حلب..فك الحصار ينعكس إيجاباً على الأسعار والحركة التجارية

حلب..فك الحصار ينعكس إيجاباً على الأسعار والحركة التجارية
تشهد مدينة حلب عودة حذرة للحركة التجارية وانخفاض في أسعار بعض السلع الأساسية، بعد دخول أول قافلة مساعدات غذائية للأحياء التي كسر الثوار طوق الحصار العسكري الذي فرضته قوات النظام والمليشيات الطائفية قبل شهر.

أول قافلة تدخل حلب

انتظرت أكثر من 40 ألف عائلة متواجدة داخل الأحياء التي كانت تعيش تحت الحصار في المدينة، عدة أيام قبل أن تتمكن سيارات تحمل المساعدات الغذائية والخضروات والفواكه، إضافة إلى مواد تموينية من دخول المدينة، نتيجة استمرار المعارك والمواجهات والقصف الجوي المكثف الذي يستهدف الممر الجديد إلى أحياء حلب.

وبحسب الناشط "ثائر محمد" فإن قافلة تضم أكثر من عشر عربات محملة بالخضار وبعض المواد الغذائية الأخرى تمكنت من دخول المدينة بعد انتظار تأمين الطريق الجديد وهدوء وتيرة القصف الذي يستهدفه.

وأضاف: اليوم كان مغايراً لباقي الأيام، فقد عادت الحياة إلى أسواق المناطق المحررة من حلب، مع توفر للخضار التي حرمت منها المدينة لأكثر من عشرين يوماً وبأسعار بالمتناول، إضافة إلى انخفاض أسعار المواد الغذائية مثل الزر والسكر، كما هبط سعر ليتر الوقود إلى نصف ما كان عليه أثناء الحصار.

وأكد "المحمد" أن القافلة التي تم ادخالها اليوم هي أول قافلة غذائية تدخل أحياء مدينة حلب، وهي واحدة من سلسلة قوافل مقدمة من سكان محافظة ادلب ستدخل مدينة حلب خلال الأيام القليلة القادمة وسيتم توزيعها بأسعار رمزية على المحال التجارية.

حركة تجارية خجولة

دخول البضائع التجارية وعلى الرغم من قلتها، إلا أنه ساهم وبشكل لافت في تنشيط الحركة التجارية ضمن أسواق مدينة حلب، وانخفاض أسعار معظم المواد الاستهلاكية، كما دفعت بعض التجار إلى اخراج المواد المخزنة رغم غلبة طابع الحذر في عملية التسويق تخوفاُ من استمرار المعارك الدائرة على الممر الجديد.

وعن هذا الموضوع يتحدث "أبو حسن" صاحب محل جملة لبيع المواد الغذائية في مدينة حلب، ويقول: كسر الحصار من قبل الثوار ودخول بعض العربات الصغيرة محملة بالخضروات والرز والسكر، دفعنا إلى فتح مخازن المواد التموينية التي كنا نحتفظ فيها إلى أيام عجاف كنا نخشى أن تعصف بالمدينة، وهو ما ساعد في انخفاض أسعار المواد الأساسية مثل (الرز، السكر والمعلبات).

ويتابع: لا أخفي قلقي كباقي تجار المدينة الذين أخذوا على عاتقهم عملية تأمين غذاء أكثر من 400000 مدني، من تأخر دخول البضائع إلينا، نتيجة استهداف قناصة النظام للعربات التي تحاول الدخول، والقصف الجوي المكثف على شريان حلب الجديد، وهو ما يفسر الحركة الخجولة التي ما زالت تسيطر على عمليات الضخ والبيع في أسواق المدينة.

انخفاض أسعار المحروقات

مع فتح الطريق الجديد إلى حلب، بدأت عجلة وسائط النقل تعود إلى الدوران، بالإضافة إلى عودة عمل مولدات الكهرباء رغم استمرار تخفيض ساعات التفعيل إلى أربع ساعات عوضاً عن تسع ساعات كما كانت عليه سابقاً، كما شهدت المدينة انخفاضاً في أسعار المحروقات لكنه انخفاض محكوم بحركة الممر الجديد إلى أحياء حلب، كما صرح "أحمد خطيب" رئيس مجلس حي كرم الجبل.

وتابع: فعلياً كان لفتح ممر جديد لمدينة حلب طابعاً معنوياً أكثر مما هو عسكري أو انساني، فما أن أعلن عن فك الحصار حتى بدء تجار المحروقات بإخراج مخزونهم وإعادة توزيعه من جديد، ما جعل منها بمتناول الأيدي وبأسعار أقل مما كانت عليه، حيث وصل سعر ليتر المازوت أثناء الحصار إلى ما يقارب "1000" ليرة، والبنزين "3000" إن وجد، أما اليوم فقد انخفض سعر المازوت إلى "600" ل.س والبنزين إلى نحو "2000" ليرة.

وأكد الخطيب أن أسعار السلع والمواد الغذائية ستشهد انخفاضاً كبيراً فور توقف الطائرات الحربية والمروحية عن الاستهداف المكثف للطريق، بعد أن تتمكن الفصائل العسكرية من تأمينه بشكل أكبر.

حلب هي أول مدينة سورية يكسر فيها طوق حصار النظام العسكري عنها، وهو أمر لم يكن ليتحقق، كما يقول السكان، لولا الدم والعرق الذي بذله مقاتلو الفصائل من أجل انقاذ عشرات الآلاف ممن بقوا في المدينة من معاناة طويلة عاشتها ولا زالت العديد من المناطق الأخرى دون أن تفعل أي جهة دولية ما يلزم لسكانها الذين ينتظرون وعوداً لا يتحقق منها شيئاً مفيداً.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات