ويأتي هذا الإعلان على خلفية مطالبة وجهاء من الدروز داخل إسرائيل الجيش الإسرائيلي بالتدخل لحماية الدروز في بلدة حضر من ما أسموه "هجمات جبهة النصرة".
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الاثنين أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي "غادي ايزكوت" اجتمع مع قادة الطائفة الدرزية في إسرائيل، ليطمئنهم أن الجيش سيهتم بمصير الدروز السوريين في "حضر" في الجولان الشرقي، وأبلغهم بأن رسائل حازمة صدرت من تل أبيب ووصلت إلى "كل المعنيين في سوريا" تحذرهم من أي مساس بالدروز.
دروز إسرائيل: الجيش الإسرائيلي مقصّر في حمايتنا..
إلى ذلك وصل أيزنكوت إلى قرية جولس للاجتماع بالزعيم الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف ووجهاء الطائفة، ورؤساء المجالس المحلية الدرزية وضباط دروز متقاعدين، واستمع إلى شكاوٍ غاضبة تتهم إسرائيل بالوقوف مع بعض قوى المعارضة التي تنكل بالدروز، وبشكل خاص "جبهة النصرة.، حسب ما نقلت "الشرق الأوسط".
ونفى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هذه الاتهامات ، قائلاً: إن "إسرائيل لا تجري أي اتصال مع تنظيمات المتمردين في سوريا لإسقاط نظام الأسد، لكنها تعرف كيف توجه الرسائل إليهم".
وأكد أنه "لم يطرأ أي تغيير على السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا، والتي تتسم بالتفرج من بعيد والتدخل عندما يضطرها الآخرون لذلك".
وكان الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف دعا قيادة الجيش الإسرائيلي، الذي يخدم في صفوفه الشبان الدروز طبقاً لقانون الخدمة الإلزامية المفروض عليهم أسوةً باليهود، إلى توفير ضمان عدم أذيّة الدروز في سوريا، و"تحذير جبهة النصرة من عواقب تنفيذ مذابح في هذه القرى"، حسب زعمه.
وقال للإذاعة العامة الأسبوع الماضي، إن الدروز في إسرائيل قلقين حقاً مما يحصل لإخوتنا في سوريا، وتحديداً تعرض قريتهم الحضر في اليومين الأخيرين إلى قصف من جبهة النصرة، ولا يمكن أي درزي أينما كان أن يقف جانباً"، متابعاً: "يزعجنا أن ما يحصل هو على مرأى الجيش الإسرائيلي على الحدود في الجولان، وعليه توجهت لقائد المنطقة الشمالية بأن لا يسمح الجيش لجبهة النصرة بتنفيذ مجازر في القرية".
كما أعلن "طريف" أن الكثيرين من الشبان الدروز، خريجي الجيش الإسرائيلي، يفكرون بكامل الجدية في اجتياز الحدود والانضمام إلى قوات النظام السوري والميليشيات الدرزية في الجولان بغرض محاربة المعتدين.
https://orient-news.net/news_images/16_9/1474303469.jpg'>
"حضر" بعهدة حزب الله والهدف تحويلها إلى "جنوب" آخر
وتقول المؤشرات على الأرض حتى الآن بحسب نشطاء إن الهدف من سيطرة حزب الله على الحضر، هو تحويلها إلى جنوب آخر على غرار "الجنوب اللبناني"، لتكون منطقة يعمها الهدوء.
وسبق أن أرسلت ميلشيا حزب الله ابن القيادي عماد مغنية، وجنرالاً من الحرس الثوري الإيراني، من أجل إنشاء قاعدة دائمة في حضر، فضلاً عن جهود سمير القنطار التي كللت بمقتله في ريف دمشق العام الماضي.
وهدف حزب الله وإيران بحسب نشطاء، كان السيطرة على كامل شريط الهدنة في الجلوان من أجل استغلالها في المساومة مع الولايات المتحدة، وبمعنى آخر "ضبط الحدود" حسب الأسلوب اللبناني في الجنوب منذ عشر سنوات.
ليبرمان يردّ: دروز سوريا يعرفون أن إسرائيل تهتم بهم..
توترات كبيرة أصابت المشهد في اسرائيل على خلفية الدعوات التي وجهها الدروز للجيش، وخاصة بعد اتهامه بالتعاون مع "جبهة النصرة"، وأكبر الاتهامات كانت من النائب الدرزي في الكنيست الإسرائيلي "أكرم حسون" الذي أثار الموضوع واتهم الطيران الإسرائيلي بتوفير غطاء جوي يسمح للنصرة بقصف "حضر".
لكن وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ردّ على هذه المزاعم بأنها "محض سخافات" من نائب مغمور يسعى إلى كسب العناوين، مشيراً إلى أن "دروز سوريا يعرفون أن إسرائيل ليست غير مبالية لمصيرهم".
الثوار حيدوا المدنيين.. و"حضر" مقاومةٌ بحماية اسرائيلية!
وينتهج نظام الأسد في بلدة حضر حتى الآن أسلوب تقية حزب الله فيها، رغم الإعلان الإسرائيلي أكثر من مرة وعلى لسان أكبر القيادات أنها بحماية، ليتنصب جهود النظام وحزب الله، مع الجهود الإسرائيلية في خانة واحدة.
وكان الثوار في الجنوب، والذين أعلنوا قبل فترة عن معركة "قادسية الجنوب" وجهوا في أكثر من مناسبة نداء للمدنيين في "حضر" محذرين من مشاركة النظام في الأعمال العسكرية، وعدم التدخل.
ونشرت الفصائل المشاركة في "قادسية الجنوب" بياناً قالت فيها إنه "نظراً لضرورات المعركة التي التي تتطلب القيام بأعمال عسكرية في مناطق متاخمة لقرية حضر فإننا نؤكد لأهالي القرية حرصنا الكامل على سلامتهم وتجنيبهم أي آثار جانبية للعمل العسكري من طرفنا".
وتعهد البيان بتأمين الممرات الإنسانية بشكل مستمر إلى داخل القرية، ووضع لجنة متخصصة للتواصل مع الوجهاء من القرية لضمان السير السلس للحياة اليومية".
واشترط البيان وقتها تنفيذ ذلك بـ "عدم وقوف أهالي حضر مع العصابة المجرمة وأن يلتزموا الحياد في المعركة الدائرة".
التعليقات (4)