روسيا تتحدث عن "هدنة" جديدة في حلب..دي مستورا يرحب والغرب يشكك

روسيا تتحدث عن "هدنة" جديدة في حلب..دي مستورا يرحب والغرب يشكك
بين الفينة والأخرى، تخرج روسيا أمام العالم، لتعلن عن "هدنة" مفاجئة تختلف طبيعتها في الزمان والمكان، فتارة تكون هدنة "ساعية" في حلب، أو هدنة لمدة يومين في سوريا، أو "هدنة" غير محددة الزمان والمكان... لكنها وفق حساباتها "هدنة"، وبعيد كل مرة من إعلانها عن تلك "الهدنات العتيدة"، تخرج طائراتها لتقصف المناطق السكنية في سوريا، وتخلف المجازر والدمار في المرافق العامة، لكن الفارق الوحيد في "هدن روسيا الشكلية" هو الموقف الدولي الذي ينجرف في معظم الأحيان وراء الرواية الروسية.

خدعة روسية جديدة

فقد أبدت روسيا أمس الخميس استعدادها إعلان هدنة إنسانية أسبوعية لمدة 48 ساعة اعتباراً من الأسبوع المقبل في مدينة حلب.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية "ايغور كوناشينكوف" "نحن مستعدون لإعلان هذه الهدنة الإنسانية لمدة 48 ساعة اعتباراً من الأسبوع المقبل من أجل إفساح المجال أمام إيصال المساعدات إلى سكان حلب".

واعتبر أن ذلك يشكل "مشروعاً رائداً يهدف الى التأكد من وصول التموين إلى المدنيين في المدينة بأمان"، موضحاً أن "الموعد والوقت الدقيقين سيُحددان بعد تلقي الامم المتحدة المعلومات حول تحضير القوافل والضمانات من جانب شركائنا الاميركيين بأنها ستنقل بأمان".

وهذه الإمدادات تتعلق بحسب قوله بالأحياء الشرقية في حلب الخاضعة لسيطرة الفصائل والقسم الغربي الخاضع لسيطرة قوات النظام، وستنطلق إحدى القافلتين من مدينة غازي عنتاب التركية عبر طريق الكاستيلو وصولاً إلى القسم الشرقي من حلب، في حين ستسلك الثانية طريق شرق المدينة وصولاً إلى حندرات ثم طريق الكاستيلو لتبلغ الأحياء الغربية.

وأضاف الناطق أن "روسيا مستعدة للتحرك بالتعاون مع الحكومة السورية لضمان أمن القوافل أثناء مرورها عبر الأراضي الخاضعة لسيطرتها، لكن ننتظر ضمانات مماثلة من جانب الولايات المتحدة من أجل المرور عبر الأراضي الخاضعة لما يسمى بالمعارضة المعتدلة".

وتشكيك غربي

في المقابل، شكك دبلوماسيون غربيون في نوايا روسيا من وراء إعلانها دعمها هدنة محتملة في حلب.

وقال أحد الدبلوماسيين لوكالة رويترز "إن التحدي سيكون في الترتيبات العملية بشأن الهدنة، وفي إرساء حقيقي لوقف القتال، وفي ضمان ألا تستخدم روسيا الهدنة لحشد قوات بشأن حلب لشن هجوم على المعارضة".

وأضاف "أنه ليس مفاجئاً أن يأتي الإعلان الروسي بعد الذي أحرزته المعارضة مؤخراً في مدينة حلب".

الأمم المتحدة تطالب روسيا والأسد بضمانات

من جانب آخر، قال دبلوماسي غربي آخر، بعد اجتماع مغلق في جنيف لمجموعة العمل في شأن وقف الأعمال القتالية في سوريا، إن وفداً روسياً أبلغ الأمم المتحدة اليوم أنه سيدعم هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة بدءاً من الأسبوع المقبل للسماح بتسليم المساعدات، لكن الشروط لم يتم الاتفاق عليها بعد.

وأضاف أن "من المهم للأمم المتحدة أن تقود مساعي تسليم المساعدات لنحو مليوني مدني في المدينة المقسمة في شمال سورية"، مؤكداً "أنها ليست عملية روسية. ينبغي أن تكون عملية للأمم المتحدة لتكون عملية جيدة ويعتد بها. ستبدأ بداية من الأسبوع المقبل بشرط أن يكون هناك اتفاق بين الأمم المتحدة وروسيا والنظام السوري في شأن أشكال التنفيذ".

وترحيب فوري من دي ميستورا 

مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا "ستيفان دي ميستورا"  رحب بدوره بإعلان روسيا استعدادها لدعم هدنة لمدة 48 ساعة أسبوعيا.

وقال دي ميستورا في بيان له الخميس إن الأمم المتحدة تعول على روسيا لتنفيذ ما يخصها من الاتفاق (على الهدنة المحتملة)، خاصة من خلال التزام القوات السورية بالهدنة بمجرد أن تدخل حيز التنفيذ.

وأضاف أن المنظمة الدولية تعول أيضاً على الأطراف التي يمكنها التأثير على المعارضة السورية المسلحة، ومنها الولايات المتحدة ودول أخرى لضمان التزامها بالهدنة.

وجاء في البيان "خطتنا هي أن نعمل بشكل شامل على التفاصيل العملية، ونكون مستعدين لإيصال المساعدات في أسرع وقت ممكن". وكان دي ميستورا نفسه دعا مرارا إلى إرساء هدنة في حلب لـ48 ساعة.

في هذه الأثناء، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للتنسيق الخاص للشؤون الإنسانية "يانس ليركي" إن شاحنات محملة بالغذاء والدواء والمياه مستعدة للتحرك فورا لتوزيع حمولتها في حلب، كما أن سيارات الإسعاف جاهزة لإخراج جرحى من المدينة. 

الاتحاد الأوروبي يطالب بوقف فوري للقتال في حلب

إلى ذلك، دعا الاتحاد الأوروبي اليوم إلى "وقف فوري" للقتال في مدينة حلب لإفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية والطبية إليها.

 وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي "فيديريكا موغيريني" في بيان لها إن "الاتحاد الاوروبي يدعو الى وقف فوري للقتال في حلب لإفساح المجال أمام إجلاء حالات طبية وايصال المساعدات وإصلاح البنى التحتية الأساسية من مياه وكهرباء".

ودعت "موغيريني" باسم الدول الأعضاء الـ 28 في الاتحاد الأوروبي كل الجهات إلى "ضمان رفع الحصار الكامل والسماح بوصول مساعدة إنسانية إلى مختلف أنحاء البلاد للذين يحتاجونها"، موضحة أنه في الوقت نفسه "يجب على كل الجهات الدولية الوفاء بالالتزامات التي حددتها المجموعة الدولية لدعم سورية في أيار (مايو) لإعلان وقف إطلاق النار من اجل السماح بوصول المساعدات الإنسانية"، وذلك في اشارة واضحة الى روسيا حليفة النظام السوري.

وكررت موغيريني القول إن الاتحاد الأوروبي يعتبر أنه لا يمكن إحلال السلام من دون "انتقال سياسي حقيقي" أي تنحي بشار الأسد في مرحلة ما ضمن تسوية متفاوض عليها.

يشار أن "ستيفان دي ميستورا" أعلن في وقت سابق م يوم أمس، عدم تمكن أي قافلة إنسانية من دخول المدن المحاصرة في سورية منذ شهر بسبب المعارك، موضحاً أنه علق عمل قوة مهمات إنسانية حتى الأسبوع المقبل، مطالباً بوقف القتال لمدة 48 ساعة في مدينة حلب.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات