مبيت أمام القنصلية السورية في سبيل جواز.. وتنسيق بريطاني مع النظام

مبيت أمام القنصلية السورية في سبيل جواز.. وتنسيق بريطاني مع النظام
يعاني السوريون في مدينة اسطنبول التركية من مصاعب وتعقيدات للحصول على جوازات سفر جديدة أو تمديد القديم منها، وبالرغم من قيام العديد منهم بدفع مبالغ مالية كبيرة كرشاوى للحصول على جوازاتهم التي من المفترض انها "رسمية" من دوائر النظام فقد تعرضت الصحفية السورية "زينة ارحيم" للمساءلة في مطار هيثرو ببريطانيا وتمت مصادرة جوازها، الذي استصدرته من قنصلية النظام باسطنبول، بحجة أنه "مسروق" وكادت سلطات المطار أن تقوم باعتقال ارحيم لولا وجود جوازها القديم مع التاشيرة بحوزتها.

اذلال ونصب

وقالت ارحيم أنها مثل العديد من السوريين دفعت مبلغاً كبيراً، 1500 دولار، للحصول على الجواز ولكن نظام الأسد على ما يبدو قام بتعميم رقم الجواز، بالإضافة لجوازات أخرى صادرة من قنصليته باسطنبول، على المطارات الدولية مدعياً أنها مسروقة أو مزورة، وبذلك يكون قد قام بما تعهد به من منح السوريين جوازات سفر، بغض النظر عن اعترافهم به، وبنفس الوقت قام بعرقلة سفرهم ومنعهم من التنقل عبر تعميم أرقام جوازاتهم على المطارات.

ولا تتوقف مشاكل السوريين في اسطنبول مع قنصلية النظام، إذ حتى القيام بأي معاملة عبر القنصلية، كتسجيل المواليد او تثبيت عقود الزواج أو تمديد الجوازات واستصدارها، بات أمراً بالغ الصعوبة يكتنفه الكثير من عمليات الاذلال والابتزاز، عدا النصب والاحتيال وكل ذلك يتم باشراف موظفي القنصلية.

5 أيام بلياليها

وكانت قنصلية النظام في اسطنبول قامت منذ شهر تقريباً بإلغاء تسجيل الطلبات عبر الانترنت، وعادت لاعتماد الطريقة القديمة التي تعتمد على الانتظار أمام  أبوابها، ومع طريقة موظفيها اللئيمة بالتعامل، والتي لا تختلف بشيء عن دوائر نظام الأسد ومؤسساته، تحول الانتظار أمام أبوابها لعقوبة تنطوي على الكثير من الذل والقهر.

وروى بعض الأشخاص، الذين قاموا مؤخراً باستصدار بعض الأوراق أو جوازات السفر من القنصلية في اسطنبول، لـ"أورينت نت" كيف اضطروا للمبيت على باب القنصلية لمدة تزيد عن 4 أيام متواصلة، حيث كانوا مجبرين على النوم في الشارع لخوفهم بحال المغادرة أن يتم شطب اسمهم من قائمة الانتظار.

https://orient-news.net/news_images/16_9/1474797747.jpg'>

يقول "أبو محمد"،طلب عدم ذكر اسمه الكامل، "يتم تسجيل الأسماء عند أحد الموظفين بترتيب الوصول، ثم نجلس أمام مبنى القتنصلية في الشارع وحين ينتهي دوام الموظفين يتسلم أحد حراس القنصلية القائمة ويقوم كل بضع ساعات باجراء تفقد".

ويتم "التفقد" بالليل والنهار، ويكون ذلك في أوقات غريبة كالساعة الخامسة صباحاً، وذلك لأن الحارس يسعى لبيع أسماء المتغيبين فهو ينتقي هذه الأوقات، ويقول أبو محمد إن الأشخاص الذين يتغيبون عن التفقد يتم بيع "دورهم" بـ 150 دولار "ويكون بعضهم ربما ذهب لدقائق فقط".

اضطر أبو محمد للبقاء 5 أيام أمام القنصلية، وهذه المرة الثانية خلال الاسبوعين الماضيين حيث اضطر للتخلي عن دوره في المرة الأولى بسبب تعرض ابنته لحادث، وحين عاد كان عليه إعادة الكرة من جديد، وينتج الازدحام بسبب أن القنصلية لا تستقبل في اليوم أكثر من 5 مراجعين.

https://orient-news.net/news_images/16_9/1474797803.jpg'>

مهنة خاصة بنظام الأسد

 ولا تتوقف متاعب السوريين على الانتظار أمام أبوابها، حيث أن دخول المبنى لا يعني انتهائها بل البدء في مشاكل من نوع آخر، فورقة ناقصة هنا وطابع هناك، أو أن الموظف غير موجود ببساطة، عدا عن المعاملة المهينة والألفاظ المسيئة التي يستعملها الموظفون.

كما انتشرت مهنة الوسطاء، التي رافقت النظام منذ أيام حافظ الأسد في كل مؤسسة سواء داخل سوريا أو خارجها، ويطلب الوسطاء مبالغ تتراوح بين 500 دولار و2000 دولار لتسريع العملية، وبطبيعة الحال هذه المكاتب تتشارك مع موظفي القنصلية حيث يتم انجاز المعاملة أحياناً خلال يومين.

تنسيق أمني سري وقطع علاقات علني

وقالت الصحفية السورية "زينة ارحيم" في صفحتها على الفيس بوك بأنها كانت قد مرت بجوازها عبر عدة مطارات أوروبية مثل اسبانيا والنرويج وألمانيا وحتى بريطانيا، مما يعني أن أمن المطار الانكليزي استقبل قوائم حديثة من نظام الأسد، وتم تعميم الأسماء بناءاً عليه، ليكون السؤال عن حقيقة ومستوى التعاون بين الأمن البريطاني ونظام الأسد، ومدى ثقة البريطانيين بهذا النظام بحيث يصادرون الجوازات ويمنعون السوريين من التنقل وقد يقومون باحتجازهم أيضاً. 

https://orient-news.net/news_images/16_9/1474797720.jpg'>

لطالما شكلت المطارات قلقاً وخوفاً لدى السوريين بسبب جوازات سفرهم، ويختلف التعامل مع حاملي الجواز تبعاً للبلد، وبعيداً عن مطار بيروت الذي حولته ميليشيا حزب الله لقطعة من مطار دمشق، تبقى المطارات الأخرى محكومة بعلاقتها مع نظام الأسد، سواء العلنية ام تلك المخفية، ولكن يبقى مستوى التنسيق الأمني غير المعلن، كما في الحالة البريطانية، دليلاً جديداً على مستوى التناقض والنفاق الدولي بين ما يعلنه وما يخفيه.

التعليقات (2)

    عبد الكريم

    ·منذ 7 سنوات 6 أشهر
    هذا الكلام ليس صحيحا ... انا جددت جوازي ... هناك في اليوم حوالي 80 معاملة ... قائمة الانتظار يقوم بها المراجعين و ليس القنصلية ...

    فهد

    ·منذ 7 سنوات 6 أشهر
    بتمنى حدا يحكي عن تجربتو بالتجديد كيف الانتظار واي ساعة والصعوبات ؟؟
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات