الحسكة.. واشنطن تحذر النظام وموسكو وصالح مسلم يكشف أسباب التصعيد

سندافع عن أنفسنا في حال شعرنا بالتهديد

وأكد الجنرال الأمريكي "ستيفن تاونسند" القيادي في التحالف العسكري الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أن بلاده وجهت تحذيراً صارماً إلى روسيا والنظام السوري، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأمريكية ستدافع عن قواتها في شمال سوريا في حال قصف نظام بشار الأسد، مناطقاً توجد فيها قوات أمريكية.

ونقلت شبكة "CNN" الأمريكية عن الجنرال "تاونسند"قوله: "بلغنا الروس عن مواقع وجود قواتنا، وأخبرونا أنهم بلغوا بدورهم السوريين، وأود أن أؤكد فقط أننا سندافع عن أنفسنا في حال شعرنا بالتهديد."

يشار هنا، أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت قبل أيام أن التحالف الدولي أرسل مقاتلات لحماية المستشارين الأميركيين العاملين مع القوات الكردية، وذلك على خلفية قصف طائرات الأسد لعدة مواقع لقوات الأسايش في الحسكة، حيث قال حينها الناطق باسم البنتاغون الكابتن "جيف ديفيز": أعلناها بوضوح أن الطائرات الأميركية ستدافع عن قواتنا على الأرض إذا تعرضت لتهديد".

وكانت طائرات من طراز إف-22، اقتربت حتى أصبحت على بعد 1.6 كيلومتر من طائرتين النظام الحربية، إلا أن المواجهة انتهت دون أن يحاول التحالف الرد على استهداف قوات حلفائه البرية أكثر من مرة.

مسلم يتحدث عن تقارب بين نظام الأسد وإيران وتركيا

من جانب آخر، رأى "صالح مسلم" زعيم حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، أن تصعيد قوات بشار الأسد من عملياتها العسكرية بالحسكة وقصفها لمواقع القوات الكردية، سببه "المتغيرات على الساحة الدولية بما في ذلك التقارب بين النظام السوري وإيران وتركيا".

"مسلم" وفي حديث مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)  قال إن "هذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها معارك مع قوات النظام، ولكن هذه أول مرة منذ خمس سنوات تقريباً، التي يقوم فيها طيران النظام بقصف مواقعنا بشكل مباشر … وهذا يعود كما قلت للتقارب ما بين النظام السوري والنظامين الإيراني والتركي".

وأضاف "مسلم" أن النظام استهدف مواقع الأكراد جواً في الحسكة، "كنوع من الرد الإيجابي على رسائل المغازلة التركية للنظام، بالموافقة على بقاء الأسد خلال الفترة الانتقالية وإمكانية التطبيع مع سوريا".

ويبرئ موسكو

واستبعد "مسلم" أن يكون هناك دور لروسيا في معارك الحسكة، وقال :"لا أعتقد أن الأمر يعنيهم.. وقد قام الروس بمحاولات وساطة لوقف القتال.. ولكن لم يتم التوصل لأي اتفاق".

وتحدث زعيم حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي عن عقد شخصيات من النظام السوري عدداً غير قليل من اللقاءات مع مسؤولين أتراك في كل من أوروبا والجزائر قبل شهور، وجرى تسريب أخبارها لجميع القوى المهتمة بالوضع في سوريا، ولكن دون أن يعرف أحد بتفاصيل ما دار بها ولا الشروط التي وضعت للتوافق بين الطرفين"، مشيراً إلى أنه من غير المستبعد أن يكون ضرب الأكراد مؤخراً قد جاء أيضاً نتيجة لتلك اللقاءات.

تركيا

ورأى "مسلم" أن مصلحة تركيا وهدفها هو ألا يحصل الأكراد على أي حق ديمقراطي لهم سواء في مناطق "الإدارة الذاتية في روج آفا" أو لديها في تركيا، وأضاف "هذه سياسة تركية نعرفها جيداً، وهي مستعدة في سبيل ذلك إلى أن تقدم كل التنازلات الممكنة، وهي لن تقبل فقط ببقاء الأسد خلال الفترة الانتقالية بل ستقوم أيضاً بالتعاون والتنسيق معه ضدنا".

وحول ما إذا تدخلت تركيا لقصف مواقع الأكراد في سوريا، قال :"الأكراد لن يصمتوا أو يقفوا مكتوفي الأيدي، وإنما سيقومون بالرد بكل قوة ضد أي اعتداء يوجه لهم سواء من تركيا أو غيرها".

الأسد لم يعد صاحب القرار الأول

وعن نية النظام فتح أكثر من جبهة عسكرية في وقت واحد؛ ما بين قصف للأكراد في الحسكة وقصف للمعارضة بحلب، أجاب :"أظن أن بشار الأسد لم يعد صاحب القرار الأول في كل ما يحدث، هناك أياد كثيرة تمسك بزمام الأمر، بما فيها أيادي تركيا وإيران، وسياسات هؤلاء المضادة للأكراد ربما كان لها في اعتقادي الدور الأكبر فيما جرى".

إيران هي من شجعت النظام على تحدي الولايات المتحدة

وحول الدور الإيراني قال مسلم إن" إيران مثلها في ذلك مثل تركيا، لديها مشاكل داخلية مع الأكراد، معتبراً أن طهران كان لها وجود قوي في الحسكة، حتى قبل قيام الثورة السورية، حيث كان لها تنظيم موال في المدينة وكانت تحاول نشر التشيع ببعض المناطق، مردفاً "أعتقد أن إيران هي من شجعت النظام على تحدي الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي".

الأكراد والولايات المتحدة

ورفض مسلم اعتبار التحذير الأمريكي وسيلة لحماية حلفائها الأكراد، خاصة مع مقارنة البعض لهذا الموقف مع تجاهل واشنطن للقصف السوري والروسي المتواصل على حلب، وقال "أمريكا لم تحم الأكراد حتى الآن …هناك فقط تنسيق عسكري ما بين قوات سوريا الديمقراطية وبين التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة" بقيادة الولايات المتحدة".