجازاً، لقب "إِتلاف" بعد أن أسقطوا الهمزة ونبرتها من كلمة "إئتلاف"، وفي هذا مشروعية كبيرة ومحقة.

الطريف في الأمر أن معظم الذين تناوبوا على رئاسة هذا الكيان اللقيط قد ارتبطت أسمائهم بفضيحة أو إساءة ما للسوريين وثورتهم، بعضهم من خلال المبادرات السياسية والمصالحات والهدن والاجتماع بالإيرانيين، والبعض بالتحالف مع أعضاء الثورة وسرقة الدعم المقدم وخوض معارك رفس وركل، وآخر ارتبط اسمه بفضيحة إزاحة علم الثورة وهكذا دواليك.   

في التعريف اللغوي فإن عَميل: هو إسم وجمع المذكر فيه: عُمَلاء، اما الإناث فهن: عميلات. 

العَمِيلُ: من يعامل غيرَه في شأْن من الشُؤون، مثل أن يكون زُبوناً لشركة ما، والعميل قد يكون جاسوساً يعمل لصالح دولة أجنبيَّة (عميل استخبارات)، والعملاء أنواع فقد يكون العميل ظاهراً مجاهراً بعمالته، وربما متفاخرا بها، وقد يكون سِرِّيّاً، وهناك من هو عميل مزدوج.

معظم السوريين باتوا يستخدمون مصطلح "عميل" بشكله العمومي، للدلالة على عدم إخلاص الكثير من معارضي نظام الأسد، المحسوبون على الثورة، وخيانتهم لقضية الشعب وثورته، كبعض أعضاء الإئتلاف، وقادة الفصائل المسلحة، فوجود طابور خامس في ثورتنا بات أمراً محسوماً، دلت عليه الأحداث التي نمر بها منذ أكثر من خمسة أعوام. 

نظام الأسد ليس سوى واجهة سياسية لمافيا أمنية عسكرية متمرسة في أساليب التجسس، يكفي أن نعلم أن هذه المؤسسة تضم أكثر من ستة عشر فرعا أو جهة أمنية، وجميعها تتنافس على الظهور بمظهر الأفضل والأصلح والأكثر ولاءً وإخلاصاً لآل أسد أو وحش، سموه ما شئتم. ومن هنا يمكننا القول إن نظام الأسد كان قادراً وبكل سهولة على إختراق المعارضة أمنياً وعسكرياً وسياسياً وإعلامياً، إذ يكفي أن ينشق أحدهم ليجد مكانه محجوزاً في الصفوف الأولى، بعضهم عمل ملحقاً في إحدى سفارات سورية في الخارج، كان شعلة ومثالاً يحتذى به، في كتابة التقارير الأمنية بزملائه، لكنه وبقدرة قادر إنشق وتقلد مناصب رفيعة في إتلاف الثورة.

البعض الآخر كالجربا مثلا لا حصراً، تربع على عرش هذا الكيان المسخ، المسمى إئتلاف، بينما البعض الآخر إعلامي معارض لوحشية الأجهزة الأمنية لكنه مؤيد للنظام كسميرة مسالمة، التي كانت تفاخر بهذا الأمر، ربما توقفت الآن، لا ندري، البعض الآخر عسكري يتمثل بقادة فصائل مسلحة معارضة، بعضهم عاد بالفعل إلى حضن سيده وقائدة، فيما يتأهب آخرون للعودة إلى الحضن الدافئ الذي تربوا فيه.    

لقد كان نظام الأسد ذكيا ولأبعد الحدود، فبرمج عمليات إنشقاق عملائه، وأرسل لنا المنشقين من سياسيين وعسكريين ومدنيين تتراً، وبحسب ما تقتضيه الضرورة، هذا يذكرني بغرف عمليات "الموم" و "الموك" التي أحكمت قبضتها على الفصائل بحجة تقديم المشورة والدعم العسكري والمالي، لكنها لا تزود الفصائل بالسلاح والعتاد إلا بحسب الحاجة ونوع المعركة التي تقررها هي، والتي تعتبر في غالبها معارك ضد الفصائل ذات التوجه الإسلامي، وليس ضد نظام الأسد، فهو أخ وصديق وشريك في الحرب على الإرهاب.

  

من المهم لنا معرفة أن العملاء أشكال وألوان ولهم تصنيفات لا ينبغي إغفالها، خاصة عند الحديث عن ممثلي الحراك الثوري بشقيه المدني والعسكري، وإليكم نبذة عن التصنيفات الخاصة بالعملاء.

أنواع العملاء  

عميل نائم: هو عميل جاهز لديه الإمكانية والنفسية ليكون عميلا متاحاً في كل زمان ومكان، هو فقط ينتظر المهمة التي سيكلف بها.

عميل لاجئ: هو عميل سري لاجئ أو مدعي لجوء وإنشقاق، فر أو تم إرساله إلى بلد أخر، ويقترح المعلومات التي يحملها.

عميل متطوع: عميل يعرض خدماته مقابل عائد مالي أو إمتياز ما، وهذا النوع قد يكون عميلا دون أن يدري، وهذا النوع ينطبق على الذين كانوا يحجون للقاء السفير الأمريكي فورد.

عميل مزدوج: وهو العميل الذي يعمل لصالح جهتين أو طرفين متناقضين، وبدون علم أي منهما، ألا يحضركم إسم أحد الذين يتوددون لهذه الجهة أو تلك يحضرون الإجتماعات ثم يبوحون لأسيادهم بكل ما حدث فيها.

عميل غير شرعي: هو عميل يعمل في سرية في بلاد أخرى بدون علم سلطات دولته.

عميل شرعي: هو عميل يعمل بعلم وموافقة سلطات دولته، في دولة أخرى، على عكس العميل الغير شرعي.

عميل مُتَحِد: ويعمل بهدف كشف أشخاص آخرين، أو عملاء سريين عند الشرطة أو جهاز أمني أخر. 

عميل مؤثر: وهو عميل يعمل لتحقيق هدف ما في دولته كهدنة أو مصالحة أو إنقلاب شخص ما، هؤلاء من الذين تبوأوا مراكز مهمة، ثم يقومون بتوجيه سياسات الجماعة والحزب أو الفصيل بما يتماهى مع مطالب العدو، كالدفع باتجاه الهدن والمصالحات أو الإنقلاب على القادة وتغييرهم. (سياسة هدامة).

عميل مُختَرِق: هو عميل يعمل من خلال الانضمام لمنظمة أو مؤسسة أو جهاز أمني، بهدف اختراقها للوصول إلى معلومات هامة.

عميل مقابل: هو عميل يعمل مع المخابرات المنافسة، أو مخابرات الدول الأخرى، وهو عميل العلاقات بين أجهزة المخابرات.

لو أردنا أن نضع صور العملاء الكبار في ثورتنا على أوراق اللعب على النمط الأمريكي، فسيزيد عددهم على عدد أوراق اللعب كاملة، بعض العملاء في ثورتنا تنطبق عليهم كافة التوصيفات والتصنيفات، وفضائحهم أكثر من أن تعد وتحصى، وأكبر من أن يتم سترها والتعتيم عليها، وربما كان للحديث بقية!

التعليقات (2)

    Ziani nouri

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    لقد أصبت يا ذ خليل مقداد وهدا ما قلناه الاتلاف هو نادي للقاات أسسه السفير ورجل البنتاغون الدي شغل منصب سفير امريكا في دمشق.من جماعة من المنتفعين قليلي الخبرة في السياسة كان همهم هو المنصب والمال حتى الاعلام ضخم حجم هدا هدا النادي باستضافاته لاعضايه وكانت اوريونت هي السباقة ومعها الجزية والعربية والغد زي ب س وفرنسا 24 اليوم ليس كالامس والغد كان أوباما واليوم ت أمن اليوم هولاند وربما غدا ماري لوبن

    محمد عبد الغني

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    ولينصرن الله من ينصره. ...بهذه الأخلاقيات لم ولن تنتصر الثورة.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات