الموصل بين نموذجيّ جرابلس ومنبج - الفالوجا

الموصل بين نموذجيّ جرابلس ومنبج - الفالوجا
يتمحور جزء أساسي من الخلاف التركي الأمريكي - حكومة المنطقة الخضراء تابعة تماماً، كما نظام بشار، ولا أحد يأخذها على محمل الجدّ - حول النموذج الذي يجب أن  تتخذه معركة الموصل في مواجهة داعش، وهل يكون نموذج جرابلس الناجح والمجدي أم نموذج منبج -الفالوجا التدميري، والذي يخلق مشاكل أكثر مما يحل.

نموذج جرابلس يعني أن تتم الاستعانة بقوة مدربة من أبناء وأهل المنطقة المعارضين والمناقضين الجذريين والحقيقيين لداعش المدعومين بقوة جبارة وجرارة جوية برية نارية واستخباراتية نموذج لا يدمر المدن لا يشرد أهلها يسلمها لهم بعد تحريرها؛ نموذج لا يعتمد التطهير العرقي أو التغيير الديموغرافي؛ نموج لا يستعين أو يستخدم الإرهابيين و يضفي عليهم شرعية وقوة في مواجهة إرهاب داعش؛ نموذج لا يتصالح يساوم أو يهادن أصل وجذر المرض المتمثل بنظام بشار الأسد وجرائمه الموصوفة ضد شعبه.

نموذج منبج -الفالوجا مناقض تماماً، هو نموذج تدميري تمت وتتم فيه الاستعانة بإرهابيين مجرمين وقتلة بحجة محاربة داعش؛ نموذج يتم فيه تدمير المدن تشريد أهلها وناسها ومنعهم من العودة إليها؛ نموذج يعتمد التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي لتحقيق غايات سياسية مستحيلة، والأسوأ والأبشع ربما عوضاً عن كونه محمي أمريكياً. إنه نموذج يشبه نظام الأسد يهادنه متصالح متحالف معه، كما مع ممارسات حكومة المنطقة الخضراء الطائفية الإقصائية فى بغداد التي خلقت البيئة الحاضنة لداعش في العراق، تماماً كما فعل نظام الأسد في الشام.

أمريكا تبنت طوال الوقت خاصة في العراق، وحتى قبل أن يتملك  الرئيس أوباما وهم دخول التاريخ بالاتفاق النووي الإيراني - نترك لهم مقابل الاتفاق رجلهم في دمشق كما قال فى سجاله الشهير مع وزير الدفاع المستقبل تشاك هيغل - نموذج منبج الفالوجا القائم على التغاضي عن السياسات الطائفية الإقصائية الخالقة للقاعدة وداعش، والتي لا تمانع الاستعانة بإرهابيين حتى وفق المعيار والتقييم الأمريكي، لتحقيق غايات سياسية، والتي لا ترفض في الجوهر فكرة الأمبراطورية الفارسية الدموية، طالما أنها تخضع للسياسات الأمريكية العامة والخطوط الحمر الثلاث الشهيرة التي وضعتها واشنطن والمتمثلة بحماية حرية الملاحة فى المضائق والممرات البحرية حماية أمن اسرائيل وحدود سايكس- بيكو ولو على الورق.

في سورية بدت السياسة أكثر بشاعة دموية وقساوة مع تجييش العالم في معركة عين العرب كوباني ثم نسيانها بعد ذلك  وتركها مدمرة خالية على عروشها وتعميم النموذج بعد لك على منبج وتل رفعت نموذج الاستعانة بإرهابيين لمقاتلة داعش، تدمير المدن وإجراء التطهير العرقي، الأهم الكلفة المنخفضة للمرتزقة الجدد طالما أنهم ينفذون الأوامر، وتلقى لهم العظام من وقت لآخر، طالما أنهم لا يصرّون على محاربة وإسقاط النظام بوصفه أم الشّرور والمصائب، حتى أن واشنطن امتلكت الوقاحة وبلادة الحس ذات مرة  للطلب من مقاتلي الجيش الحرّ التوقيع على وثيقة بمحاربة داعش فقط، دون النظام، وهو ما لا يمكن أن يقبله أي مواطن أو ثائر، وبالتأكيد الممثلون الحقيقيون والشرعيّون للشعب السوري.

في المقابل أصرّت تركيا طوال الوقت على رفض نموذج منبج – الفالوجا، ورفضت الانخراط فى قتال داعش بشكل واسع وكبير، إلا بشروطها المعروفة والمعلنة. وعندما تحررت من آخر قيودها الاستبدادية العسكرية، و بات المخطط الاقلوى يمس أمنها، وحتى مستقبل سورية والمنطقة تدخلت بفرض نموذج جرابلس حقيقة واقعة على الأرض؛ نموذج لا يستعين بإرهابين لا يدمر المدن والقرى، لا يشرّد أهلها، بل يعيدهم نموذج يستعين بأهل أو أبناء المدن والبلد الشرعيين، والأهم نموذج لا يتصالح أو يتساوق مع النظام بأي شكل من الأشكال، ويصرّ على خوض المعركة معه حتى إسقاطه سلماً أو حرباً.

منبج -الفالوجا على بشاعته كان نموذج صغير مع عدم تجاهل الجرائم التي شهدها، وعندما أريد تعميمه في سورية والعراق والمنطقة، تدخلت تركيا مباشرة وأجهضت المخطط منذ الأيام، بل الساعات الأولى لعملية درع الفرات، وهو نفس ما فعلته في معركة الموصل، عندما أصرّت على الوجود على الأرض على الحضور على الطاولة، على مشاركة الموصليين وتحدّيدهم لمستقبل ومصير مدينتهم، ومنع أي تطهير عرقي، وأي مشاركة للإرهابين أو تغيير ديموغرافي لتحقيق أحلام أو أوهام امبراطورية الشرّ الفارسية.

بما أن معركة الموصل من المعارك كبرى، ولا يمكن خوضها بمعزل عن تركيا، خاصة مع تحالفها الوثيق مع إقليم شمال العراق، وأبناء الموصل في حرس نينوى، ولا يمكن الاعتماد فعلاً على جيش المنطقة الخضراء أو حشد الخزعلي الطائفي على نطاق واسع فيها، ومع تصميم أنقرة وإصرارها العنيد على الحضور والمشاركة في المعركة ، ووضع خطط بديلة وصريحة وقاطعة اضطرت واشنطن إلى تغيير موقفها ليس فقط في العراق، وإنما في سورية أيضاً.

استقبلت تركيا وزير الدفاع الأمريكي الجمعة بقصف إرهابيي بي كاكا السوري لمنعهم من التمدد أو الاستفادة من المعركة مع داعش، لتحقيق أهدافهم التوسعية البغيضة؛ الرسالة كانت قوية واضحة وصريحة الوزير أشتون فهمها طبعاً حتى قبل وصوله، وبمجرد قراره زيارة تركيا في افتتاح جولته الإقليمية للحشد لمعركتى الموصل والرقة، أعلن صراحة عن مشاركة أنقرة في معركة الموصل، و اتخاذ القرار – همش حكومة المنطقة الخضراء، وبدا فعلا كما الحقيقة راعياً وعرّاباً لها – وبينما يجرى العمل الآن على التفاصيل، وكما أكد على دعم أنقرة في حربها ضد الإرهابين عن مساندتها فى درع الفرات، وركز طبعاً على تحرير دابق لرمزيتها كما للانطلاق منها نحو  معقل داعش الاخير مدينة الباب أيضاً.

بدا أشتون وكأنه رفع اليد عن إرهابيي بي كاكا السوري أو على الأقل أظهرهم على حقيقتهم كإداة صغيرة عليها الانصياع وتلقّي الأوامر الانكفاء إلى شرق الفرات، وحتى تركهم لمصيرهم المحتوم ربما في النهاية، والأهم، كان تبنّي واشنطن لموقف أنقرة وباريس بضرورة تحرير الرقة وهزيمة داعش في عاصمتها الكبرى، وهو ما لا يمكن أن يتم بالأدوات أو بالصغار المعركة الكبرى تحتاج إلى الكبار، ولا يمكن تحقيق ذلك دون تركيا ودعمها، وطبعاً دون شروطها المعلنة المتبدية والمكرّسة في نموذج جرابلس.

الحضور التركى فى معركة الموصل سيدفعها بعيداً عن نموذج منبج-الفالوجا- باتجاه نموذح جرابلس وسيعطى دفعة قوية ايضاً للمضى قدماً فى الاستعداد لمعركة الرقة،  وفق نفس النموذج لا إرهابيين لا تساوق أو تفاهم مع نظام الاسد ، المعركة سيخوضها أبناء سورية  أبناء الرقة الاصليين، فى الجيش الحر وهم من سيتولون إدارتها بعد تحريرها ، وهم من سيكسرون معادلة داعش أو الاسد التى عمل عليها النظام فى الشام كما حكومة المنطقة الخضراء فى بغداد ، بدعم من العاصمة الاقليمية للحلف الاقلوى المذهبى طهران والعاصمة الدولية له موسكو وطوال الوقت بصمت وعدم ممانعة من واشنطن .

التعليقات (3)

    خالد جرابلسي

    ·منذ 7 سنوات 6 أشهر
    الدولة تركية آب روحي لداعش والتنظيم الإرهابي يعمل ضمن المخططات استخبارات تركية في جرابلس لا يخرج الدعش وإنما غيرو البستهم افغاني إلى موديل الجديد البسة الجيش تركي الفاشي يجب أن يفهم السلطان الشيطاني اوردغان بأن حلمه لاسترجاع إمبراطورية العثمانية فقد حلما وليس الحقيقة

    أيمن عصمان ليبيا

    ·منذ 7 سنوات 6 أشهر
    سيدي أين حلب من كل ذلك؟!!!!

    رأي كردي

    ·منذ 7 سنوات 6 أشهر
    هههه بربك عن اي نموذج جرابلس تقصد اسرع انتصار بتاريخ الكرة الارضية عم تحكي لعبة سلم واستلم ولك ما اطلقو طلقة واحدة واستلمو المدينة بصفر خسائر وحتى التنظيم ما زرع لغم واحد اي حل عنا يازلمة مو بينا روح اضحك على حدا تاني قال نموذج جرابلس قال هههههه
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات