حرب "الفتاوى" تشتعل في حلب.. والجيش الحر يؤكد استئناف "درع الفرات"

حرب "الفتاوى" تشتعل في حلب.. والجيش الحر يؤكد استئناف "درع الفرات"
أكدت فصائل الجيش السوري الحر المنضوية في غرفة عمليات " درع الفرات " استمرار معركتها ضد تنظيم الدولة " داعش"  وأوضحت الفصائل المشاركة في العملية بدعم تركي بري وجوي،  أنها ستستأنف هجماتها ضد التنظيم خلال الساعات القادمة بعد توقف شبه كامل خلال الأيام القليلة الماضية.

وكانت معارك درع الفرات قد انتقلت تدريجياً من مناطق شمال شرق حلب، نحو الغرب باتجاه ريف حلب الشمالي، بعد السيطرة على جرابلس وريفها والغندورة والقرى والبلدات المحيطة، وعلى كامل الشريط الحدودي الممتد بين جرابلس والراعي وصولاً إلى إعزاز، وشهدت البلدات الواقعة إلى الجنوب الغربي من الراعي هجمات عنيفة من قبل المعارضة والقوات الخاصة التركية تمكنت خلالها من السيطرة على سبع قرى وبلدات، ووصلت طلائع مقاتلي درع الفرات إلى مشارف بلدة تركمان بارح القريبة من بلدة أخترين الاستراتيجية لكنها سرعان ما تراجعت أمام هجمات التنظيم المعاكسة التي تسببت بخسارة عدد من المواقع، ومن ثم توقفت المعارك الجدية وبقيت اشتباكات هنا وهناك على طول جبهات القتال تصدت خلالها المعارضة لمحاولات التنظيم في استعادة مواقعه.

حرب الفتاوى

 

ولم تكن المقاومة العنيفة التي أبداها تنظيم الدولة " داعش " في جبهات الشمال وحدها التي أثرت بشكل سلبي على سير المعارك، بل أتت الفتاوى القادمة من إدلب، والتي أصدرها تجمع أهل العلم، وجبهة فتح الشام،  والتي تقضي بتحريم القتال في " درع الفرات " في ظل الدعم التركي البري، والدعم الجوي الامريكي الذي يقود بطبيعة الحال التحالف الدولي في وسوريا ضد التنظيم، وراحت فتاوى تجمع أهل العلم، والجبهة بعيداً بحيث اتهمت ثلاثة فصائل منضوية في " درع الفرات " بأنها تابعة للبنتاغون الأمريكي وهي لواء المعتصم وفرقة الحمزة واللواء 51 .

وقالت الفتاوى المضادة لدرع الفرات "نرى حرمة في القتال في الريف الشمالي تحت أي طرف إقليمي أو تحالف دولي، لا على جهة الاستعانة، ولا من باب التنسيق معه لأن واقع الحال ليس استعانة، ولعدم توفر الشروط الشرعية اللازمة في هذه الحالة، وأضافت أنه "يحرم التعامل معه (الأمريكان) بأي نوع من أنواع التعامل تحت أي مبرر أو ذريعة، ومهما تأول المتأولون حينها، فلن يجنوا سوى الحكم عليهم بحكم من تولى الكافرين" وسبق الفتاوى التي أصدرها كل من جبهة فتح الشام وتجمع أهل العلم بساعات، بيان لحركة أحرار الشام الإسلامية تجيز فيه القتال في ريف حلب الشمالي بدعم تركي ضد تنظيم الدولة " داعش " لتحرير مناطق شمال حلب من سيطرة التنظيم.

من جانبه، رد المجلس الاسلامي السوري في بيان له على بيان تحريم القتال في غرفة عمليات " درع الفرات "  بأن القتال مع القوات التركية في عملية "درع الفرات" في الشمال السوري جائز شرعا، وأكد بإن مسألة كهذه لا يرجع فيها إلى آحاد الصور الجزئية والمسائل الفرعية التي قررها الفقهاء القدامى وبحثوها من حيث هي مقطوعة عما يحيط بها، مؤكدًا أن الظروف التي نعيشها اليوم باتت معقدة ومختلفة جدًّا عما سبق، وأوضح المجلس في بيانه أن قتال تنظيم الدولة وميليشيا "PYD" مشروع ﻷنهما  صائلان معتديان، والاستعانة على قتالهم ورد صيالهم مشروعة مع العجز عن رد صيالهم الذي لا يزال مستمرا".

واعتبر بيان المجلس  أن "هذه المعونة يستوي فيها أن تأتي بطلب منا أو بمبادرة من جهة موثوقة كالجارة تركيا وهي بلد مسلم مثلنا تتعرض لعدوان هؤلاء وصيالهم، ولا يقال هنا إن تركيا تستعين بالكافر وبالتالي لا يجوز القتال معها لأننا نقيد هذا القتال بأن يكون ضد الفصائل المعتدي الذي عجزنا عن رد صياله، ونشترط ألا تتعطل معركتنا اﻷم وهي مع النظام المستبد، وألا نلتزم التزامات غير مقبولة شرعًا تجاه أيّ أحد كان، وأكد بيان المجلس أن الاستعانة بتركيا تقي شرًّا أكبر ومفسدة أعظم، وقد قرر الفقهاء أن المفسدة الاعظم تُدفع  بالادنى، وطالب المجلس طلاب العلم أن يتقوا الله في شعبنا ولا يزيدوه شقاء إلى شقائه ومعاناته بفتاوى متسرعة أو لا تقدّر عواقب الأمور ولا توازن بين المفاسد والمصالح أو بين المفاسد والمفاسد وكلاهما ميزانان شرعيان".

 

وتزامنت البيانات والفتاوى المحرمة للاشتراك في درع الفرات والمحللة لها مع حرب حامية الوطيس على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتحديد موقع " تويتر" الذي يعتبر منبراً للتيارات الإسلامية الجهادية، التي دافعت بشدة عن فتاوى جبهة فتح الشام وتجمع أهل العلم، ووصلت بكثير من الشخصيات السلفية إلى حد تكفير من يستعين بالأتراك ويشارك في معركة درع الفرات ، ورد رواد تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي عامة الموالون للفتاوى التي أجازت القتال في درع الفرات بمساندة القوات التركية على منظري السلفية الجهادية الذين رأوا في فتوى فتح الشام وتجمع أهل العلم فرصة سانحة ليبثوا الفتن بين الفصائل ويخونوا ويكفروا، وأبدى الناشطون السوريون تعجبهم من الفتوى التي بدت مسيسة أكثر منها تهدف لتحكيم الشريعة وبحسب رايهم أتت لتقوض جهود معركة درع الفرات وإيقافها بعد أن وصلت لمراحل متقدمة من النجاح في الميدان.

وتوالت الفتاوى والبيانات المؤيدة لفتوى المجلس الاسلامي السوري الذي رآى جواز القتال في درع الفرات من فصائل ومكونات عسكرية ومدنية وشرعية في الداخل السوري، كان من بينها بيان  المجلس الشرعي في حلب ، والذي أكد  بأن الدعم والتشجيع التركي لفصائل الشمال قائم منذ عامين وهو ليس بالجديد، وإنما الجديد هو مشاركة تركيا بالجنود والعتاد مباشرة، لإفشال مشروع دولة كردية على غرار إسرائيل، ذات تبعية غربية، تفصل الأتراك المسلمين عن إخوتهم العرب، موضحاً أن المعركة هي معركة ضد قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها التحالف الأميركي مباشرة، وضد تنظيم داعش التي يسيرها التحالف بالوكالة، وقال إن الخلط بين التحالف وتركيا يعتبر تصوّراً مغلوطاً للمعركة، منوّهاً إلى محاولات التحالف عزل تركيا عن العالمين العربي والاسلامي.

وبحسب بيان مجلس حلب الشرعي فإن دخول الجنود الأمريكيين غايته " وما تسلُّلُ بعض الجنود الأمريكان إلى منطقة الراعي إلا بقصد تشويه المعركة وإثارة البلبلة وتهييج المغفّلين، وما وقوف الفصائل المجاهدة في وجههم وطردهم إلا دليلاً ساطعاً على رفضهم مشاركة أميركا، وأكد المجلس أن، مشاركة الثوار في معركة درع الفرات مع تركيا المسلمة هو جهاد شرعي، وعلى بصيرة، وليس فيه أي محظور، وأن مَنْ قُتِل منهم ضد تنظيم داعش و قسد، مخلصاً لله، نحسبه عند الله شهيداً، والتهجم على مجاهدي الشمال هو من الإرجاف .

وفي السياق نفسه، أصدرت الهيئة الشرعية التابعة لجيش الإسلام، بيانًا يؤيد الفتوى الصادرة من المجلس الإسلامي السوري بالقتال والتنسيق مع الجيش التركي في العمليات والمعارك، التي يخوضها الجيش الحر في الشمال السوري، ضد تنظيم الدولة والوحدات الكردية " قسد " وجاء في البيان، الذي أصدرته الهيئة  الأحد 25 أيلول، أنها تبارك القتال مع الحكومة التركية والجيش التركي، وترى أن فتوى المجلس الإسلامي هي فتوى مسددة وتوافق الشرع الحنيف، وأضافت أن عملية تكفير الأشقاء في تركيا هو من فكر الخوارج الغلاة، الذين استباحوا الدماء وساهموا في هدم الثورة والجهاد في سوريا وشوهوا صورة الإسلام.

من جهته حث مجلس محافظة حلب الحرة  فصائل الثورة على إيجاد مجلس قيادة موحد يختص بالشأن العسكري ويجتمع الناس حوله، والقوى الداعمة لعملية "درع الفرات" بسرعة التوجه لدعم صمود حلب وفك الحصار عنها.

وبعد هذا الجدل الواسع الذي أحدثته فتوى " تجمع أهل العلم" وما تلاها من بيان لجبهة فتح الشام تحرم فيه القتال في " درع الفرات " أعلن عدد من العلماء وطلاب العلم من داخل تجمع أهل العلم حيث انسحب  عضوان رئيسيان من التجمع الأول أحمد محمد نجيب، رئيس الهيئة القضائية في حركة أحرار الشام الإسلامية، الذي أعلن انسحابه من التجمع في تغريدة عبر موقع تويتر، عازيًا ذلك لأنه لم يحقق "ما صبونا له من توحيد الساحة على مرجعية شرعية واحدة في الداخل".

وفي خطوة مماثلة، انسحب الداعية والباحث الإسلامي عباس شريفة من التجمع، وقال، في تغريدة عبر تويتر، كنت مشاركًا في تجمع أهل العلم" لغاية توحيد المرجعية الشرعية، ولكن لم يحصل المطلوب، والعبد الفقير الآن لا ينتمي إلى أي تجمع شرعي"، وقالت مصادر إعلامية مقربة أن  الانسحابات جاءت على خلفية فتاوى ارتجالية لبعض أعضاء التجمع، بخصوص قتال الجيش الحر ضد تنظيم الدولة  في ريف حلب الشمالي.

وأوضحت المصادر نفسها أن الفتوى الأخيرة صدرت دون معرفة عدد من مؤسسي التجمع، وهم الباحث عباس شريفة، ورئيس هيئة الدعوة والإرشاد في أحرار الشام موفق أبو الصادق الحموي، ورئيس الهيئة القضائية في حركة أحرار الشام أحمد نجيب، والداعية السعودي عبد الله المحيسني.

رد الفصائل على فتاوى التحريم 

مدير المكتب السياسي للواء المعتصم، مصطفى سيجري، قال لـ"أورينت نت " إن من أصدر فتاوى التحريم هم أدعياء علم، ولو أنهم يمتلكون القليل  من العلم كان عليهم أولًا التواصل مع فصائل الجيش الحر، وسماعها، ففصائل الجش الحر في الشمال الحلبي هم أهل الأرض وقادة الجهاد وصناع الثورة.

وتابع سيجري " للأسف كل يوم نتفاجئ بان فتاوي تخرج علينا من هنا وهناك لتصب في صالح النظام وإيران ، أمر عجيب بالفعل هذا التوافق، طبعا مثل هذه الفتاوى تشوش علينا وتكون عامل تعطيل ولكن بفضل الله سرعان مايتم تلافي الامر بوعي مقاتلينا وفتوى المجلس الاسلامي السوري وهو المرجعية الشرعية لنا، وأشار سيجري إلى أن  قتال الجيش السوري الحر هو قتال  لظالم مرتد باع نفسه ودينه لأعداء الأمة، من استقدم الأعداء لقصف المسلمين هو من يستعين بالكافر على المؤمن، وليس أمثالنا من الثوار الفقراء .

وأكد سيجري أن الجيش السوري الحر الذي يقاتل اليوم في درع الفرات قدم تضحيات كبيرة منذ انطلاقة الثورة السورية، وتشهد جبهات النظام في حلب والشمال ضد داعش في مارع وريفها التي عاشت عاماً كاملا من المعارك التي شنها التنظيم للسيطرة عليها وفشل.

وأصدرت الفصائل الثلاث التي ذكرت بالاسم في فتوى جبهة فتح الشام " لواء المعتصم، فرقة الحمزة، اللواء 51 " بياناً قالت فيه " بعد كثرة الشائعات والافتراءات التي تطال فصائل الجيش السوري الحر ومنها : فرقة الحمزة – اللواء 51 – لواء المعتصم ، وأمام هذه الهجمة الشرسة التي يقف خلفها النظام وإيران وعملائهم وأذنابهم ضد مجاهدونا، وخصوصاً بعد أن أوجعتهم انتصاراتنا في عملية درع الفرات وأفشلت مخططاتهم في تسليم المنطقة لـ pkk، والتي تهدف إلى إقامة إقليم كردي انفصالي لفصل سوريا عن تركيا .

وتابع البيان " والبعض لم يكتف بأن خذل الريف الشمالي بل سارع إلى الطعن فينا وبجهادنا تمهيداً  للغدر بمقاتلينا بغية إفشال عملية درع الفرات وقد أصبح هذا واضحاً في بياناتهم الأخيرة، وعلى الرغم من كل هذه المؤامرات الداخلية والخارجية صمدنا في حصار خانق قد فرضه علينا ميليشيا الـ pkk وعصابات داعش، حتى أكرمنا وتمكنا من إطلاق عملية درع الفرات بالمشاركة مع باقي الفصائل من الجيش الحر وبمساندة الأشقاء الأتراك ".

ولفت البيان أنه " ومن موقع الواجب والمسؤولية وحرصاً  منا على المصلحة العامة ومن أجل الحفاظ على المكتسبات الأخيرة وسعياً منا لاستكمال الانتصارات بعيداً عن تشويش الغلاة والعملاء والأعداء والمنافقين، نجد أنفسنا ملزمين أن نبين لشعبنا السوري العظيم الآتي : خلقنا أحرار وسنبقى، و لا نؤتمر بجهة خارجية أو دولية، وهدفنا إرضاء الله عز وجل و رفع الظلم عن أهلنا، ملتزمون بمبادئ و أهداف الثورة ، " المجلس الإسلامي السوري " و " المجلس الشرعي في حلب " هم المرجعية الشرعية لنا ، نحن مستمرون بحربنا على نظام الأسد وعلى أدواته داعش و ال pkk،  قتالنا لداعش هو قتال فئة باغية معتدية قادتها المتنفذين عملاء مرتدين وعناصرها غلاة مجرمين ، وسنبقى على العهد في الحفاظ على سورية أرضاً و شعباً وسنبقى دائماً السد المنيع لديننا وعرضنا وأهلنا وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ "

درع الفرات ستستأنف من جديد 

بالطبع ترك الجدل الأخير والفتاوى الشرعية بخصوص معركة " درع الفرات " أثراً سلبياً على سير المعركة التي كانت تخطوا بخطى واثقة نحو أهدافها في الشمال والشرق الحلبي، وتضع نصب أعينها مدينة الباب الاستراتيجية التي يسيطر عليها التنظيم، وعلقت عدد من الفصائل العسكرية أعمالها لعدة أيام، احتجاجاً على فتاوي تجمع أهل العلم، وجبهة فتح الشام، على خلفية الصدمة التي أحدثتها الفتوى التي ضربت بعرض الحائط كل تضحياتهم عبر السنوات الماضية في قتال التنظيم، وقتالهم الأخير تحت مظلة درع الفرات.

لكنها لم تؤثر على قرار فصائل الجيش الحر في استمرارهم في قتال تنظيم الدولة، والمضي قدماً في معركة " درع الفرات " حتى تحقيق أهدافها البعيدة على الأرض، وتنوي الفصائل فعلياً البدء بمرحلة جديدة من العمليات العسكرية خلال الساعات القادمة، في ريفي حلب الشمالي والشرقي بعد هدوء نسبي شهدته الجبهات هناك لعدة أيام ، ويؤكد مصطفى سيجري، مدير المكتب السياسي للواء المعتصم، أن " درع الفرات " مستمرة في عملياتها العسكرية برغم كل الصعاب التي تواجهها، والفتاوى والآراء التي تهدف إلى إيقافها وإفشال عملها. 

داعش يحشد لمواجهة عنيفة في الشمال 

لا تبدو المعركة في الشمال، شمال مارع وشرق إعزاز بالسهولة التي عهدتها الفصائل المقاتلة إبان دخولها جرابلس، وزحفها المتواصل عبر مرحلتين أولى وثانية وسيطرتها على قرى وبلدات عديدة تتجاوز 100، على الشريط الحدودي الممتد قرابة 60 كيلو متراً، فالتنظيم بات يدافع بعنف عن مواقعه بريف حلب الشمالي، وحشد المزيد من قواته في الشمال، واستقدم جحافلاً من المرتزقة والآليات الثقيلة والسيارات رباعية الدفع تحضيراً لمواجهة كبيرة بالتزامن مع بدء العمليات  العسكرية لدرع الفرات وتمددها جنوب غرب الراعي باتجاه أخترين وصوران واحتيملات.

وشهدنا خلال الأيام الأخيرة من الأسبوع الماضي سلسلة هجمات معاكسة للتنظيم على مواقع الجيش السوري الحر قرب الراعي، تمكن خلالها من استعادت السيطرة على قرى وبلدات كانت " درع الفرات " سيطرت عليها في وقت سابق، واستهدف التنظيم مواقع الثوار في ريف حلب الشمالي خلال أربعة أيام من المعارك بأكثر من عشر سيارا مفخخة، وانتحاريين أخرين فجروا أنفسهم وهم على دراجاتهم النارية.

ومما يعزز صعوبة المعارك في الشمال كثرة الألغام والدفاعات الأرضية المتفجرة التي نشرها التنظيم لحماية القرى والبلدات التي تعتبر خط الدفاع الأولى عن " دابق " التي يعتبرها أرض الملحمة الكبرى، والتي  يلتقي فيها أهل الكفر وأهل الإيمان بحسب فلسفته الشرعية، وهي في الوقت نفسه تعتبر دافعاً رمزياً يفسح المجال أمام المئات من مقاتلي التنظيم للانضمام في صفوف المدافعين عن المنطقة ضد الجيش السوري الحر، ما يجعل مهمة تحرير المنطقة صعبة وتتطلب وقتاً أطول.

ويبلغ عدد مقاتلي تنظيم الدولة " داعش " في ريف حلب الشمالي 5 ألاف مقاتل موزعين على خطوط جبهات طويلة، وتعتبر مدينة الباب المركز الرئيسي لتلك القوات التي المدعومة بمختلف أنواع الأسلحة الصاروخية والمدفعية، ناهيك عن مضادات الدروع التي لطالما استخدمتها في عدة مواقع في الشمال خلال المعارك الأخيرة.

وفي المقابل لا تتجاوز أعداد مقاتلي الجيش السوري الحر  في " درع الفرات " 2000 مقاتل، أي أن الأعداد الحالية لا تكفي لخوض معركة كبيرة تصل أهدافها إلى عمق مناطق سيطرة التنظيم في الباب وريفها، لذا من الممكن أن تشهد الجبهات زيادة في أعداد مقاتلي الجيش الحر خلال الأيام القليلة القادمة.

وتتلقى الفصائل المقاتلة  في " درع الفرات " دعماً عسكرياً جيداً، يمكنها من التفوق على آلة التنظيم الحربية، وقد تسلمت فرقة الحموة أخيراً سيارات رباعية الدفع مصفحة " همر " وهي مدرعات سريعة الحركة  والمناورة ولا تؤثر فيها الألغام الأرضية التي نشرها التنظيم بكثافة في محيط القرى والبلدات المستهدفة في ريف حلب الشمالي .

التعليقات (4)

    ابو فرج الفاعوري

    ·منذ 7 سنوات 6 أشهر
    أليس من الأولى و الأحق و الأجدر ذهاب هؤلاء المقاتلين لفك الحصار عن 400 الف مدني في حلب الشرقية سؤوال يطرح نفسه

    محمد عمار

    ·منذ 7 سنوات 6 أشهر
    بعيداً على الفتاوى لو كان عند هذه الفصائل المشاركة بدرع الفرات أي نخوة أو شرف لكانوا هبوا لنصرة حلب التي باتت تحت خطر داهم ثم بعد ذلك أكملوا درع الفرات

    524587

    ·منذ 7 سنوات 6 أشهر
    اقسم انه لا ينضوي تحت راية البنتاغون سوى داعش والنصرة الخصرة او ما يسمى جبهة فضح الشام وليس فتح الشام...والان يستشرفون ويتهمون الاخرين بانهم مع البنتاغون ونسوا ان الغولاني وليس الجولاني هومن صنع البنتاغون..

    ابو عبد الله الشامي

    ·منذ 7 سنوات 6 أشهر
    صدقت لكن اكثر الناس يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات