معركة الرقّة المؤجلة والتبدّلات بعد "درع الفرات".. فمن يسبق؟

معركة الرقّة المؤجلة والتبدّلات بعد "درع الفرات".. فمن يسبق؟
بدأت كثير من الخيوط المتشابكة على الساحة السورية تتلاشى، وشيئاً فشيئاً تأخذ مجريات الأمور شكلاً أكثر جدية وواقعية، بتأثير من تداعيات مجريات أحداث خارجية وداخلية، وبتأثيرات متفاوتة، هذه المرحلة من الصراع في سوريا جاءت عقب التبدل الملموس بديناميات الكثير من الفاعلين على مسار الحلبة السورية، فقد أصبح واضحاً إعطاء الولايات المتحدة دوراً تركياً أكبر، عقب توتر العلاقات فيما بينهما، إثر الانقلاب الفاشل وتداعياته على حكومة العدالة والتنمية في تركيا. 

وفي الوقت ذاته تحجيم لدور حزب الاتحاد الديمقراطي وميليشياته، والذي بات يسبب إحراجاً للولايات المتحدة. هذه الأدوار الجديدة، لا تكف عن التسابق في فلك الإستراتيجية المعلنة للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم الدولة "داعش"، والتلويح الدائم لبدء معركة الرقة؛ المعركة التي سمّنت، وهوّلت، في ووسائل الإعلام الدولية ومراكز الدراسات وتصريحات الكثير من المسؤولين.

الرقة في أجندة التحالف الدولي:

احتلت مدينة الرقة المهمشة على مدار تاريخها، مكانة هامة في مجريات الأحداث في سوريا، وخصوصاً بعد الاستيلاء عليها، وفي استراتيجية التحالف في "الحرب على الإرهاب" أخذت حظوة خاصة تفوق ما حازته مدينة الموصل العراقية العاصمة الفعلية لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وفق تصريحات الرئيس أوباما، وقادة التحالف ومن بينهم بريت ماكفورك، الذي أكد مرة "أن العمل على استعادة الرقة" يبدأ بحصارها وعزلها أولاً، وبعدها في خطوة لاحقة القضاء على التنظيم.

فبعد الانتهاء من إخراج التنظيم من مدينة منبج، وعودة قوات سوريا الديمقراطية إلى الضفة اليسرى من نهر الفرات، صرح الناطق الرسمي باسم التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب الكولونيل جون دوريان على حسابه على تويتر "أن التحضيرات لتحرير الرقة من داعش قد بدأت الآن"، في إشارة إلى التصريحات المتماثلة لمعركة الموصل، عقب خسارة التنظيم لناحية "القيارة"، وتقدم قوات البيشمركة في أطراف سهل نينوى.

القوى العسكرية التي يفترض بها خوض معركة الرقة:

يعتبر لواء ثوار الرقة الجهة العسكرية القوة الأبرز، والرمزية الوحيدة المتبقية من الجيش الحر في محافظة الرقة، والذي يسجل لهُ أنه خاض معركة الرقة في  يناير – كانون الثاني 2014، منفرداً ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بعد انسحاب جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) وحركة أحرار الشام الإسلامية، وقد ساهم في معارك عين العرب – كوباني ودخول مدينة تل أبيض مع الوحدات الكردية في يونيو حزيران 2015.

في حديث خاص لـ أورينت نت مع قائد لواء ثوار الرقة أحمد العلوش المعروف بـ "أبو عيسى" للاستفسار حول التحضيرات لمعركة الرقة، أكد أبو عيسى على بدء التحضيرات النهائية، وأنهم بصدد استكمال تشكيل مجلس عسكري من لواء ثوار الرقة من ضباط وصف ضباط من داخل اللواء، وفي سؤال عن القوى الرئيسية التي تتحضر للمشاركة في معركة الرقة أجاب "اتفقنا على تنسيق محدد بين لواء ثوار الرقة عبر المجلس العسكري مع التحالف الدولي على دخول قوات خاصة من دول التحالف، بالإضافة إلى القوات الكردية". وحول توقيت بدء المعركة رجح بتزامنها ومعركة الموصل.

هل سيدخل الأكراد المعركة:

بدا واضحاً أنّ "درع الفرات" هي أكبر من تفاهم أمريكي – تركي، وقبول روسي ورغبة إيرانية، لكنه أقل من تنازل تام لتركيا تبقى فيه متفردة اتجاه أهدافها كاملة. الوحدات الكردية والمفترض بأنها الشريك الأبرز للولايات المتحدة في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، أصبح في ميزانها أنّها استطاعت مع تشكيلات عدة بمساعدة طائرات التحالف الدولي من إخراج التنظيم من مدينة عين العرب كوباني والشدادي ومنبج.

لكنها ترى نفسها أنها المستهدف من عملية "درع الفرات"، وأنّ الولايات المتحدة قد تخلّت عنها لصالح تركيا، وفرضت عليها العودة إلى شرق الفرات. 

من جهة أخرى، يرى قيادي في حركة المجتمع الديمقراطي (رفض الكشف عن اسمه" أن الرقة بعيدة حتى الآن عن برنامج الوحدات الكردية وعن إمكانية مفترضة لدخولها.

وأشار في تصريح لـ أورينت نت أن الوحدات تعتبر نفسها تحت "احتلال تركي" في الوقت الراهن، وأن هذا الاحتلال يرتكب المجازر ضد المدنيين.

كما نفى القيادي أن تكون الوحدات تتحضر لأي نوع من المعارك في الرقة، أو أن تكون في وضعية تجهيز لهذه المعركة، مشدداً على أنه من غير الممكن مشاركة الأتراك في تحرير الرقة.

هل يتعكر المشهد؟ 

إنّ أي انسحاب للوحدات الكردية من على جبهاتها في شمال الرقة، قد يعطي لتنظيم الدولة فرصة  للعودة إلى مدينة تل أبيض، وبالتالي إعادة لرسم خارطة جديدة على الحدود مع تركيا، الأمر الذي لن يسمح به نظرياً، لا بدائل متوافرة لتبدل الحلفاء المحليين على الأقل لغاية الآن، لكن ليس بمقدور أحد أن يتنبأ بشيء على الساحة السورية، فكثيراً ما كانت معطيات لأي رؤى لا تنتج مخرجاتها المفترضة، على سبيل المثال لا الحصر بين ظهراني الوحدات الكردية في المناطق التي سيطروا عليها كفايتها الكافية لاندلاع صراعات (عربية تركمانية – كردية) و(كردية – كردية) فيما لو دخلت البيشمركة على خارطة التبدلات بعد لقاء البرزاني أردوغان بايدن.

التعليقات (1)

    محمد العقيدي

    ·منذ 7 سنوات 7 أشهر
    نسئل الله الفرج القريب انشاءالله
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات