النظام يغازل اسرائيل من جديد.. لماذا ظهر فيديو إعدام الجاسوس "كوهين"؟

النظام يغازل اسرائيل من جديد.. لماذا ظهر فيديو إعدام الجاسوس "كوهين"؟
على مدار أكثر من 40 عاماً والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تطالب باستمرار الحكومات السورية إعادة رفاة الجاسوس الإسرائيلي "إيلياهو كوهين" الذي أعدم في دمشق في العام 1965، بعد كشفه متلبساً في شقته، إلا ان أياً من تلك الحكومات لم تكن تلتفت للطلب وتقابله بالرفض، إلا أن التسريب الجديد يبدو مؤشراً قوياً لإعادة النظر بالموضوع.

ومؤخراً نشرت صفحة على موقع فيس بوك بعنوان "كنوز الفنون السورية" مقطع فيديو قصير وهو الأول من نوعه، ولم يسبق أن شاهده أحد، ويظهر لحظات إعدام الجاسوس كوهين، ولحظة إنزاله من حبل المشنقة قبل وضعه في تابوت والمضي به إلى جهة مجهولة، وسط حشود جماهيرية كبيرة جاءت لمشاهدة عملية الإعدام.

وأثار المقطع الجديد، الفريد من نوعه، لغطاً في أوساط المهتمين، إذ اعتبر أحد الرسائل الموجهة من قبل النظام لإسرائيل، في إشارة على الاستعداد لإعادة النقاش حول الرفاة، الامر الذي طالما رفضه النظام في وقت سابق.

وكانت زوجة الجاسوس "كوهين" المدعوة "نادية" المنحدرة من أصول عراقية طالبت مراراً النظام السوري، ووجهت طلباً لرأس النظام بشار الأسد قبل عشرة أعوام من اجل استعادة الرفاة، وتم الرد عليها بأن تسليم الرفاة سيكون ضمن عملية سلام ستتم بين سوريا واسرائيل، وان موضوع الرفاة جزء من هذه العملية.

وقالت نادية للتلفزيون الإسرائيلي إنها للمرة الأولى تشاهد هذا الفيديو ولم تره من قبل، وانها تتابع قضية زوجها منذ أن أعدم في العام 1965.

https://orient-news.net/news_images/16_9/1474476656.jpg'>

                نادية كوهين زوجة إيلي كوهين

وقدم النظام العديد من التنازلات لإسرائيل منذ انطلاق الثورة السورية، بوساطات روسية، كان أبرزها تسليم دبابة إسرائيلية كانت القوات السورية آنذاك اغتنمتها في العام 1982 في معركة السلطان يعقوب بلبنان، وتم تسليمها بمراسم احتفالية.

وذكر أحد المواقع العبرية أن مصدر الفيديو هو احد (الثوار) حسب تعبيره، الأمر الذي يعتبر صعب التصديق لأن هذا النوع من المقاطع تحتفظ به أجهزة المخابرات أو ضمن أرشيف التلفزيون السوري ويوضع تحت رقابة مشددة وقيود أمنية، ولم يسبق أن سيطر الثوار على مبنى التلفزيون السوري، أو مقر للمخابرات في دمشق.

ZGHFqmAK3PI

وتم إعدام إيلي كوهين  1924-1965 وسط ساحة المرجة في دمشق سوريا، ويوصف بأنه أهم جواسيس إسرائيل الذي تمّ تجنيده من قبل الاستخبارات الاسرائيلية في أيار 1960، وتؤكد إسرائيل أن نقله معلومات أدت إلى تحقيق إسرائيل النصر في حرب عام 1967، وذلك حسب اعتراف رئيس وزراء إسرائيل في تلك الفترة ليفي شكول. 

وولد كوهين لأبوين يهوديين من مدينة حلب السورية، في مدينة الإسكندرية المصرية، عمل على تهجير يهود مصر إلى إسرائيل ومن ثمّ هاجر إلى اسرائيل وهو في 33 من العمر أي قبل ثلاث سنوات من تجنيده.

خضع كوهين بعد اختياره ليكون مقاتلاً في دمشق تحت اسم "كمال أمين ثابت" لتدريبات قاسية في أعمال المراقبة والتعقب والتصوير، إضافة لتدريبات تتعلق بتنشيط الذاكرة وتقويتها، وساعات طويلة من التدريب على أجهزة البث والاستقبال، واستخدام الرموز والشيفرة، وتدريب قصير على تنفيذ الأعمال التخريبية.

تزوج عام 1961 بسيدة تدعى “نادية” وأنجب منها طفلة. تم إيفاده إلى الأرجنتين  لبناء شخصيته الجديدة على شكل تاجر عربي هاجر من سوريا لينتقل مطلع عام 1962 إلى العاصمة السورية دمشق، وأخبر عائلته في إسرائيل بأنه يعمل في أوروبا.

 وتم غرس كوهين كعميل لمدة ثلاث سنوات في قلب مراكز القوة في سوريا لدرجة أن صحفاً عربية وإسرائيلية قالت في باب مناكفة سوريا إنه كان يمكن لكوهين أن يكون وزيراً للخارجية السورية لو أراد ذلك أو أن يكون أحد قادة حزب البعث بل حتى الأمين العام لهذا الحزب.

وألقي القبض عليه من قبل السلطات السورية بعد ضبطه متلبساً في شقته بدمشق وهو يرسل رسائل لتل أبيب، بعد أن كشفت السفارة الهندية انها تتعرض لتشويش مجهول المصدر لاتصالاتها، فكان يوم قطع فيه التيار الكهربائي وساعد بتحديد موقع التشويش.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات