واشنطن تتراجع عن تهديداتها وموسكو تستعد للاحتمالات الأسوأ في سوريا

واشنطن تتراجع عن تهديداتها وموسكو تستعد للاحتمالات الأسوأ في سوريا
استأنفت روسيا والولايات المتحدة بحث سبل تنفيذ اتفاقهما حول سوريا، وإمكانية إدخال تعديلات على نصه بغية تنفيذه، رغم أن التصريحات الرسمية الروسية يوم أمس أشارت إلى أن موسكو لا تنوي تقديم التنازلات على الرغم من التهديد الأميركي بوقف التعاون معها في سوريا، وذلك رغم الانتقادات الواسعة عالمياً على خلفية دورها المباشر وغير المباشر في تعميق المأساة السورية، وفي مدينة حلب على وجه الخصوص.

ورداً على التهديدات التي أطلقتها واشنطن مؤخراً، كشفت روسيا عن تعزيز وجودها العسكري "المفتوح زمنياً" في سوريا، في إشارة إلى استعدادها للاحتمالات الأسوأ، قابله تراخي أمريكي جديد، حيث أكدت الإدارة الأمريكية أن "الباب لم يغلق نهائياً" بخصوص وقف إطلاق النار داخل سوريا، وذلك في تبرير لتراجعها عن تهديدها بوقف التعاون مع موسكو بهذا الملف.

مكالمة هاتفية بين كيري ولافروف تستغرق ساعة ونصف 

فقد كشفت وزارة الخارجية الروسية يوم أمس عن بعض تفاصيل المحادثات بين لافروف ونظيره الأميركي جون كيري التي جرت خلال اتصال هاتفي بينهما مساء أول من أمس، إذ قال "سيرغي ريابكوف" نائب وزير الخارجية الروسي إن الوزيرين "واصلا بحث إمكانية العمل معا لتطبيع الوضع في حلب"، موضحاً أن محادثات الوزيرين استغرقت قرابة ساعة ونصف، وأكد لافروف خلالها أن "روسيا تنطلق من مصلحة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وما زالت منفتحة على الحوار مع الولايات المتحدة حول كل الجوانب الرئيسية للتسوية السورية".

 وكان لافتاً أن يتصل كيري بوزير الخارجية الروسي في وقت بلغت فيه حدة التوتر بين الجانبين مستويات غير مسبوقة، إذ هدد كيري بتوقيف التعاون مع روسيا وحملها مسؤولية التصعيد في سوريا، بينما حذر الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي روسيا من أن يؤدي الوضع في سوريا إلى استهداف المصالح وربما المدن الروسية، وهو ما رأت فيه موسكو "تهديدات مبّطنة".

بحث إمكانية إدخال تعديلات على نص الاتفاق الأمريكي الروسي

من جهة أخرى، كشف "ألكسندر كيشينياك" سفير روسيا لدى نظام الأسد، عن بحث الجانبين الأميركي والروسي لتعديلات سيجري إدخالها على نص الاتفاق الموقع يوم التاسع من أيلول، وصرح كيشينياك في حديث يوم أمس لوكالة "ريا نوفوستي" قائلاً: "يجري الآن نقاش حول صيغ ما لتعديل الصيغة التي تم الاتفاق عليها في جنيف (يقصد آليات التنفيذ في الاتفاق الأميركي – الروسي) بغية أن يصبح الاتفاق مع تلك التغيرات الطفيفة قابلا للتنفيذ". وأوضح أنه على أساس تلك التعديلات "سيصبح ممكناً إعادة إطلاق العمل بنظام وقف إطلاق النار، والانتقال بعد ذلك إلى الجهود المشتركة ضد الإرهاب"، حسب قوله.

روسيا تعزز وجودها العسكري المفتوح زمنياً في سوريا

وبموازاة المحادثات الدبلوماسية برزت معطيات تشير إلى أن روسيا تستعد للاحتمالات الأسوأ، أو أنها على الأقل تحاول دعم انتقاداتها الدبلوماسية حادة اللهجة نحو واشنطن بخطوات "تحذيرية" عسكرية، من مغبة الصدام في سوريا بحال لجأت واشنطن إلى "الخطة ب" الذائعة الصيت.

فقد أعلن الكرملين تعزيز الوجود العسكري المفتوح زمنياً في سوريا، وإرسال المزيد من طائراتها الحربية في الذكرى السنوية الأولى للتدخل المباشر، متجاهلة تحذيرات واشنطن بتجميد التعاون الديبلوماسي معها.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس إنه" لا يوجد إطار زمني للعملية العسكرية في سورية"، مدعياً أن "النتيجة الرئيسية لضربات روسيا الجوية ضد "الإرهابيين" في سورية على مدى العام الماضي هي عدم وجود داعش أو القاعدة أو جبهة النصرة الآن في دمشق"، وفق صحيفة الشرق الأوسط.

وكانت صحيفة "إزفستيا" الروسية قد نقلت في عددها يوم أمس عن مصدر عسكري تأكيداته أن روسيا أرسلت عددا إضافيا من قاذفاتها السوخوي من طرازي "سو ­ 24 وسو ­ 34" إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا، بينما أعدت مجموعة أخرى من القاذفات المقاتلة من طراز سوخوي "سو ­ 25"، إلا أن الأوامر لإرسالها إلى سوريا لم تصدر بعد، وفق ما قال المصدر العسكري الروسي للصحيفة، مؤكداً أنه "عند الضرورة يمكن تعزيز وضع القوات الجوية الروسية في سوريا خلال يومين إلى ثلاثة أيام".

واشنطن تبرر تراجعها عن تهديدها بوقف التعاون مع موسكو

في واشنطن، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر، مساء أمس الجمعة، أن بلاده "لم تغلق الباب نهائياً" بخصوص وقف إطلاق النار داخل سوريا، وذلك في تبرير لتراجع واشنطن عن تهديدها بوقف التعاون مع موسكو بهذا الملف.

"تونر" وفي مؤتمر صحفي عقده في واشنطن، قال "لا زلنا على نفس الوضع، لم نقفل ذلك الباب نهائياً، ولم نوقف علاقاتنا الدبلوماسية مع روسيا المتعلقة بسوريا".

وأشار أن واشنطن "تقف على الحافة"، في إشارة إلى قرب نفاد صبرها.

وتابع "إننا حتى الآن لم نرهم (في إشارة إلى الروس) يتخذون أي نوع من الإجراءات التي نريد لهم أن يتخذوها"، لافتا في الوقت نفسه أن بلاده "لم تفقد صبرها بالكامل بعد".

وكشف أن الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا "لا زال مستمراً"، في إشارة لمكالمة هاتفية أجراها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في وقت سابق من يوم أمس، بعد انتهائه (كيري) من المشاركة في جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق، شمعون بيريز في إسرائيل، دون التطرق لتفاصيل المكالمة.

وفي التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري، توصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة، ويتكرر بعدها لمرتين، وبعد صموده لسبعة أيام يبدأ التنسيق التام بين الولايات المتحدة وروسيا في قتال تنظيم "داعش"، وجبهة "فتح الشام"، وشملت الأهداف الأولية للاتفاق السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، غير أن الهدنة انهارت فعلياً بعد أسبوع، عندما تعرضت قافلة مساعدات للهجوم يوم 19 سبتمبر/ أيلول الجاري، ما أسفر عن استشهاد نحو 20 شخصاً، وحينها تبادلت واشنطن وموسكو الاتهامات بشأن المسؤولية عن ذلك القصف. 

وعلى إثر قصف القافلة الإنسانية، هدد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أمس الأول الأربعاء، نظيره الروسي، سيرغي لافروف، بوقف الولايات المتحدة تعاونها مع موسكو بخصوص الأوضاع في سوريا، إذا لم توقف روسيا ونظام بشار الأسد فوراً غاراتهما على مدينة حلب شمالي البلاد، والعودة إلى وقف الأعمال العدائية. 

وعلل متحدث الخارجية عدم تنفيذ بلاده لتهديدات كيري، بالقول "هنالك خيارات أخرى تحدثنا عنها، الكثير منها غير صالحة، لذا وقبل أن نغلق الباب نهائياً، نريد أن نتأكد أننا نعرف ما هو على المحك، وما هو أهم أننا نريد لروسيا أن تفهم ما هو على المحك كذلك"، في إشارة إلى أن فشل الحل الدبلوماسي سيؤدي إلى تصعيد أعمال العنف وإراقة الدماء في البلاد.

ومنذ إعلان نظام الأسد انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/أيلول الجاري، تشن قواته ومقاتلات روسية، حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام، حيث تعاني أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة الثوار، حصاراً برياً من قبل قوات نظام الأسد ومليشيات إيران بدعم جوي روسي، منذ أكثر من 20 يوماً، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية؛ ما يهدد حياة نحو 300 ألف مدني موجودين فيها.

التعليقات (2)

    سوري

    ·منذ 7 سنوات 6 أشهر
    الروس يعلمون جيدا انهم يتحاورون مع واحد جبان "اباما" لذلك يعتبرون ان اي تهديد يخرج من واشنطن هو عبارة عن صفير في المقبرة حتى انهم بدأوا يسخرون من اي تصريح او كلام يخرج من واشنطن ، هذا يثبت ان الشخص في البيت الابيض عديم الخبرة ولا يفهم من السياسة قدر انمله

    سني لبناني

    ·منذ 7 سنوات 6 أشهر
    لعنة الله على كل أنظمة الحكم في الدول العربية وحتى الشعوب العربية إذا قلت لكم أمريكا ﻻ تسلح لثورة تسمعون مثل التلميذ شاطر المجوس و روس في بلد الشام يفتكون في كل شيء بينما اﻷمة نائمة هل هذه امة محمد صلى الله عليه وسلم واحفاد عمر وخالد بن الوليد
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات