وقالت مجلة "فورين بوليسي" إن الاتفاق الأمريكي الروسي بشأن سوريا حظي بالتأييد، لكن هناك بعض من موظفي الخارجية الأمريكية يعبرون عن استيائهم معتبرين أن واشنطن دخلت في "حلف غير نزيه" مع موسكو.
ويعتبر هؤلاء أن دخول الولايات المتحدة في حلف مع روسيا في سوريا، إنما هو دليل على إحراز روسيا نصراً سياسياً هاماً، ونذيرُ تغيرات سياسية تقلل دور واشنطن في الساحة الدولية.
من جهتها قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الاتفاق الذي وقعه كيري ونظيره الروسي يوم الجمعة الماضي، يمهد لتحقيق كل ما يريده بوتين، أي تعزيز "نظام الأسد" وضرب المعارضة السورية.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن "الولايات المتحدة استجابت لمطلب بوتين بالانضمام إلى حرب روسيا ضد تنظيمات تصفها (روسيا) بالإرهابية، مضيفة في مقال آخر تحت عنوان "التنازلات التي قدمها كيري تجعل الولايات المتحدة تابعاً لروسيا في الشرق الأوسط".
كيري يبرّر..
لا تبدو الخلافات في البيت الأمريكي ظاهرة للعلن بقوة، إلا ان وزير الخارجية جون كيري، حاول التبرير أكثر من مرة لسلوك الولايات المتحدة الغامض، خاصة إلى جهة البنود السرية التي حملها الاتفاق والتي رفضت واشنطن الإفصاح عنها.
وحاول كيري اليوم الأربعاء، تفنيد انتقادات للاتفاق بين بلاده وروسيا على هدنة في سوريا قائلاً إن "بدونه كان العنف سيزيد بدرجة كبيرة وكان كثير من السوريين سيذبحون أو يضطرون للفرار من بلادهم".
وقال كيري في مقابلة مع برنامج (مورنينج إيديشن) في الإذاعة الوطنية العامة "إنها فرصة أخيرة للإبقاء على سوريا موحدة" مضيفاً "إذا فشلنا في الإيقاف الآن ولم نتمكن من الجلوس إلى الطاولة سيزيد القتال بدرجة كبيرة".
وأضاف "ما هو البديل؟ هل البديل هو السماح لنا بالانتقال من 450 ألف شخص قتلوا إلى ألوف كثيرة أخرى (من القتلى)؟ أن يتم اكتساح حلب بالكامل؟ أن يوجه الروس والأسد ببساطة قصفاً عشوائياً لأيام مقبلة وأن نجلس هناك ولا نفعل شيئا".
وأصرّ كيري على أن الاتفاق يحظى بتأييد أوباما الذي اجتمع معه أمس الثلاثاء، قائلاً: "حسناً.. رئيس الولايات المتحدة جاهز وأعتقد أن الجيش سيكون جاهزا بالتالي، لا أحد يطلب من الناس أن تتخلى عن مبادئنا لكنه شيء مهم بالنسبة لنا أن نفي بتعهداتنا في هذا الأمر".
وشمل الاتفاق عشرات البنود لم يكشف عنها جميعاً بطلب أمريكي بحسب زعم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي قال إن هناك بنوداً سرية لم ترضى واشنطن أن نكشف عنها، مضيفاً أن موسكو أرادت أن تعلن، وأن يصاغ الاتفاق على شكل قرار لمجلس الأمن.
التعليقات (6)