بعد تعليق المحادثات حول سوريا.. واشنطن: صبرنا على موسكو نفد

بعد تعليق المحادثات حول سوريا.. واشنطن: صبرنا على موسكو نفد
بعد ساعات من إعلان واشنطن تعليق تعاونها مع موسكو في سوريا، خرج السفير الروسي في مجلس الأمن "فيتالي تشوركين" ليصرح بأنه لولا التدخل الروسي في سوريا لكانت "الأعلام السوداء" ترفرف في مدينة دمشق، متناسياً أن معظم الغارات الروسية في سوريا كانت تستهدف المدنيين وفصائل الجيش السوري الحر.

وقال السفير الروسي إن بلاده تأمل في استئناف التعاون مع واشنطن بشأن سوريا، ولا تأمل في حدوث حرب باردة جديدة. وأضاف تشوركين، الذي تسلمت بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن قبل يومين، في تصريحات للصحفيين من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أن "الهدف الرئيسي لروسيا في سوريا والعراق هو تخليص البلدين من الإرهابيين". على حد زعمه.

واستدرك بالقول إنه "بدون التدخل الروسي في سوريا كانت الأعلام السوداء سترفرف في دمشق"، دون أن يذكر الغارات الروسية التي استهدفت المستشفيات في مدينة حلب المحاصرة والتي تسببت باستشهاد وإصابة مئات المدنيين، إضافة إلى استهداف المستشفيات وأخر تدمير مشفى الصاخور بعد استهدافه للمرة الثانية في أقل من أسبوع.

تعليق المحادثات

وتأتي تصريحات تشوركين بعد ساعات من إعلان واشنطن، في وقت سابق تعليق المشاركة في المباحثات الثنائية مع موسكو، والمتعلقة بالأحداث في سوريا، بعد أن هدّد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الأسبوع الماضي، نظيره الروسي سيرغي لافروف بوقف الولايات المتحدة تعاونها مع موسكو بخصوص الأوضاع في سوريا، إذا لم توقف روسيا ونظام بشار الأسد فوراً غاراتهما على مدينة حلب شمالي البلاد، والعودة إلى وقف الأعمال العدائية.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي "لم يتم اتخاذ هذا القرار بسهولة"، متهماً روسيا وحليفها النظام السوري بتصعيد الهجمات على مناطق المدنيين. وقال كيربي إن الجيشين الروسي والأميركي سيواصلان استخدام قناة اتصال وضعت لضمان عدم حدوث تصادم بينهما خلال "عملياتهما لمكافحة الإرهاب في سورية".

إلا أن الولايات المتحدة ستستدعي الأشخاص الذين تم إرسالهم إلى جنيف من أجل إنشاء "مركز تنسيق مشترك" مع الضباط الروس للتخطيط لشن ضربات منسقة. من جهته قال الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن "الصبر على سورية نفد".

روسيا والنظام يواصلان استهداف المدنيين

وأضاف إرنست إن "صبر الجميع على سورية نفد"، وتابع "لم يعد هناك ما يمكن أن تتحادث به الولايات المتحدة مع روسيا" في شأن سورية، معتبراً أن الوضع "مأسوي". وسيعلق الديبلوماسيون الأميركيون بذلك المحادثات مع روسيا حول إعادة تفعيل وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في التاسع من أيلول بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف.

وقال كيربي في بيان "للأسف أخفقت روسيا في الوفاء بالتزاماتها بما في ذلك التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي"، وأضاف أن روسيا "إما أنها كانت غير مستعدة أو غير قادرة على ضمان التزام نظام الأسد بالترتيبات التي وافقت عليها موسكو".

وذكر كيربي أيضاً "بدلاً من ذلك اختارت روسيا والنظام متابعة المسار العسكري بما لا يتناسب مع وقف الأعمال القتالية كما هو واضح من تكثيف هجماتهم ضد مناطق المدنيين". واتهم موسكو ودمشق بـ "استهداف البنى التحتية الحساسة مثل المستشفيات، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين".

وكرر تهمة واشنطن بأن روسيا والنظام مسؤولان عن الهجوم الدامي في 19 أيلول على قافلة الأمم المتحدة للمساعدات في شمال سورية على مشارف حلب.

زيادة التوتر

وفي شأن آخر وفي زيادة لحدة التوترات بين موسكو وواشنطن، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً لتعليق اتفاق مع الولايات المتحدة في شأن التخلص من البلوتونيوم الصالح لصنع أسلحة نووية في علامة جديدة على تدهور العلاقات بين الدولتين.

وقالت مقدمة المرسوم إن الاتفاق، الذي وقع في العام 2000 وبدأ سريانه وفقاً لاتفاق آخر وقع في 2010، سيعلق بسبب "ظهور تهديد للاستقرار الاستراتيجي وكنتيجة للإجراءات غير الودية من جانب الولايات المتحدة الأميركية حيال الاتحاد الروسي".

وقالت أيضاً إن الولايات المتحدة عجزت عن "ضمان تنفيذ التزاماتها الخاصة باستخدام البلوتونيوم الفائض الصالح لصنع أسلحة". ودعا الاتفاق الذي وقعه في العام 2010 وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزيرة الخارجية الأميركية آنذاك هيلاري كلينتون الجانبين إلى التخلص من 34 طناً مترياً من البلوتونيوم بإحراقها في مفاعلات نووية.

وقالت كلينتون وقتها إن تلك الكمية كافية لصنع ما يصل إلى 17 ألف سلاح نووي. واعتبر الجانبان وقتها الاتفاق كعلامة على نمو التعاون بينهما في مجال الحد من انتشار الأسلحة النووية.

وأظهر مشروع القانون الذي تقدم به الرئيس الروسي أن موسكو ترغب في أن ترفع الولايات المتحدة جميع العقوبات وتدفع تعويضات عن الضرر الذي تسببت به إذا أرادت أن تستأنف روسيا تنفيذ اتفاق التخلص من البلوتونيوم المخصب لصناعة الأسلحة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات