بعد أن احتلت ميليشياتها العراق.. أسواق بغداد حكراً على إيران

بعد أن احتلت ميليشياتها العراق.. أسواق بغداد حكراً على إيران
شهدت الطرق التجارية بين إيران والعراق تراجعاً كبيراً في أعقاب سيطرة "تنظيم الدولة" على مساحات واسعة من العراق، وذلك بعد أن كانت هذه العلاقات في أوج ازدهارها خلال العقد المنصرم، حيث بقيت أبواب العراق مفتوحة أمام الصادرات الإيرانية خلال فترة تشديد العقوبات على الأخيرة.

معبر شلجمه

وبحسب موقع "صدى" أعلنت إيران في أيار 2016 إنشاء منطقة للتجارة الحرة عند معبر "شلمچه" في منطقة أروند الحرة الواسعة، كما تستمر إيران بممارسة الضغوط على بغداد لخفض التعرفات الجمركية على الصادرات.

ويأتي ذلك بعد أن ارتفعت في العام 2015 قيمة الصادرات الإيرانية الغير النفطية منها الأغذية، ومواد البناء، والمركبات ، من جملة منتجات أخرى - من 2.3 مليارَي دولار في العام 2008 إلى 6.2 مليارات دولار واستمرّت التجارة غير النفطية بين إيران والعراق في النمو حتى أواخر العام 2015، إلى أن تم الاستيلاء على الموصل من قبل تنظيم الدولة.

كما تراجعت علاقات بغداد التجارية والديبلوماسية مع جيرانها الآخرين، حيث تدهورت الأوضاع الاقتصادية في إيران بعد تشديد العقوبات على القطاع النفطي في العام 2012، ما دفع بالجوار الجغرافي لإيران مع العراق، وغالبية سكّانه الشيعة في الشمال، لجعل من السوق العراقية التي امتصت الصادرات الإيرانية وجهةً مثالية لإيران وساعدتها على تطويق العقوبات.

ووفقاً لما سبق فإن الاستقرار في العراق يفتح الأجواء أمام صعود القوى الشيعية حيث تتمكّن إيران من اكتساب نفوذ اقتصادي أكبر، ليس في العراق وحسب إنما على الأرجح في سورية من خلال طرق للشحن البري أكثر أماناً وتنوّعاً.

مناطق للتجارة الإيرانية

 وعلى هذا الأساس، سعت إيران إلى إنشاء مناطق للتجارة الحرة في إقليم خوزستان في الجنوب الغربي بهدف تعزيز التجارة مع بغداد. بلغت قيمة التجارة بين البلدَين 12 مليار دولار في العام 2015، بما في ذلك السياحة، وخدمات الهندسة، وبضائع الترانزيت – أي السلع التي تتم المتاجرة بها عن طريق شريك ثالث، والتي تشتمل في جزء منها على الأرجح على تهرّب من العقوبات، كما أن إيران تطمح إلى زيادة قيمة العلاقات التجارية إلى 25 مليار دولار في السنوات المقبلة.

فضلاً عن ذلك، ونتيجة تصاعد حدّة التشنجات بين بغداد من جهة وتركيا والسعودية من جهة أخرى، أصبحت إيران في موقع جيواقتصادي أفضل من البلدَين اللذين يُعتبران خصمَين لها، حيث  ذكرت تقارير أنه في منتصف العام 2014، بدأ بعض التجّار العراقيين يستبدلون البضائع السعودية بأخرى إيرانية، انطلاقاً من اعتقادهم بأن المملكة تدعم تنظيم الدولة فضلاً عن ذلك، وافق مجلس مدينة بغداد على مقاطعة استيراد السلع من تركيا بعد أيام قليلة من قيام أنقرة بنشر قوات في المواصل بهدف إجراء تدربيات في الخامس من كانون الأول 2015.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات