كتب رسالته الأخيرة.. حملة لإنقاذ "شهرام أحمدي" من سجون خامنئي

كتب رسالته الأخيرة..  حملة لإنقاذ "شهرام أحمدي" من سجون خامنئي
تشهد الساحة الإيرانية ومنذ زمن بعيد حالات من التمييز الطائفي والقومي، بحق الأكراد، والسنة، والعرب، لكنّ التعتيم الإعلامي كان يفرض دائماً على تفاصيل حالات القمع التي تشهدها البلاد على مدار السنوات، ليأتي اليوم الإعلام الاجتماعي ويسمح لبعض القصص بالخروج إلى النور، كقضية "شهرام أحمدي" الداعية السنّي الكردي والذي صدر حكم الإعدام به بتهم الدعاية ضد النظام، وتهديد الامكن القومي الإيراني، والاتصال بجماعات سلفية.

وأطلق نشطاء إيرانيون حملة مؤخراً ناشدوا فيها المنظمات الدولية والحقوقية، للتدخل وإنقاذ حياة "أحمدي" الذي اعتقل عام 2009 بعد أن اطلقت قوات الأمن الإيرانية الرصاص عليه أثناء عودته من المسجد، في مدينة "سنندج" الكردية، وقضى 40 شهراً في الزنزانة، إلى حين تأييد القضاء الأعلى الإيراني حكم إعدامه عام 2012.

وكتب :أحمدي"، رسالةً إلى مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في إيران قال فيها: "أريد أن أطلعكم على قضيتي، لقد قتلوا شقيقين لي، وبلغت أمي إلى حد الموت من شدة الألم والحسرة، وزوجتي ما زالت تترقبني وتنتظر رجوعي. لقد مضت ثمانية أعوام من سجني والآن وأنا أكتب هذه الرسالة لا أعرف هل أنني استطيع أن أنهيها أم لا؟ .. لا أعرف هل ستصلكم رسالتي أم لا. لكن أتمنى أنه إذا وصلتكم الرسالة أن تكونوا على علم أن المحكمة العليا رفضت طلبي لإعادة المحاكمة، فالفارق بيني وبين الموت بات يتقلص يوما بعد يوم".

ويقبع حالياً أكثر من 200 سجين عقائدي من أهل السنة الأكراد، بينهم30 داعية وطالب للعلوم الدينية مهددون بالإعدام الوشيك في سجن "رجائي شهر" بمدينة كرج، غرب طهران، بتهم "التآمر ضد الأمن القومي" و"الدعاية ضد النظام"، حسب التهم الموجهة إليهم بمحاكم الثورة الإيرانية.

ويتوزع السجناء الآخرون على سجون كرج وطهران وسنندج وهمدان وكرمانشاه وأرومية وسقز ومهاباد ومريوان، وهم محرومون من حقوقهم الأساسية كباقي السجناء، وتتم معاملتهم بقسوة من قبل سلطات السجن، وفي الكثير من الأحيان يُمنعون من القيام بفرائضهم الدينية، حسبما ذكرت تقارير حقوقية.

ويشكو السنة في إيران عموما، مما يسمونه "التمييز الطائفي" ويتهمون السلطات بإقصائهم عن الحياة السياسية والحؤول دون مشاركتهم في إدارة شؤون البلد ومنعهم من شعائرهم وواجباتهم الدينية، ويضربون مثلاً للممارسات التمييزية، منعهم من بناء مسجد لهم في العاصمة الإيرانية، حيث قامت بلدية طهران وبدعم من قوات الأمن بهدم المصلى الوحيد لأهل السنة في طهران، في تموز العام الفائت، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة بين أوساط السنة.

يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، انتقد في تقريره السنوي بشأن إيران في عام 2014 تفاصيل محاكمة شهرام أحمدي، واصفاً اياها بأنها من "النماذج القضائية غير الشفافة" في إيران.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات