أيمن نور يتحدث عن دعوات 11/ 11 بمصر: من طعن المنطقة بالخنجر فليساعدنا على انتزاعه

أيمن نور يتحدث عن دعوات 11/ 11 بمصر: من طعن المنطقة بالخنجر فليساعدنا على انتزاعه
تتجه الأنظار يوم الجمعة 11/ 11/ 2016 إلى "أم الدنيا" مصر، حيث من المقرر أن تنطلق تظاهرات احتجاجية واسعة تحت اسم "ثورة الغلابة"، وتطالب برحيل نظام عبد الفتاح السيسي وذلك نتيجة الغضب الشعبي من القرارات الاقتصادية الأخيرة في البلاد، التي أدت إلى زيادة أسعار السلع الرئيسية والخدمات، والتي ضاعفت الأعباء المعيشية على ملايين المصريين، وفي حين لم تتبنى أية جهة معارضة بارزة هذه الحركة بعد، إلا أن النظام المصري عمد مبكراً على "شيطنتها"، وحذر من "سيناريو الفوضى والفتنة".. فمن هي الجهات التي تقف وراء انتفاضة 11/ 11 ؟ وهل هي نسخة مجددة من ثورة 25 يناير أم أنها "فقاعة" ؟.. وهل تحاول المعارضة المصرية "ركوب موجة" الاحتجاجات الشعبية بعد تحجيم دورها في المشهد المصري؟

موقع أورينت نت يستضيف مؤسس حزب غد الثورة المصري ورئيس مجلس إدارة قناة الشرق الفضائية النائب السابق أيمن نور، السياسي الليبرالي الذي سطع نجمه في منتصف تسعينيات القرن العشرين حين فاز بمقعد في مجلس الشعب، حيث كان حينها أصغر النواب سناً، عُرف بخصومته للرئيس المخلوع حسني مبارك الذي تحداه في أول انتخابات "تعددية" تشهدها مصر، وسجن بضع سنوات بتهمة التزوير، وكانت تبعات تلك القضية سبباً في إقصائه من أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وغادر في آب/ أغسطس 2013 على خلفية تهديدات من دوائر صنع القرار في مصر، بسبب آرائه وتصريحاته من الانقلاب العسكري الذي نفذه الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وفضل الابتعاد ليحط بعدها في بيروت التي أقام فيها مدة امتدت لعامين، قبل أن يغادرها أيضاً متوجها إلى تركيا بعد تلقيه معلومات عن وجود مخطط لاغتياله في لبنان.

انتفاضة 11/ 11 هل هي نسخة مجددة من ثورة 25 يناير أم أنها فقاعة؟

أعتقد أن التاريخ لا يكرر نفسه ويخطئ من يقع أسير تجربة 25 يناير في تصور شكل التغير القادم في مصر، لا أحد يتصور أن 25 يناير ستتكرر بنفس الأسلوب وبنفس الطريقة وبذات الآليات، 25 يناير كانت تراكم استمر  30 عاماً من حكم حسني مبارك، بل تراكم لأكثر من 60 سنة للحكم العسكري، انتفاضة 11/ 11 يوم له مقومات مختلفة، وأتصور أن ثورة 25 يناير ستكون أحدى المرجعيات ومصدر إيحاء لمن سيشاركون بالانتفاضة.

ما هي الظروف التي أوجدت الأرضية للحشد في 11/11؟ 

انتفاضة 11/ 11 هي حركة اجتماعية سياسية نشأت من رحم المجتمع المصري بلا قائد وبلا توجيه وبلا قبعات أيديولوجية أو حزبية، ما يردده الإعلام الرسمي في مصر عن هذه الحركة مؤخراً هو نوع من أنواع المقاومة لهذه الحركة التي أفرزتها قوة مجتمعية.

المشاركون في هذه الانتفاضة هم "تحالف لضحايا السيسي"، سواء كانوا ضحايا لأسباب اقتصادية أو اجتماعية أو حتى أسباب شخصية، وأنا لا أخفي أن هناك من سيذهب إلى الميادين أو الشوارع بهدف التحرر سياسياً، ولكن بتقديري أن الغالبية العظمة ستكون  في أطر تحرر اقتصادي اجتماعي، ولاسيما بعد حالة اليأس والإحباط التي أصابت الشعب بسبب فشل نظام السيسي في إعادة الدولة إلى قبلتها، عبر تحالفات اقتصادية إقليمية، ولكن ما حدث هو العكس للحقيقة، مصر في عهده باتت أسوء بكثير من مصر أيام مرسي وأسوء بكثير جداً من مصر أيام مبارك، وأكثر سوءاً من مصر أيام السادات وعبد الناصر.

D5gPTLnZ3e4

الخروج من "عباءة السيسي"

من هي الفئات التي ستشارك في انتفاضة 11/ 11؟

القوة الفاعلة الرئيسية غداً في انتفاضة 11/ 11، هي القوة التي ستخرج بفعل احباطاتها وبرغم مساندتها السابقة لنظام السيسي، ستخرج لتعلن الخروج من "عباءة السيسي" سعياً لخلاص جديد ربما، لا يتحقق غداً ربما لا يتحقق بعد ساعات وربما لا يتحقق بعد أيام، ولكن أجزم أن انتفاضة 11/ 11هي بداية مرحلة جديدة ينكسر فيها حاجز الخوف الذي نجح السيسي في صناعته خلال السنوات القليلة الماضية، وعندما ينكسر هذا الحاجز سيكون هناك خلاص قريب.

هل وجهت دعوة إلى المشاركة في هذه الانتفاضة؟

لم أدعو إلى المشاركة في انتفاضة 11/ 11 لأنني خارج بلادي، وانا لا أدعو لمظاهرة إلا إذا كنت على رأسها، وهذا ما فعلت في 25 يناير، وكنت في أول صف من أول المتظاهرين وقتها، لكن أدعم هذه الانتفاضة وأساند هذا التداعي الجماهيري الاجتماعي الكبير لكل الأطراف التي تشعر من ضحايا نظام عبد الفتاح السيسي.

بماذا ترد على الاتهامات التي طالت المعارضة المصرية بأنها "تركب موجة" انتفاضة 11/11؟

نحن لا نركب الموجة، والذي دعا للثورة لا يركب انتفاضة أو حركة، والذي واجه مبارك لا يجبن أن يهاجم السيسي، ولكن هنا من يحشد للانتفاضة هو الشعب المصري، من مختلف مكوناته بسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وليس من طرف حزب أو قيادة سياسية. 

قد لا تنجح الدعوة غداً، ولكن هذا لا ينفي أن هناك انتشار واسع لهذه الدعوة ، فمنذ الشهر الماضي ربما لا حديث في مصر إلا عن انتفاضة 11/11 سواء كان منتقداً لهذه الحركة أو مؤيداً أو مشاركاً فيها، وهذا التداعي الشعبي لا يحدث إلا في ظروف نادرة جداً.

المعارضة تراجعت خطوة إلى الخلف أمام تقدم الشعب المصري

ما هو موقع المعارضة المصرية من الحراك الشعبي ؟

أحسنت القوى السياسية عندما تراجعت خطوة للخلف، أمام تقدم الشعب المصري صاحب الحق الأصيل، وحين يتقدم الشعب لا داعي للتمسك بالقبعات الحزبية، أنا كرئيس حزب غد الثورة ندعم أي حق للتعبير، وبالتالي لم نكن ضد مظاهرات 30 يونيو ( عام 2013 خرجت مظاهرات لمطالبة الرئيس مرسي بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة)، رغم أننا لم نتفق مع أهدافها ولم نتفق مع ما أسفرت عنه، كذلك غداً نقف مع الحق لأن الأسباب والاستحقاقات التي تودي إلى خروج الناس متوفرة، فعندما تغلق أبواب التغير الديمقراطي ماذا تنتظر ؟؟.. عندما تغلق أبواب التغير عبر صندوق الاقتراع فتاتي انتخابات مزورة أو شبه مزورة، ويأتي الرئيس بطريقة مشوبة ومعيبة لكثير من الأمور أولها أنه انقلب على رئيس آخر وأنه فرض أمر واقع ليكون مرشحاً وحيداً، عندما تغلق هذه الأبواب ليس أمام الناس إلا السعي لتغير الواقع بطريقة ثورية.

تحدثت أن القوى السياسية تراجعت خطوة للخلف أمام تقدم الشعب.. وبذلك ألا تتكرر أخطاء المعارضة في ثورة 25 يناير عندما ترك الشعب ليتم التحايل عليه لاحقاً من قبل المجلس العسكري؟

بالفعل هذه مخاوف تطرح في مناقشات كثيرة، الأصل أن الشعب هو صاحب الحق، ونحن ندعم من يساهم في تنوير الرأي العام، علينا أن ندرك المخاطر وبالمقابل أن ندرك أحجامنا أمام حجم الشعب، فالشعب المصري هو صاحب القرار الأول و الأخير في النهاية، أنا وغيري من القيادات في أحزاب أو تيارات أو جماعات نمثل قطاع أيديولوجية أو سياسية هو جزء من الشعب المصري ولكن ليس كل الشعب المصري، نحن نترك زمام المبادرة للشعب ونرى فيه بأنه هو القائد والمعلم وهو الذي سيوجه  في النهاية، نحن سنشارك بخبراتنا عبر تنوير الرأي العام لكننا لن نكون أوصياء على الشعب.

لماذا عمد النظام المصري و وسائل إعلامه على "شيطنة" انتفاضة 11/11 عبر الترويج بأنها ستكون مقدمة للفوضى ؟

تتشابه كل آليات الأنظمة المستبدة سواء في مصر أو غيرها عبر مواجهة أي حركة احتجاجية برفع شعار الفوضى، وقد يزرع النظام الفوضى كي يفيد موقفه في هذه المعادلة، وأعتقد أن الشعب المصري يدرك أنه لا يحتاج إلى الفوضى، وأوجه ندائي من خلال قناة وموقع "أورينت" إلى كل الذين سيشاركون غداً في هذا التظاهر الشرعي القانوني الدستوري أن لا يتورطون إطلاقاً في أي عمل يحمل شبهة العنف أو الاعتداء على المؤسسات التي هي ملك الشعب ، أو حتى عناصر الجيش المصري والشرطة الذين هم ابناء الشعب المصري، فنحن لسنا في عداء مع الدولة ومؤسساتها، نحن نريد أن نحرر الدولة من هذه "العصابة" التي اغتصبت حقوقنا واغتصبت حقوق مؤسسات هذه الدولة، كما أدعو إلى عدم الاندفاع إلى بعض المدسوسين من النظام بهدف الاساءة إلى هذه الحركة الاجتماعية الاقتصادية، و نكرر نحن ضد العنف نحن مع السليمة نحن مع الحفاظ على مؤسسات الدولة وآلياتها وأشخاصها وعلى المال الخاص والعام ولا نفرط بهذا أبداً ونؤمن أن العنف يفتح الأبواب أمام التدويل والتسليح والتقسيم، وهذه الهواجس نرفض أن نفكر فيها ونرفض أن تكون أحد السيناريوهات المتوقعة في مصر.

duajj3o7Vzk

أين دور المعارضة في المشهد المصري الحالي؟

لا تسأل عن المعارضة داخل وطن يحكمه نظام يجفف منابع السياسية، كون المعارضة أما في المنافي "مثل حالتنا" أو في المعتقلات مثل عشرات آلاف المصريين سواء كانوا من تيار الإسلام السياسي أو الليبرالي أو الحراك الثوري، هناك أطراف محسوبة على المعارضة تعمل بتوجيهات من الأمن موجودة في بعض الأحزاب الهزلية لن يكون لها أثر بعد الخلاص من هذا النظام المستبد.

الحركة الليبرالية في مصر أين أصابت وأين أخطأت؟

أخطأت الحركة الليبرالية عندما منحت بعض أقطابها القوة المدنية دوراً واسعاً للجيش ما بعد ثورة 25يناير، وهناك من خان مبادئه وساندت الدولة العسكرية، كذلك بعض القوة التي تسمي نفسها الليبرالية أخطأت كثيراً عندما تجاوزت انتهاكات ومذابح تتصل بحقوق الإنسان وكرامة المواطن المصري، ونحن في حزب الغد لا يخلو أسلوبنا من أخطاء ولدينا أخطاء؛ لكن نحن لم نتورط في عنف لم نتورط في تأييد الحكم العسكري في أي مرحلة من المراحل لم نتورط في تأييد حكم ديني بشكل مطلق كما يتصور البعض، نحن مع الدولة المدينة علينا أن نبقى أكثر تمسكاً بالدولة المدنية الحقيقة التي تعبر عن الثقافة المصرية وتقبل بالآخر.

T2fKrXYpE1Y

شهدت مصر في الآونة الأخيرة عدة اغتيالات طالت شخصيات عسكرية وأمنية وقضائية وحقوقية.. من الذي يقف وراء هذه الاغتيالات ؟

علينا أن نبحث عن المستفيد .. والمستفيد الوحيد من هذه الاغتيالات هو السيسي، كونه وما يزال يسعى إلى جر المجتمع المصري لفتنة العنف، لأن السيسي عندما يجر المجتمع إلى العنف هو يجره لملعبه ويعطيه مبرراً شرعياً أو قدر من المشروعية بما يرتكبه من جرائم، أيضاً هناك جماعات صغيرة ربما ترتكب بعض الأحداث ذات الطبيعة فهذا وارد وربما يكون رد فعل وأنا لا أبرره، وهنا نذكر بكتاب مهم جداً كتبه رئيس الجمهورية السابق الرئيس "محمد نجيب" حيث شرح فيه كيف كان الرئيس "جمال عبد الناصر" يدبر الانفجارات والاغتيالات وينسبها لأطراف سياسية تنافسه في الصراع.

السيسي ودور الجيش في المشهد المصري

من الذي أوصل السيسي إلى الحكم؟

السيسي صنع خصيصاً لمواجهة "الربيع العربي" وضرب الثورة المصرية، بتفويض من قوة إقليمية ودولية كانت تعمل على لجم هذه الثورة، ربما تيارات الثورة أخطأت بأنها لم تطمئن الدول الإقليمية بالدرجة الكافية، كان يجب أن نخرج ونؤكد أنه ليس لدينا مشروع خارج حدود بلدنا، لا نسعى لتصدير هذه الثورة، ربما يخفف من وطأة الموقف الإقليمي.

عبد الفتاح السيسي صنيعة إقليمية ودولية.. صنيعة فراغ محلي نتيجة عدم طرح بدائل تستطيع أن تتداول السلطة بطريقة مختلفة.. عبد الفتاح السيسي صنعية حلمه الشخصي، خصوصاً أنه اعترف أكثر من مرة أنه كان لديه هواجس وكوابيس تأتي له بالسيف و السادات والرئاسة.. السيسي حقق ما أراده لكنه لم يحقق شيء لمصر، واستند على أكاذيب مثل بناء تحالفات إقليمية وقد هدم كل هذه التحالفات مؤخراً، بينما يبني الآن تحالفات معاكسة ولا سيما عندما يرتمي بحضن روسيا وإيران، وهنا نسأل عن الأموال الضخمة التي منحتها دول إقليمية والتي تقدر على الأقل بخمسين مليار دولار، هذا رقم كان يمكن أن يقلب شكل الحياة في مصر، لكن لا أحد يعرف أين ذهبت الأموال التي لم تصل إلى الشعب المصري، الجنيه ينهار أمام الدولار.. وعد بإستعادة هيبة الدولة فقد كل هيبتها سواء في سيناء أو غيرها، الارهاب الذي طلب تفويضاً كي يواجه "إرهاباً محتملاً هو صنع "إرهاب حقيقياً في مصر للأسف، يدفع ثمنه الشعب المصري من دماء أبنائه وضباطه وجنوده.

كيف ترى دور المؤسسة العسكرية في مصر الآن؟

المؤسسة العسكرية كانت دائماً هي جزء من الحياة السياسية في مصر منذ عام 1952، تراجع هذا الدور نسبياً في نهايات مرحلة السادات وفي مرحلة مبارك، لكن دورها عاد بقوة إلى السياسة ما بعد الثورة كمرحلة انتقالية، فالمؤسسة العسكرية لها دور أكبر من غيرها من نظيراتها في المنطقة العربية، الجيش المصري جيش كبير وله ما له من ميزات وله من مكاسب معنوياً لدى الشعب المصري، وبالنسبة لامتيازاته الاقتصادية يجب أن تكون موجودة لكن في إطار من الميزانية، نستطيع أن نراقب ميزانية الجيش بشفافية في البرلمان لمراجعة حسابات ونفقات احتياجاته، ونحن طالبنا لسنوات طويلة كي نرى أرقام واضحة في الموازنة العامة للجيش، فموازنة الجيش "سرية" لم يكن هناك شفافية.

rYdfgjTdDzA

هل تضخم دور المؤسسة العسكرية لتصل إلى مرحلة تتدخل في كل جوانب الحياة في مصر؟ 

بعد انقلاب السيسي على مرسي عادت المؤسسة العسكرية لتستلم السلطة بنفسها، وعاد الجيش بشره إلى الثروة ليصل إلى مرحلة الآن يدير فيها مدارس وصيدليات ومنافذ بيع وتجارة.. "كنا نسخر أن المؤسسة العسكرية تملك مصنعاً للمعكرونة، اليوم أصبح الجيش يصنع سلطة المعكرونة والفلفل والملح الذي يضع فوق المعكرونة"، البلاد تحتاج الجيش ودوره ليس أن يلعب دور غيره من المؤسسات، وقتها يفسد الاقتصاد التجارة، حيث يدخل في منافسة ليست عادلة، فالمؤسسة العسكرية لا تدفع ضرائب.

مهمة الجيش فقط لحماية الحدود وتأمين البلاد ونحن نقدم للجيش أثمن ما نملك "نجوع ونطعمه" ونسدد له ثمن صفقات السلاح، لكن أن نجوع من أجل أن يشبع ولا يقوم بعمله فهذا خرف و تهريج وتشويه لدور الجيش المصري.

ماهي وصفة أيمن لخروج مصر من عنق الزجاجة؟

كان لدي وصفة واضحة عندما خضت انتخابات الرئاسية في مواجهة مبارك عام 2005، كان لدي أرقام وبيانات وكان لدي مشاكل واضحة قابلة للتعامل معها، الآن الأزمة كبيرة جداً وأنا أتحدث عن أزمة اقتصادية وسياسية والتي ستنتهي بخروج هذا السيسي، والدخول في حوار وطني حقيقي لوضع ملامح شكل الدولة في المستقبل، وهنا أدعو الذين انفقوا أموال كثيرة لزرع هذا "السكين" في قلب ومصر والمنطقة، بأن يتحملوا جزء من تكلفة رفع هذه "السكين" وتقليل الأضرار التي نتعرض لها جميعاً بسبب وجود هذا الرجل.

هل يستطيع أن يعود أيمن نور إلى مصر.. وما حقيقة اتصال السيسي بك من أجل دعوتك للعودة بأمان؟

لم يحدث اتصال بيني وبين عبد الفتاح السيسي إلا في الليلة التي سبقت خروجي من مصر ، حينها تلقيت إشارات منه دفعتني إلى السفر خارج البلاد، وعندما انتهت صلاحية جواز سفري، وطلبت تجديده وهي حقي الطبيعي، رفض السيسي، فرفعت قضية في مجلس الدولة المصرية وحصلت على حكم ضد عبد الفتاح السيسي ووزير خارجيته يلزمهم باستخراج جواز سفر لي من القنصلية المصرية في إسطنبول، وحتى هذه اللحظة يمتنعوا عن تنفيذ هذا الحكم، لأرفع قضية جديدة بالعزل والحبس عقاباً لهم على عدم تنفيذ حكم القضاء، أعرف أنه سجال قانوني، وأنه لا قانون ولا قضاء في مصر في هذا الزمن، وهذا أنا لا توجد بحقي تهم جنائية ولا سياسية ولا قضائية.. أنا لست هارباً لأن ليس لدي ما أهرب منه ولا أهرب إليه ولست سعيداً لأنني خارج بلدي، أتمنى أن أعود بكرامة ويعود كل المصريين الذين خرجوا من مصر لأسباب سياسية.

دخلت مع الرئيس المخلوع حسني مبارك في أول انتخابات "تعددية" تشهدها مصر، وكررت ذلك في أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير، هل سيرشح أيمن نور نفسه مجدداً في المستقبل؟

أنا لا أخشى أن أواجه أي شخص في أي انتخابات، ولكن لا يوجد لدي الآن دافع شخصي لفكرة الترشح، نلت شرف ترشح لانتخابات الرئاسة عندما كان الترشح شرف، وعندما كانت المواجهة أكبر من الكل أن يتحملها، ودفعت ثمنها في السجون سنوات طويلة، أعتقد أن لدي دور أكثر في إصلاح ما أفسده هذا الانقلاب ضمن إطار من المصالحة الوطنية والعمل السياسي أو الاجتماعي، وأتمنى أن لا اضطر أو لا أجبر على هذا المسار لأني لم تعد لدي رغبة في ذلك بعد الانقلاب، وبعد ما شهدته حدث في رئيس كان منتخب بإرادة الناس.

0Vw-9aOEnYQ

من هو المسؤول عن تحجيم دور مصر الإقليمي والدولي؟

لا أحمل السيسي هذه المسؤولية منفرداً، لكن الرئيس الأسبق حسني مبارك يتحمل جزء كبير من اضعاف الوزن النسبي لمصر على المستوى الاقليمي أو على مستوى الدولي، وجاء السيسي ليسير في نفس المسار وتحولت مصر من دولة كبيرة إلى دولة صغيرة جداً في التأثير رغم حجمها الثقافي والحضاري والتاريخي ووزنها السكاني، أعتقد أن الأنظمة الديمقراطية والحاكم الديمقراطي الذي يأتي بالطريقة الشرعية هو الذي سيعيد لمصر قيمتها ومكانتها وتأثيرها على المستوى الاقليمي والدولي.

tRYWRu33ENs

الثورة السورية ستنتصر أو تنتصر

كيف ترى الثورة السورية وهي تتحضر لدخول عامها السادس؟

كنت من أكثر الذين ساندوا الثورة السورية في بدايتها وآمن بها، ولكن لا أخفي أني لست مع تسليح المعارضة في سوريا، وكنت مع أن تبقى هذه الثورة سلمية، ولهذا لدي أصدقاء كثر في المعارضة السورية وربما صداقتنا تبدأ قبل الثورة السورية، ولا سيما عندما كنت سجيناً وكنت أكتب عن إعلان دمشق، ولذلك أشعر أني جزء من هذه الثورة، وباعتباري جزء من هذه الثورة ولست من خارجها، أستطيع قول رأي أني كنت مع الثورة في صورتها الأولى ربما لو أنا من خارجها لا يجوز لمثلي أن يدلي برأيه على ثورة أخرى لا يدري بظروفها ولا بتحدياتها.

AcEJ8R0LitM

الثورة السورية هي جزء من ثقافتي وأن كل زملائي وشركائي في الثورة السورية رموز كبيرة ومحترمة، شخصياً تعلمت كثيراً منهم، وأنا مؤمن بعبارة يقولها رئيس المجلس العربي للثورات والديمقراطية "سوف ننتصر أو ننتصر وأنا أعتقد أن الثورة السورية ستنتصر أو تنتصر"، ولا خيار بغير انتصار الشعب السوري وعودته لبلاده ضمن بلد موحد، بلد يتجاوز الطائفية، ويتجاوز التسليح ويتجاوز التدويل، ويعود إلى طبيعته لأن سوريا بالنسبة لنا كمصرين لها خصوصية وإذا كان يفطر قلبي ما يحدث في مصر فأنا أقول إن قلبي يتمزق على ما يحدث في سوريا.

لماذا يواصل السيسي مخالفة الإجماع العربي ويستمر في دعم نظام الأسد سياسياً وعسكرياً؟

أريد أن استثمر هذه الفرصة لأقدم اعتذار حقيقي من القلب إلى الشعب السوري باعتباري مصري، كوني كنت من الذين صدموا عندما تأكدوا أن عبد الفتاح السيسي يساند الآن ذلك الرجل الذي يقضي على سوريا منذ سنوات طويلة، وأقول سيأتي اليوم الذي سنحتفل فيه بدمشق، في بيت نزار قباني، بانتصار الثورة المصرية والسورية، نحتفل بزوال السيسي والأسد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات