الموت القادم من همدان: إيران تناقض نفسها

الموت القادم من همدان: إيران تناقض نفسها
جددت طائرات العدوان الروسي استهدافها لمناطق في سوريا، عبر طائرات عملاقة بعيدة المدى، وذلك انطلاقاً من مطار "همدان" الإيراني، في حين برزت تناقضات في المواقف الرسمية للنظام الإيراني، حول استخدام طائرات عسكرية أجنبية للمرة الأولى لقواعدها العسكرية منذ تأسيس "الجمهورية الإسلامية"، بينما حذرت الولايات المتحدة من أن الضربات الجوية ستؤدي إلى تعقيد الوضع في سوريا، في حين نفت موسكو اتهامات أمريكية حول خرق بلاده لقرار مجلس الأمن الدولي 2231، بعد استخدام قواعد جوية إيرانية منطلقاً لعملياتها العسكرية في سوريا.

لاريجاني ينفي منح روسيا قاعدة عسكرية 

ونفى رئيس مجلس الشورى الإسلامي، "علي لاريجاني"، اليوم الأربعاء، منح روسيا أو أي دولة أخرى قاعدة عسكرية على أراضيها.

"لاريجاني" وفي تصريح لوكالة "فارس" الإيرانية قال "إن تعاوننا مع روسيا كحليف في قضايا المنطقة مثل سوريا لا يعني أننا منحناها قاعدة من الناحية العسكرية، ولو طرح أحد الموضوع بهذه الصورة فهو كلام مرفوض".

وأضاف لاريجاني: "إيران لديها تعاون مع روسيا نتيجة أزمة إرهابية أوجدتها بعض الدول المخربة في المنطقة وأمريکا، لذلك فإننا نعتقد بأن روسيا أصبحت سياستها صحيحة تجاه المنطقة وبدأت منذ عام بالتعاون مع إيران في مجال حل الأزمة الإرهابية في المنطقة".

كلام "لاريجاني" يأتي رداً على إنذار وجهه النائب الإيراني "حشمت الله فلاحت بيشة"، في اجتماع للمجلس الثلاثاء، والذي اعتبر أن الدستور الإيراني ووفقاً للمادة 146 التي وردت فيه، لا يسمح بمنح أي قواعد عسكرية لأي جهة أجنبية، حتى لو تم استخدام القاعدة لأغراض سلمية.

وشمخاني يلمح

لكن في المقابل، وفي إشارة واضحة لموافقة طهران على وضع مطارات إيرانية تحت تصرف روسيا، قال أمين مجلس الأمن الإيراني "علي شمخاني" إن التعاون بين طهران وموسكو استراتيجي لـ"مكافحة الإرهاب في سورية وأننا نقوم بتبادل القدرات والإمكانات في هذا الشأن". 

وأضاف شمخاني، الذي لم يسم قاعدة همدان، أن التطورات السياسية والأمنية والعسكرية التي تشهدها المنطقة تستوجب استخدام استراتيجية المقاومة الشعبية "كسبيل وحيد للتصدي للتهديدات الإرهابية والحفاظ علي استقلال وأمن البلدان الإسلامية. وأن المنطقة تعاني من فتنة الإرهاب والأفكار المتطرفة لداعش ما يستدعي أكثر من أي وقت مضي الاعتماد على مبدأ المقاومة الشعبية واستثمار تفعيل القوي المحلية من أجل الاستقرار واستتباب الأمن".

 وأردف:"التعاون البناء بين إيران وسورية وروسيا وجبهة المقاومة، زاد من صعوبة أوضاع الإرهابيين"، معلناً "بدء عمليات جديدة وموسعة من أجل القضاء الكامل على الإرهابيين". 

واشنطن تحذر

وفي تداعيات افتتاح قاعدة جوية إيرانية أمام الطائرات الروسية، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الثلاثاء، إن استخدام روسيا للقواعد الإيرانية "من الممكن جداً أن يكون خرقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2231"، الذي يطالب جميع الدول باتخاذ التدابير اللازمة لمنع توريد أو بيع أو نقل الأسلحة أو العتاد من إيران قبل الحصول على موافقة مجلس الأمن.

وعبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، "مارك تونر"، عن أسف بلاده بتنفيذ روسيا ضربات جوية انطلاقًا من إيران، قائلًا إنه "أمر مؤسف لكن ليس مستغرباً".

واعتبر "تونر" أن الضربات ستؤدي إلى تعقيد الوضع "ويبعدنا عما نريده وهو وقف الأعمال العدائية في كل الأراضي السورية، وعملية سياسية في جنيف تؤدي إلى انتقال سلمي".

وروسيا تنفي خرق قرار مجلس الأمن الدولي 2231

في المقابل، نفى رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ الروسي، اليوم الأربعاء، الاتهامات الأمريكية حول خرق بلاده لقرار مجلس الأمن الدولي 2231، بعد استخدام قواعد جوية إيرانية منطلقاً لعملياتها العسكرية في سوريا.

وقال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي "قسطنطين كوساتشيوف" في منشور له على صفخحته بموقع فيس بوك "ما العلاقة بين هذا البند المعني بشروط تطبيق الصفقة النووية مع إيران، والغارات الجوية انطلاقاً من إيران؟"، بحسب موقع "روسيا اليوم".

موسكو أبلغت التحالف الدولي

من جانب آخر، أكد المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، الكولونيل "كريس غارفر" أن "روسيا أبلغت التحالف بشن ضربات عسكرية انطلاقًا من إيران"، مشيراً إلى أن "هذا الأمر لم يؤثر على العمليات التي يقوم بها التحالف في الوقت نفسه لا في العراق ولا في سوريا".

وتجدد قصفها سوريا انطلاقاً من إيران

في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، أن مجموعة طائرات نوع "سو ــ 34"، أقلعت من مطار "همدان" في إيران، ووجهت غارات جديدة على مواقع لتنظيم "الدولة" في دير الزور، وقتلت عناصر للتنظيم، بحسب مزاعم الوزارة.

وكانت الطائرات الروسية من نوع "سو ــ 34"، والتي أقلعت من مطار "همدان" الإيراني، قد شنت يوم أمس غارات جوية مكثفة استهدف الأبنية السكينة والمرافق العامة والمشافي والأسواق في عدة مناطق محررة في سوريا، تركزت غالبيتها في حلب وريفها وريف إدلب، حيث خلفت الغارات نحو 72 شهيداً وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان في مدينة حلب وريفها فقط.

حكومة العراق فتحت الأجواء لمرور الطائرات الروسية

يشار هنا أن رئيس الوزراء، حيدر العبادي، أكّد أن العراق فتح أجواءه لمرور الطائرات الروسية، نافياً تسلم أي طلب من موسكو يتعلق بمرور صواريخ عبر مجاله الجوي.

والجدير بالذكر، أن هذه هي المرة الأولى التي تُعلن فيها إيران عن استخدام طائرات عسكرية أجنبية لقواعدها العسكرية منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية عام 1979، كما أنها المرة الأولى التي تسمح لطائرات روسية باستخدام منشآتها العسكرية منذ بداية العدوان الروسي المباشر في سوريا في أيلول الماضي، في حين سمحت العام الماضي لصواريخ كروز روسية انطلقت من بحر قزوين بعبور الأجواء الإيرانية لقصف أهداف في الأراضي السورية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات