الأسراب العسكرية التابعة لسلاح الجو، شاركت بمجملها في عمليات القصف، لكن سرباً معيناً كان له حصة الأسد من ذلك القصف، إنه السرب 697 ميغ، فما هو هذا السرب.
يتمركز السرب 697 MIG-23BN في مطار "السين" بريف حمص الشرقي، ويتبع للواء 17، وهو أحد أكبر الأسراب التي قامت بعمليات إجرامية بحق الشعب السوري بحسب الإحصاءات، وهو بنفس الوقت من أكثر الأسراب التي منيت بخسارات فادحة على صعيد الطائرات أو الطيارين، وذلك منذ بدأ عملياته في تموز 2012.
قبل الثورة..
يعتبر السرب 697 مقاتل/ قاذف من المكونات الأساسية للواء 17 والذي تمركز في مطار السين منذ نشأته أواسط السبعينات وحتى الآن وكان يعتبر الأخ الشقيق للسرب 698 mig23bn الذي كان يتمركز في مطار الناصرية حتى تاريخ 1-1-2012، حيث تم دمج السربين 697 و 698 في بداية عام 2011 في سرب واحد وهو السرب 697 في مطار السين بطياريهما وطائراتهما والغاء تسمية السرب 698 نهائياً نظراً لتردي الحالة الفنية لطائرات السربين وتردي الحالة التدريبية فيهما نتيجة انهيار الجاهزية الفنية للطائرات ونقصان الرصيد الساعي في طائرات السربين مما حدا بقيادة القوى الجوية تخفيف العبء عن الطيارين والطائرات في المناوبات والمهام.
أصبح عدد الطائرات الجاهزة بعد دمج السربين 17 طائرة بنسب جاهزية مختلفة و10 طائرات مخزنة يمكن تجهيزها في حال توفر المحركات لها، وبدمج طياري السربين أصبح قوام السرب 697 من الطيارين 25 طياركالتالي ( طيار مسيحي + طيار درزي + 5طيارين سنة + الباقي علويون) وحتى 1-1-2012 تم اقصاء الطيارين السنّة عن الطيران.
مع بداية التصعيد العسكري للنظام على بعض النقاط الساخنة في سوريا كدرعا وريف حمص الشمالي /تلبيسة والرستن/ وبعض مناطق ريف ادلب، شهد السرب 697 توترات كلامية بين بعض الطيارين العلويين وأحد أبرز الطيارين في السرب وهو العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين/الرستن/ وخاصة بعد تحطيم تمثال /حافظ الاسد/ في الرستن في 15-4-2011 والأحداث التي تلت ذلك حتى الاجتياح الأول من قبل الجيش لمدينة الرستن في 2-6-2011 حيث أدى ذلك إلى إيقافه عن الطيران ونقله إلى قيادة الفرقة 20 بالضمير والتي انشق منها في نهاية شهر كانون الثاني 2012 وتلاه خلال النصف الاول من عام 2012 إيقاف باقي الطيارين السنّة عن الطيران وهم ثلاثة رواد عن الطيران وايداع بعضهم في غياهب السجون لفترات متقطعه بحجج وأسباب واهية.
وتم تسريح أحدهم /الرائد الطيار ابراهيم الخالد - معرة النعمان/ بعد سنة وسبعة اشهر من السجن ولم يبق من الطيارين الخمسة السنّة إلا الرائد نادر رمضان /كطيار ممنوع من الطيران/ و قائد السرب العقيد الطيار الركن خالد الحسين - القنيطرة الذي بدا عليه مرض القلب في شهر أيار 2012 وتم نقله إلى قيادة القوى الجوية بعد أن اشرف على تنفيذ مئات الطلعات وتم تعيين العقيد الطيار الركن علي الدربولي قائداً جديداً للسرب.
كيف يحضّر السرب لقصف المدن..
وأكدت مصادر عسكرية لـ"أورينت"، أن عدة مشاريع طيران في ميادين الرمي، جربت عملياً قبل البدء بقصف المدن وذلك لتجربة الذخائر من مختلف العيارات كان أبرزها في شهر آذار 2012 في ميادين رمي السبع بيار والتيفور حيث جربت الذخائر الحية وشارك فيه السرب بقوام 4 طائرات ومن خلال أنواع الذخائر التي تمت تجربتها في النصف الأول من عام 2012 والتي شارك بها السرب 697 وكانت تدل المؤشرات بأن النظام يحضر لاستخدام الطيران الحربي في قمع الثورة.
اتخاذ القرار باستخدام الطيران الحربي ضد الثورة من قبل السرب 697
تم اتخاذ القرار من قبل النظام باستخدام الطائرات الحربية بكل أصنافها في قمع الثورة في 15 أيار 2012، (مع وقف التنفيذ وعلى مستوى القادة فقط).
وبُدء باستخدام الطيران الحربي في 26 شهر تموز 2012 في أرياف دير الزور وحلب وإدلب وحمص ولذلك تم تدريب الطيارين على تنفيذ الطلعات القتالية بشكل تصويري /بدون ذخائر/ منذ الشهر الخامس 2012 حتى يتعرف ويتألقم الطيارون على المناطق التي سوف يقومون بقصفها عندما يصدر الأمر بذلك.
وتم تشكيل مفرزة متقدمة من السرب 697 في مطار السين، لدعم مجهود طائرات الميغ 21 المهترئة التابعة للواء 24 هناك، والمكونة من ثلاث طائرات mig-23bn بقيادة العقيد الطيار الركن مفيد سليمان، تم نقلها إلى مطار دير الزور بتاريخ 15 أيار 2012.
ونفذت هذه المفرزة مئات الطلعات في دير الزور وريفها الشرقي وارتكب هؤلاء الطيارون عشرات المجازر، لتسقط أول طائرة للمفرزة بتاريخ 13-8-2012 على يد مقاتل من مدينة الموحسن أثناء قصف الطائرة لاحدى مدارسها بقيادة العقيد الطيار الركن مفيد سليمان الذي وقع بالأسر هناك.
وعلى الفور تم تعويض طائرة مفيد سليمان بطائرة أخرى بقيادة العقيد الطيار الركن علي الدربولي في 15-8-2012 ليقود بنفسه تلك المفرزة، وتم استبدال العقيد الطيار الركن علي الجردي بآخر وهو العقيد الطيار أركان ابراهيم شحود /مسيحي/ من وادي النصارى، وعاد المجرم العقيد الجردي إلى مطار السين ليقود مفرزة اخرى في مطار الناصرية في شهر أيلول 2012.
المفرزة الثانية..
مع تطور الأعمال القتالية وكثافة طلعات مفرزة دير الزور سقطت طائرتان أخريان للسرب شرق مطار دير الزور في بداية عام 2013 وفي كل مرة كان النظام يعوض الطائرة الساقطة ويتم تبديل طاقم المفرزة حتى وصل الثوار إلى مشارف المطار في منتصف شهر كانون الأول 2013 حيث غادرت المفرزة مطار دير الزور عائدة الى مطار السين بالخيبة والخسران، فكان لا بد من مفرزة ثانية.
كونت المفرزة الثانية من طائرتين mig-23bn تم نقلهما إلى مطار الناصرية في نهاية شهر آب 2012 بقيادة العقيد الطيارالركن علي الجردي/ سلمية تل الدرا، وكانت مهمة هذه المفرزة تنفيذ ضربات جوية على أرياف حلب الجنوبي وريف اللاذقية وريفي إدلب وحماة والقلمون الغربي.
ولم تبق مفرزة الناصرية طويلاً سوى شهرين حتى تم نقل تلك المفرزة إلى مطار الضمير ووضعها بتصرف قائد الفرقة الجوية 20 اللواء طيار جايز ريان الموسى /السلمية - قليب الثور/ ومن ثم تم دعم المفرزة بطائرتين أخريتين وكانت المهمة الأساسية لهذه المفرزة ضرب الغوطتين والقلمون الغربي وريف درعا والقنيطرة.
خسائر السرب حتى الآن..
يعتبر السرب 697 من أكثر الأسراب خسارة بالعتاد والطيارين، حيث سقط للسرب منذ 13-8-2012، عشر طائرات ما عدا الإصابات الكثيرة والتي لم تؤدي إلى سقوط الطائرات وهي حالات كثيرة جداً وفيما يلي الطائرات التي سقطت على التوالي:
1- اسقاط طائرة العقيد الطيار الركن مفيد محمد سليمان حمص- الزاهرة، سقطت بتاريخ 13-8-2012 فوق قرية موحسن أثناء قصفها بالقنابل حيث تعرضت طائرته للاصابة بنيران رشاش عيار 14,5 وادت الإصابة إلى اشتعال الطائرة بالجو حيث قذف الطيار وهبط بالمظلة وتم أسره من قبل ثوار المو حسن
2- سقوط طائرة العقيد الطيار اركان عبد الكريم عليا/ اللاذقية سقطت طائرته 10-3-2012 أثناء إطلاق صواريخ على إحدى قرى ريف شرقي دير الزور حيث انطفئ المحرك فحاول مغادرة منطقة العمل قدر الإمكان وقذف من الطائرة وهبط بالمظلة في منطقة قريبة من مناطق سيطرة النظام بعد أن ترك ملابس الطيران في مطان هبوطه ونجا بحياته.
3- إاسقاط طائرة المقدم الطيار الركن نضال أحمد / صافيتا- تالين سقطت طائرته بتاريخ 15-3-2013 شرقي المطار أثناء محاولة الوصول للمطار بعد إصابة طائرته برشقات رشاشات ثوار ريف دير الزور الشرقي ومع فقدانه السيطرة على الطائرة قام بالقذف من الطائرة وهبط بالمظلة ولكنه أصيب بجروح بالغة وتم كسر حوضه أثناء ملامسته للأرض وتم إسعافه عن طريق مروحية للنظام كانت متمركزة في مطار دير الزور.
4- إسقاط طائرة العقيد الطيار رامي قنبر سليمان بانياس، بعد إصابتها بمضادات رشاشة في يبرود بتاريخ 28-4-2014 وكان وصل إلى مطار الضمير لكنه لم يتمكن من الهبوط فغادر الطائرة بالمقعد المقذوف وهبط بالمظلة فوق مطار الضمير.
5- إصابة طائرة /قائد السرب/ العقيد الطيار الركن علي الدربولي/ السلمية بتاريخ 26-10-2013 فوق درعا إصابات خطيرة ولكنه تمكّن مع إصابة الطائرة بالهبوط الإضطراري في مطار الثعلة وتم تنسيق الطائرة نتيجة إصاباتها الخطرة.
6- إسقاط طائرة العقيد الطيار الركن علي الدربولي "مرة أخرى" بتاريخ 5-5-2014 أثناء تنفيذ غارات على منطقة البترا شمال مطار الضمير حيث وصل إلى شرق المطار وقذف بالمقعد المقذوف وهبط بالمظلة قرب سياج المطار من الجهة الشرقية.
7- إسقاط طائرة المقدم الطيار رياض محمد/ القرداحة بتاريخ 11-6-2016 بعد إصابة الطائرة برشقات رشاش ثقيل شرقي المطار بمنطقة أبو الشامات أثناء قصف تنظيم داعش هناك وقذف من الطائرة شرقي مطار الضمير وكسر ظهره وأصيب بعاهة مستديمة وتم إسعافه بمروحية من مكان سقوطه.
8- سقوط طائرة العقيد الطيار رامي قنبرسليمان "مرى أخرى" بتاريخ 15-6-2016 نتيجة انفجار محرك الطائرة أثناء الاقلاع لتنفيذ طلعة جوية بالغوطة الشرقية وقذف من الطائرة وهبط بالمظلة وأصيب برضوض خفيفة.
9- إسقاط طائرة النقيب الطيار حيان محمد/ جبلة بتاريخ 23-6-2014، في منطقة محسة جنوب القريتين بعد إصابتها بطلقات رشاش متوسط أدت إلى اصطدام الطائرة بالأرض واحتراق الطيار مع حطام الطائرة في جبال المحسة.
10- إسقاط طائرة المقدم الطيار نادر رمضان/ الزبداني بتاريخ 27-6-2016، جنوب غرب مطار السين نتيجة إصابته بطلقات رشاش ثقيل لتنظيم داعش في الصحراء أثناء قيامه بتنفيذ أول طلعة قتالية ضد داعش بعد أن أعاده النظام إلى الطيران بعد انقطاع عن الطيران دام لاربع سنوات لأسباب طائفية.
في المحصلة خسر السرب 697 خسائر تساوي تقريباً 60% وهي عشرة من طائراته التي كان يبلغ تعداها 17 طائرة منذ بدء استخدام الطيران، ويحتل السرب بذلك الرقم واحد بين أسراب القوى الجوية في عدد الطائرات التي سقطت أو أسقطت.
وفي حصيلة تقديرية، نفذ هذا السرب منذ بداية استخدام الطيران الحربي ضد المدن والقرى الثائرة وحتى الآن (15 ألف طلعة) بمعدل وسطي 4 قنابل للطائرة الواحدة في الطلعة ما يعني 60 الف قنبلة من مختلف الأصناف والأعيرة خاصة في الغوطتين الشرقية والغربية.
التعليقات (1)